طوفان اللاجئين إلى أوروبا يتحول إلى مسار جديد

 

رصدت صحيفة Die Welt الألمانية أن إسبانيا تجاوزت إيطاليا، وتحولت إلى “ثغرة رئيسية للاجئين” القادمين من إفريقيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى أن مدريد وإن كانت نجحت خلال العقد الماضي في التغلب على تدفق اللاجئين، إلا أن الوضع تغير وأصبح أكثر توترا في السنوات الأخيرة، كما أن السخط العام الناجم عن ذلك يهدد بصعود الأحزاب “الشعوبية” في البلاد.
وكتبت الصحيفة الألمانية إنه حين استقبل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في يونيو الماضي 629 لاجئا من السفينة “أكواريوس” التي جابت البحر المتوسط، أعربت حكومة البلاد الاشتراكية عن تقديرها الكبير لـ”هذه اللفتة الإنسانية”، لكن المزاج العام في إسبانيا مهدد بالتغير، وذلك لأن إسبانيا سبقت بأشواط إيطاليا وأصبحت “الثغرة الرئيسية للاجئين من إفريقيا”.
ويفيد التقرير بأن عدد اللاجئين حتى منتصف يوليو الماضي، زاد أكثر من الضعف في إسبانيا مقارنة بالعام السابق، وفي هذا السياق انقذ خفر السواحل الإسبان يوم الجمعة الماضي فقط أكثر من 1400 لاجئ على الساحل الجنوبي للبلاد.
وتقول السلطات الإسبانية إن 38% من مجمل المهاجرين في الاتحاد الأوروبي ينتقلون عبر إسبانيا، في حين صرّح بابلو كاسادو رئيس حزب الشعب المحافظ منتقدا الاشتراكيين وسياساتهم في هذا المجال قائلا: “لا يمكننا أن نصدر وثائق للجميع وإسبانيا لا تستطيع قبول ملايين الأفارقة”.
بالمقابل، يرفض الاشتراكيون مثل هذه الاتهامات ويلقون باللوم على حكومة ماريانو راخوي المحافظة السابقة، ويرون أنها المسؤولة عن الفوضى الراهنة لأنها لم تكن مستعدة لتدفق اللاجئين.
ووفق معلومات معهد السلام الدولي، فقد تمكن الإسبان من التعامل مع موجات الهجرة الأولى عامي 2005 و2006م، بفضل الاتفاقات المبرمة مع دول غرب إفريقيا، إلا أن العديد من هذه الاتفاقيات عفا عليها الزمن وتحتاج إلى تحديث.
كما يرصد هذا المعهد انخفاض مستوى عمليات الترحيل إلى 37٪، مشيرا إلى أن بلدان المصدر في كثير من الأحيان، ترفض استعادة رعاياها اللاجئين، وذلك لأنهم لا يملكون جوازات سفر.
ويرصد كذلك أن معظم المهاجرين يختفون عن الأنظار في إسبانيا أو يسافرون إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى إلى أقاربهم أو أصدقائهم.

قد يعجبك ايضا