بالمختصر المفيد.. الحرب حرب الموائد

 

عبدالفتاح علي البنوس

يقال في الأمثال الشعبية اليمنية الحرب حرب الموائد ، في دلالة على الأهمية التي يكتسبها الجانب الاقتصادي في جانب التنمية ، وفي السلم والحرب ، ففي الحروب يلعب العدو بالورقة الاقتصادية من أجل تركيع الخصوم وإجبارهم على الخضوع والاستسلام ، كما هو حاصل اليوم مع بلادنا من قبل تحالف البعران ومرتزقتهم بقيادة قرن الشيطان ، حيث عمد العدوان إلى استخدام الحرب الاقتصادية من خلال قيامه باتخاذ جملة من الإجراءات التعسفية التي فأقمت من معاناة أبناء الشعب وزادت من أوجاعهم ، البداية كانت بإغلاق مطار صنعاء الدولي ومنع الحركة الملاحية الجوية بصورة نهائية باستثناء السماح لبعض الطائرات الصغيرة التابعة للأمم المتحدة والهيئات الإغاثية التابعة لها ، ومن ثم فرض الحصار على ميناء الحديدة ومنع تدفق تدفق السلع الغذائية والمواد التموينية والاستهلاكية والمشتقات النفطية عبره وفرض قيود صارمة على ما يسمح من المواد الغذائية والاستهلاكية بعد وساطة وضغط الأمم المتحدة وإخضاعها للتفتيش الدقيق من قبل بوارج العدوان الأمر الذي يؤدي إلى تلف كميات كبيرة من هذه البضائع وخصوصا المواد الغذائية ، كما قام بنقل البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن وذلك بهدف قطع المرتبات والحيلولة دون صرف المرتبات للموظفين والتي كانت تصرف بصورة منتظمة لكافة الموظفين بما في ذلك أولئك الذين يقاتلون في صف العدوان ، وهو ما تم فعلا ، حيث قطعت المرتبات وقام المرتزقة بقيادة الدنبوع هادي بالاستيلاء على الأموال التي تمت طباعتها في روسيا والتي تقدر بـ 400مليار ريال والتي كان من المقرر أن توجه لصرف مرتبات خمسة أشهر من مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين ، كما قام بتغيير حجم العملة وطباعة كميات كبيرة منها دونما غطاء من الذهب والدولار ، في الوقت الذي قاموا فيه بسحب الأوراق النقدية الرسمية وتكديسها في البنك المركزي بعدن والبنك المركزي بمأرب وذلك بهدف ضرب العملة المحلية وتدني قيمتها أمام العملات الأجنبية وما يزال مستمرا في هذا الإجراء الغير قانوني الذي ينفذ بدعم وإشراف قوى العدوان .
كما قاموا بمنع تدفق الإيرادات الضريبية والجمركية والمحلية من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي والإماراتي للبنك المركزي بصنعاء ، وعملوا على السيطرة على إيرادات منفذ الوديعة وبقية المنافذ البرية والبحرية ، والاستحواذ على عائدات بيع الغاز والمشتقات النفطية من مصفاة صافر بمارب ، وعائدات تصدير المشتقات النفطية من نفط المسيلة عبر ميناء الضبة ، وتعطيل العمل في تصدير الغاز الطبيعي من مشروع الغاز الطبيعي بمنطقة بلحاف بمحافظة شبوة ، وأوقفوا تدفق حوالات المغتربين اليمنيين من بلدان الاغتراب إلى الداخل وفرضوا القيود الصارمة على النسبة المسموح لها بالتدفق داخليا ، وفوق ذلك ذهبوا لإيقاف نشاط البنوك والمصارف المحلية في الخارج ، كما عملوا على تدمير البنية التحتية الصناعية والتي كانت تمثل مصدر دعم وإسناد للاقتصاد الوطني وإنعاش حالة الركود الاقتصادي والمعيشي المترتبة على العدوان والحصار ، كل ذلك يندرج ضمن حرب الموائد التي تشنها السعودية والإمارات ومن خلفهما أمريكا والتي جاءت نتيجة عجزهم وفشلهم وهزيمتهم في الحرب العسكرية وعدم قدرتهم على تحقيق الأهداف المتوخاة من وراء ذلك رغم مرور ما يزيد على ثلاث سنوات ونصف من الحرب التي أنفق عليها الأعداء تريليونات من الدولارات علاوة على الخسائر البشرية .
بالمختصر المفيد، فشل الأعداء في حربهم العسكرية ، وسيفشلون بإذن الله في حربهم الاقتصادية (حرب الموائد ) وسيظل صبر وصمود وتحمل أبناء الشعب لكل هذه المعاناة والمنغصات هو الأساس المتين والصخرة الصلبة التي ستتحطم عليها أحلام وأوهام المراهقين والمغامرين من الغزاة والمحتلين والمرتزقة ، وسيكتب الله لهذا الشعب النصر والفرج المنتظر وسيتنفس اليمنيون الصعداء ويتجاوزون هذه المحنة بفضل الله وعنايته ومن ثم ثمرة لتضحيات وصمود وثبات أبناء الشعب الذين يشكلون أيقونة النصر القادم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا