مجازر الإبادة ومعادلة القصاص
إبراهيم الحمادي
سيل دم لا ينقطع ،وجرائم حرب متواصلة على الشعب اليمني ،ومملكة الإجرام وبعد أن اهتزت عروشِها وتناثرت هيبتها أخذتها العزة بالإثم في مواصلة مقامرتها، مستمرة في مكابرتها مرتكبة مجازر دامية في صعدة ،فلا يكاد الشعب اليمني ينام على مجزرة للعدوان حتى يصحو على مجزرة أخري ،فبعد مجزرتي الحديدة يأتي اليوم تحالف العدوان بمجزرتين جديدتين في صعدة ليستهدف حافلة تقل أطفالاً طلاب مراكز صيفية في ضحيان بصعدة ،والإمعان في الإجرام لم يتوقف عند هذه الوحشية بل طال بثلاث غارات موكب تشييع في مديرية مجز بصعدة ،مشاهد دامية.
وهذا يدل على عجز في ساحات القتال أصاب النظامين السعودي والإماراتي بهوس سفك الدم وارتكاب جرائم قتل لزيادة جراح شعب يغالب الألم بالأمل والثقة بنصر الله الأكيد لذوي الصبر والبأس الشديد ،والإمعان في سفك الدم الذي يستعجل فيه صاحبه ليلقى حتفَه أمام شعب الحمية والبأس الشديد ،ويستدعي حلول قارعة إلى مضاربه ،فلقد استفتح العدو شرا، وخاب كل جبار عنيد.
والمجتمع الدولي صامت جراء مجازر الحرب التي يرتكبها العدوان ،فمملكة الوقاحة لم توضع تحت الرقابة على جرائم الإبادة التي ترتكبها كل يوم في اليمن ،كما وعدت العفو الدولية قبل أشهر بأن المملكة ستكون تحت الرقابة ،وإنما كل ذلك تلميع في الإعلام لكسب الشعوب وتبرير وقوفها وتأييدها لهذه الجرائم ،ليس غباء ،وإنما مكر الثعالب ،لتستخدم هذه الجرائم كورقة ضغط على مملكة الجرائم لمزيد من الحلب فقط لا أكثر ،والهزال هو ما يعيب تلك المنظمات المرتهنة للمال ،وأن يأتي من العفو الدولية أو حقوق الإنسان أو الأمم المتحدة أو غيرها موقفٌ أصبح غير منتظر عند شعبنا اليوم وما بعد الصبر الا النفاذ وقد نفذ الصبر والارتهان ،والرهان اليوم عليها دون جدوى ،ونفير الشعب اليمني بالمال والسلاح والأرواح وانكسار تحالف العدوان وحده السبيل الأنجع لتغيير رأي عام عالمي لا يؤمن إلا بالأقوياء ،وسينتزع شعبنا اليمني من موقع القوة اعتراف العالم بمظلوميته وقضيته ،وذلك بخشوم البنادق ورؤوس المال وقوة الإيمان ،وسيأتي على السعودية والإمارات وتحالف العدوان يومٌ يكونون هم فيه مثار شفقة العالم .
وبهذا الإجرام لا يجرؤ العدو أن ينازل الرجال في الميدان، ولا مرتزقته الذين منيوا بهزيمة ماحقة في مقبرة الغزاة ومصيدته الكبرى ،وما يستطيع فعله هو استهداف المزيد من المدنيين , وهي بالنسبة له أهداف مشروعة كما ادعى ناطقهم بأنهم استهدفوا منصات إطلاق صواريخ ،فأين المنصات من مواكب التشييع وحوافل الأطفال ،وما بعد هذا الاستخفاف إلا النفير والتحشيد ،وكل من تقاعس عليه أن يفكر مرتين بعد هذه الجرائم بحق الأطفال والنساء والشيوخ والأسرى ،معني شعبنا لأن يندفع نحو سوح الوغى رافدا الجبهات، وفارضا عبر المسار الصاروخي معادلة القصاص من متسطحي جرائم الإبادة ،ويلقن العدو دروسا في حرب سيندم من مغبتها كل من تجرأ فيها على استباحة دماء شعب عزيز بعزة الله ..،ومن القوة والبأس لدى شعب تجلد على النوائب وسعى جاهدا مجاهدا لمواجهة عدوان متغطرس إدراكا بألا طاقة على تحمل عواقب ستكون عليه كارثية بما لا يخطر له على بال ،وشعب لا ينام على مصيبته إلا بأخذ ثأره فالنصر حليفه، وما النصر إلا من عندالله ، ” وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ”.