نحتاج لقدرات بشرية تفهم معنى الحكم الرشيد


الثورة / تنمية بشرية –
– توسع هيكل البطالة المقنعة يعرقل تطوير الجهاز الإداري للدولة

تعاني اليمن من قطاع إداري متخم بموارد بشرية غير مؤهلة وليس هناك حاجة لها – وتتمثل الإشكالية الرئيسية التي تواجه الجهاز الإداري الدولة في تعدد المخرجات وهي معضلة كبيرة لا يستطيع هذا الجهاز تحملها وبالتالي توسع هيكل البطالة المقنعة من عام لآخر .
طبقا للدكتور عبدالحكيم سفيان نائب رئيس المعهد الوطني للعلوم الإدارية فإن اليمن تحتاج لقدرات بشرية تفهم معنى الحكم الرشيد.
ويقول: نحن أمام تحولات جوهرية في مسيرتنا الإدارية والتنفيذية وهذه التحولات تحتاج لإدارة رشيدة¡ والحكم الرشيد معناه إحداث تطورات في العمل الإداري .
ويضيف : نعيش في عالم يتطور كل يوم ومهما حصلت من علم يبقى هناك حاجة ماسة لتحديث ما حصلت عليه وتطويره .
ويرى الدكتور عبدالحكيم ضرورة فهم معنى الحكم الرشيد وماهي معاييره وفي هذا الخصوص ينبغي امتلاك القدرات اللازمة لمد مختلف الأجهزة الإدارية للدولة بفلسفة الحكم الرشيد ومعاييره.
إشكالية
يؤكد نائب رئيس معهد العلوم الادارية أن الإشكالية الرئيسية التي تواجه الجهاز الإداري للدولة هو تعدد المخرجات وهي معضلة كبيرة ينتج عنها بطالة مقنعة وعمالة غير منتجة ويشدد على ان الجهاز الاداري للدولة يواجهه العديد من الإشكاليات لا تحتل في برنامج حكومي في ظل انعدام دور القطاع الخاص .
ويدعو الى ضرورة تطوير الجهاز الاداري في القطاعين العام والخاص ووضع استراتيجية اصلاحه في سياقها الصحيح في ظل الشوائب القائمة والبرامج التي لاتعطي أي تقدم في تنقية هذه الشوائب.
تهميش
يعتبر سفيان¡ معهد العلوم الادارية المؤسسة التعليمية الأولى المعنية بالتأهيل والتدريب لكافة موظفي الدولة منذ تأسيسه إلا أن عملية التدريب أصبحت موزعة على أغلب الوزارات والمؤسسات حيث أن الكثير من الوزارات لديها معاهد تدريب وهناك العديد من المعاهد العاملة في هذا المجال .
ويتساءل الدكتور عبدالحكيم: هل تستطيع هذه المراكز مواكبة الدور المفترض لها وان تضيف شيئا◌ٍ للواقع الإداري وهل تمتلك القدرات اللازمة للنهوض بالأداء في كافة المجالات وتلمس احتياجات السوق.
ويؤكد أنه لايوجد وضوح في أداء المعاهد والمراكز العاملة في التدريب والتأهيل ورسالتها ومواكبة التطورات الحاصلة في شتى مناحي الحياة وتعمل بارتجالية شديدة وتشق طريقها بعيدا عن الهدف المفترض ان تحققه من وجودها.
ويرى أن معهد العلوم الإدارية وجد نفسه في هكذا وضع مهمش وبالتالي حدث انحراف في مجال التدريب إلى التدريس من أجل الصمود في ظل هذه التحولات .
ويضيف : نحن مع تعزيز رسالة المعهد لكن هذا بيد الحكومة التي يجب أن تنظر للمعهد بعين الاعتبار باعتباره المؤسسة الوطنية الأولى المعنية بالتدريب والتأهيل لكوادر الدولة مثله مثل العديد من نظرائه في الدول العربية والاجنبية¡ حيث لايستطيع أي موظف حكومي الارتقاء بالأداء إذا لم يحصل على مستوى مناسب من التدريب والتأهيل تؤهله لهذا المنصب أو العمل الذي وصل إليه.
فوضى
يقول الدكتور عبدالحكيم : مادام كل وزارة تمتلك معهدا◌ٍ للتدريب والتأهيل فهذا يعني أن هناك فوضى¡ ولهذا يجب ان تكون رؤية الحكومة للعمل الإداري رؤية موحدة¡ لكن عندما تتجزأ فهذا يؤدي إلى وجود اختلالات في الجوانب التأهيلية والتدريبية والإدارية¡ ويتم صرف مبالغ طائلة على هذه المعاهد وهذا الأمر يعتبر هدرا◌ٍ للمال العام لأنها حتى الآن لم تضف أي شيء في أدائها .
ويشدد على أن أغلب المعاهد والمراكز العاملة تفتقر لمقومات التدريب والتأهيل لاتمتلك البرامج والمادة التدريبية والتعليمية والأجهزة اللازمة المطلوبة في عملية التدريب والتأهيل .
ويؤكد الدكتور سفيان أن التدريب يستمد أهميته من أهمية الموظف نفسه ¡ لأن العلم متجدد ويأتي دور التدريب في مواكبة ذلك ومد جميع الكوادر العاملة بهذا الجديد سواء في طريقة الأداء أو في عملية تحديث المعلومات¡ أي أن التدريب يجعل العاملون قادرين على التعامل والتحدث بلغة العصر الحديثة في التخصصات وعلى ارض الميدان وأيضا وهو الأهم التدريب يضيق الفجوة مابين العامل وسوق العمل.

قد يعجبك ايضا