دماء اليمنيين ليست للمساومة
عبدالله الاحمدي
يخطئ مجلس الأمن الذي لم يؤمن أحدا، والمنظمات التابعة له إذا كان يظن أن اليمنيين لا يدركون تلاعبه بدمائهم منذ بداية العدوان والهجمات على المدنيين والأطفال والنساء، وتلكؤ مجلس الخوف الدولي عن إصدار أي ادانة لهكذا هجمات فاشية بلغت ذروة الهمجية والتوحش في استهداف أطفال ضحيان في الخميس 9 أغسطس 2018 م.
وللحقيقة والتاريخ فان مجلس الأمن الدولي هو جزء من العدوان، فهو من شرعنه – وما يزال – على اليمن، عبر قراراته التي استلم أثمانها من تحالف العدوان الممول للحرب ( السعودية والإمارات ) وهو من يقوم بتشجيع العدوان على سفك دماء المدنيين الأبرياء في اليمن عبر تمييع قضايا القتل والمذابح التي يقوم بها العدوان المتوحش، والتستر على جرائم القتلة.
من خميس الحديدة إلى خميس ضحيان خيط الدم واحد، والقاتل واحد، والمتستر على القتل هو مجلس الأمن والمجتمع الدولي.
يا مجلس الأمن : عندما يعترف المتهم بالجريمة فما على القاضي إلا إصدار الحكم، فلم تماطلون، وتطالبون بتشكيل لجان للتحقيق، وتخونون ضمائركم في رد الضحية للجلاد لإصدار أحكام في حق الضحية وتبرئة نفسه؟!!
ومن عجائب مجلس الأمن إيكال التحقيق في الجرائم المرتكبة في اليمن إلى المجرم نفسه ليدين الضحية، وهذا ما دأب عليه مجلس الأمن منذ بدأ العدوان بارتكاب جرائمه في حق المدنيين في اليمن. أقول لكم صراحة إن مجلس الأمن هذا قليل حياءً، ولا يختلف عن البلاطجة الذين يسفكون الدماء، ثم يولون الأدبار. وإن منظمات الطفولة وحقوق الإنسان هي اكبر كذبة في تاريخ الإنسانية.
العدوان السعودي بعد كل مجزرة يحاول امتصاص غضب العالم بالقول إنه سيجري تحقيقا، ولكن المسألة هي ذر للرماد في العيون وتخدير لنشطاء العالم.
أمريكا فاعل أساسي في كل المجازر التي ارتكبها العدوان في حق المدنيين في اليمن، فهي تمد العدوان بالسلاح، وتعطي له الإحداثيات في ضرب الأهداف، وتمول طائرات العدوان بالوقود في الأجواء.
نفس السلاح الأمريكي الذي قتل الناس في عزاء بيت الرويشان في القاعة الكبرى في صنعاء، وهو نفس السلاح الذي قتل الصيادين والمارة في سوق السمك ومشفى الثورة في الحديدة. وهذا السلاح هو الذي قتل الطفولة في ضحيان صعدة.
مسوق أكاذيب العدوان المنافق المبتذل، عبد آل سعود تركي المالكي اعترف بالجريمة متهما الأطفال أنهم من يطلقون الصواريخ على مملكة العهر الداعشي، وأنهم هدف عسكري مشروع.
بعد هذا الاعتراف اعتقد أنه لا يحتاج مجلس الأمن إلى أن يطلب من المجرمين إجراء أي تحقيق، بل من اخص واجباته أن يحيل المجرمين إلى محاكم الجزاء الدولية، وإلاّ فإنه شريك في قتل أطفال اليمن ونسائه وشيوخه.
( 52 ) شهيدا و ( 79 ) جريحا من الأطفال والمارة في سوق ضحيان، هم ضحايا هذه المجزرة الوحشية، تحولوا إلى كومة لحم مشوي على موائد الإرهابي محمد بن سلمان وحلفائه.
المتهمون في هذه الإبادة هم الإرهابي محمد بن سلمان ومملكته الداعشية، والإرهابي محمد بن زائد ومواخير الحمارات، ومعهم تاجر الموت، وحامي القتلة الإرهابي المجرم ترامب، وترسانته العسكرية.
إن كل من تواطأ، أو تستر على هذه المجزرة وما قبلها هو مشارك في هذا الجرم.
العرب والمسلمون الساكتون على هذه الإبادة، هم أيضا متهمون بالمشاركة في هذه الجرائم، وخاصة جامعة الحمامات العبرية التي يرأسها المرتزق العميل أبو الغيط الذي باع ضميره وابتلع لسانه.
إلى الآن أكثر من 3000 طفل قتلهم العدوان عمدا، وهم نائمون في منازلهم، أو على مقاعد الدرس، أو في الطرق المسبلة.
العدوان يستهدف المستقبل باستهدافه للطفولة. هو يريد أرضا خالية من السكان، يريد أرضا ليحتلها، وليس فيها بشر، ولذلك يمارس حرب إبادة ضد اليمنيين ويستهدف الطفولة والأمهات رمز المستقبل.
أمهات وآباء يذرفون الدمع على تلك الزهور الطاهرة التي قطفتها طائرات العدوان المجرم.
نعم إنهم يودعون فلذات أكبادهم في هذا الشهر الحرام الذي لم يحترم قيمه مجرمو الرياض، وصهاينة الحمار ات كلاب الأمريكان الذين تجردوا من كل قيم الإسلام والعروبة، وأصبحوا مجرد وحوش يعيشون على لحوم البشر.
وجزيل الشكر لاولئك الذين تجمهروا في تركيا وألمانيا تنديدا بمجزرة الأطفال في ضحيان صعدة.