بعد التهديدات الإيرانية.. ترامب يتراجع:
واشنطن/وكالات
-وجّه المشرّع الديمقراطي السابق، سيث مولتون، انتقاداً لاذعاً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطالباً إياه بعدم تهديد إيران، فيما طالب نائب رئيس مكتب تنفيذ الاتفاق النووي في الإدارة الأمريكية السابقة جاريت بلانك الرئيس الأمريكي بالانتباه إلى أن إيران ليست كوريا الشمالية.
وانتقد مولتون في تغريدة له يوم أمس الأول على موقع التواصل الاجتماعي تويتر «الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتوجيهه تهديدات إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، مضيفاً إنه «من الخطأ توجيه التهديدات إلى إيران»، مطالباً إياه بعدم حل المشكلات السياسية الخارجية عبر منصات التويتر.
وأضاف مولتون: «إن ترامب لم ينتبه للخطر، فالإيرانيون قتلوا الجنود الأمريكيين في العراق، وقد كنت شاهداً على هذا الحدث، لقد اضطررنا لمحاربتهم وإننا بحاجة إلى رجل قوي لديه خطة لكبح الإيرانيين ولمواجهة هذا العدو».
وفي السياق وجه نائب رئيس مكتب تنفيذ الاتفاق النووي في الإدارة الأمريكية السابقة جاريت بلانك، انتقاداً لاذعاً لترامب، قائلاً: «إن ترامب يحوّل المشكلة إلى أزمة، مضيفاً إن إيران ليست كوريا الشمالية».
وطالب بلانك إدارة ترامب بالحذر من «الفشل الاستراتيجي في التعامل مع إيران، ومن تكرار نفس الاستراتيجية غير الناجحة مع كوريا الشمالية»، مشيراً إلى أن «إيران ليست كوريا الشمالية»، لافتاً إلى أنه «يبدو أن التهديد الذي كتبه ترامب على توتير ضد إيران، والذي كتب كل كلماته بالحروف الكبيرة، هو ترجمة دقيقة لتوجهاته حيال كوريا الشمالية، والمتمثلة في فرض الحظر ونشر البيانات والتصريحات غير المسؤولة الشبيهة بنهاية العالم، والقول لنرى ماذا سيحدث».
وحول سياسة ترامب مع كوريا الشمالية قال بلانك إن «سياسة ترامب بشأن كوريا الشمالية فشلت إلى حد كبير في الحصول على المصالح الأمريكية، وقد ورد في الأخبار أن شخص الرئيس يعترف في الأوساط الخاصة بهذا الأمر ورغم أن ترامب أعلن النصر إلا أن كوريا الشمالية لم تقم بأي إجراءات لتفكيك ترسانتها النووية ولم تلزم نفسها أصلاً بهذا الأمر»، وأكد مرة أخرى على «التباين بين كوريا الشمالية وايران ولن تحصل أي مساومة كبرى بين واشنطن وطهران«، واصفا سياسة إيران بـ»أنها أكثر تعقيداً من كوريا الشمالية، وذلك ناتج عن تجربة إيران من الحرب العراقية الإيرانية«.
من جانب آخر أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمة له في مؤتمر للمحاربين القدامى بولاية ميسوري يوم أمس الأول، تصريحات جديدة تتعلّق بالاتفاق النووي معلناً أن «أمريكا مستعدة لإبرام اتفاق حقيقي مع إيران ليس كالاتفاق الكارثي الذي وقعته الإدارة السابقة».
وبعد يومين من مهاجمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تغريدات له على موقع تويتر وما لحقها من تهديدات إيرانية مضادّة وتحذيرات أمريكية داخلية قال ترامب « سنرى ماذا سيحدث، لكننا مستعدّون للتوصل إلى اتفاق حقيقي وليس الاتفاق الذي توصّلت إليه الإدارة السابقة الذي يمثّل كارثة».
وكانت إيران قد رفضت أمس الأول تحذير ترامب الغاضب من أن «طهران تجازف بمواجهة عواقب وخيمة لم يشهد مثيلها من قبل عبر التاريخ سوى قلة، إذا هدّدت أمريكا».
يذكر أن الرئيس الأمريكي قد أعلن في 8 مايو الماضي، الانسحاب الأحادي لبلاده من الاتفاق النووي الموقّع بين إيران ومجموعة الدول 5 + 1 رغم التزام إيران بكل بنود الاتفاق.