المؤامرة على الجيش اليمني
عبدالله الاحمدي
اكبر المتآمرين على اليمن وعلى الجيش اليمني تحديدا، هو الخائن هادي الدنبوع، الذي خان الأمانة التي أوكلت له من قبل الأمة، واستغل موقعه في الرئاسة، واصدر مجموعة من القرارات ( تحت مسمى هيكلة القوات المسلحة ) التي ضربت الجيش، وبالذات الوحدات القتالية المحترفة، كألوية الحرس الجمهوري والقوة الصاروخية والدفاع الجوي، والأمن المركزي. وأوكل هذه الهيكلة إلى خبراء أمريكان رصدوا كل ما كان لدى الجيش من عدة وعتاد.
لم يكن الغبي هادي يعلم أن عين العدو السعودي منذ سبعينيات القرن الماضي على الجيش، تريد إضعافه وتمزيقه، والانتقام منه بأي وسيلة كانت، بل وتريد إلغاءه نهائيا، ومسحه من الأرض.
السعودية لا تريد يمنا موحدا، ولا جيشا قويا، ولا حرية ولا أحزاباً سياسية، ولا ديمقراطية، ولا انتخابات. هي تريد يمنا ممزقا ، ضعيفا فقيرا يمد يده باستمرار.
وتريد حكاما تابعين لأمرها، وهو ما عملت من اجله منذ اتفاقية المصالحة الملكية / الجمهورية التي فرضتها على الشعب اليمني في سبعينيات القرن الماضي تحت وطأة الحرب.
إعادة هيكلة الجيش التي تكلَّف بها الفأر هادي كانت تنفيذا لمخطط سعودي/ أمريكي. وطالما تمنى بنو سعود هذه الفرصة ودفعوا من اجلها الكثير. كان بنو سعود يطالبون بذلك ( تحجيم الجيش ) منذ أواخر السبعينيات، وظلوا يلحون في التآمر على ذلك، تارة بدس العملاء في المؤسسة العسكرية، وأخرى بشراء الولاءات داخل هذه المؤسسة، وثالثة بتغيير مصادر تسليح الجيش وعقيدته العسكرية.
عندما عقد الرئيس الشهيد/ ابراهيم الحمدي صفقة سلاح مع فرنسا، ارتابت السعودية من ذلك، وخاطبته قائلة: إن اليمن لا يحتاج إلى جيش، وإنما إلى شرطة، وأسلحة خاصة بالأمن الداخلي. وبعد تحقيق الوحدة استمرت السعودية عن طريق أمريكا تطالب بتخفيض قوام الجيش اليمني، عدة وعتادا. ولعبت مملكة العهر الداعشي دورا في إشعال حرب 94 من اجل إضعاف الجيش والقضاء على جزء كبير منه، ومن معداته.
وقد طرح الأمريكان ذلك المطلب في مؤتمر الحوار الوطني الذي رعاه الأمريكان، بتحديد قوام الجيش.
السعودية بحقدها التاريخي تريد ان تستخدم كل شيء في اليمن لصالحها، وقد وجدت لها عملاء ينفذون مخططاتها اشترتهم بالمال المدنس.
في أحد العروض العسكرية التي كان يتباهى بها عفاش في الأعياد والمناسبات، كان السفير السعودي حاضرا، فهاله ما رأى من عدد وعتاد وتنظيم، فأبلغ ملكه بذلك، ومن يومها عمل بنو سعود بجد على تدمير الجيش اليمني، وذلك بدعم افتعال الحروب، كما هو الحال في حروب صعدة غير المبررة التي كانت تدفع فيها السعودية يوميا عشرة ملايين ريال سعودي لقائد الفرقة الأولى “مشرشف”.
وجد بنو سعود ضالتهم في الدنبوع الذي كان بالنسبة لهم أطوع من عفاش في تنفيذ المؤامرة على الجيش والشعب، وبدا واضحا منذ صعوده إلى الرئاسة في استسلامه لمخطط تدمير اليمن.
فقد قام بتفكيك وحدات الدفاع الصاروخي المحيطة بالعاصمةً، ونقل الصواريخ إلى الجنوب، ووضعها في مخازن بغير شروط التخزين، قاصدا تعطيلها عن الجاهزية.
لقد كان الدنبوع ينفذ الخطوات الأولى للعدوان، وهي تعطيل قوات الدفاع الصاروخي، وترك البلاد والقوات العسكرية بدون غطاء جوي.
لقد كان الخائن هادي ينفذ مؤامرة ضد الوطن عن سبق إصرار وترصد، وهو يعلم كعسكور عفاشي، نتائج تعطيل الدفاعات الصاروخية.
لقد كانت خطواته تمضي ضمن مخطط العدوان في ضرب القدرات الدفاعية والأمنية للبلاد تمهيدا للغزو الاجنبي.
الرجل عميل ومخبر متمرس للمخابرات البريطانية منذ أن رأت عيناه الواقع في اليمن، ثم ثنى عمالته للمخابرات الامريكية.
قبل أن يصعدوه إلى الرئاسة، نصحه السفير الأمريكي في صنعاء بزيارة واشنطن لمعايرته، وإفهامه بدوره في تنفيذ المهمة المطلوبة من قبل تحالف العدوان.
ولم يعد إلى صنعاء إلا وقد حفظ الدرس الأمريكي، لم يكتف الفأر بتدمير الجيش وقدراته الدفاعية، بل عمل- بأوامر وتمويل من العدوان – على استنساخ مسميات مليشاوية، وعصبوية، وإرهابية لتخريب البلاد، وتنفيذ أجندات العدوان.
لقد تآمر الخائن هادي على البلاد وشرعن للعدوان ليدمرها ويقتل أبناءها، خرَّبها وقتل أبناءها، ودمر بنيانها، وظل هو وعصابته في فنادق الرياض والقاهرة واسطنبول يشاهدون الخراب والقتل والدمار على الفضائيات، وهم يشربون أنخاب العدوان.