«أنت في وجه الله»
محمد الفائق
أنت في وجه الله .. قالها احد أبطال الجيش واللجان الشعبية لحظات استسلام أكثر من 35 منافقا ومغرراً به في جبهات الساحل الغربي وبالتحديد في أطراف مديرية الدريهمي محافظة الحديدة ، ردا على ذلك المستسلم وهو يقول: « أنا في وجهك « خوفا أن يفتك به، فجاءه الرد بردا وسلاما .. لا تخف أنت في وجه الله.
– تلك المشاهد التي عرضها «الإعلام الحربي» كانت جلية أن تعكس الصورة الأجمل والأنقى والأطهر للمقاتلين من أبطال الجيش واللجان الشعبية في منهجية التعامل الحربي مع الأسرى، ليردد عقبها ذلك البطل من الجيش واللجان وهو يخاطب المستسلمين «لا تخافوا انتم مننا ونحن منكم لن يمسسكم ضر ، انتم مغرر به ، انتم في أمان، وحياتكم في مأمن»، لم يستخدم لغة فجة غليظة وهو في نشوة المنتصر، ولم يستخدم بندقيته وسلاحه الشخصي وهو في موقع المقتدر الثائر أو أنه حاول إرعابهم أو تصفيتهم أو الأخذ بثأر ضحايا مجازر العدوان من المدنيين آخرها مجزرة ميناء الاصطياد وبوابة مستشفى الثورة العام في محافظة الحديدة والتي راح ضحيتها نحو 58 شهيدا و 130 جريحا بينهم نساء وأطفال، بل كان رحيما رؤوفا كريما أصيلا ثابتا واثقا بموقفه ومبدئه، رغم الألم والجراح الذي يملأ قلبه تحسراً على ما آل أليه هؤلاء المغرر بهم وكيف سمح لهم ضميرهم أن يقاتلوا في صفوف الغزاة ويساعدون المحتل على اغتصاب الأرض والعرض.
لم تكن تلك المشاهد هي الأولى من نوعها ولا الأخيرة بل هي جزء بسيط من سلسلة عظيمة تجسد معاني القيم على مدى الأزمان لتتشرب منها الأجيال ، فحين يكون منهج أبطال الجيش واللجان الشعبية هو مكارم الأخلاق ، وحين تكون أعمالهم خالصة لله وحده ينعكس ذلك على الواقع الميداني قولا وفعلا ، ولعلنا نتذكر جلجلة صوت ذلك المقاتل أثناء التنكيل بالعدو في جبهات الحدود وهو يقول سلم نفسك يا سعودي أنت محاصر ، وذاك الآخر يقوم بإسعاف الجندي السعودي ، ومثله يحمل جندياً معادياً على ظهره، ومشهد آخر يوثق تقديم الإسعافات الأولية لجنود العدو، أيضا في المتون محافظة الجوف يعيد لنا المشهد نفسه لتلك الأخلاق العالية لأبطال الجيش واللجان وهم يأسرون منافقين ويعطوهم وجه الله، كذلك في موزع محافظة تعز وفي محافظة لحج وغيرها من جبهات العزة والشرف التي رسخ أبطال الجيش واللجان إلى جانب انتصاراتهم الأسطورية أخلاقهم الراقية في التعامل مع الأسرى.
– سمو أخلاق وتواضع يكبرُ ولا يصغر، ويؤكد حقيقة واحدية المدرسة والمنهج ، لا تختلف مضامينه أبدا في كل الجبهات، فأين ما وليت وجهك ستجد بنيان متراص يشيّده على الدوام أبطال الجيش واللجان .. فأين ما تركت سلاحك أيها المغرر به وسلمت نفسك فأنت في وجه الله.. فلا تخف.