وجهة نظر.. الجميل في مونديال روسيا

عبدالعزيز محمد علي العنسي

رغم ما تتعرض له البلاد من عدوان ظالم وحصار جائر وتآمر دنيء ورغم كل الاحداث الجسام التي حدثت وتزامنت مع مسابقة كأس العالم وفي الساحل الغربي واستطاعة الأبطال مواجهتها والتصدي لها وأيضا ما يدور في العالم من أحداث رغم كل ذلك إلا أن الملايين من الناس تابعوا مسابقة مونديال كأس العالم في روسيا للعام 2018م وأنا واحد منهم رغم أني لست من محبي الرياضة كثيراً ولكن عندما كنت استمع إلى الراديو لسماع الأخبار أو أحد البرامج أجد بعض إذاعات إف إم تقوم بنقل تعليق صوتي على المباريات وللحماس والتفاعل لدى المعلق هتافات الجماهير أجد نفسي استمع إلى المباراة واحدة تلو الأخرى وقد لفت نظري أشياء جميلة في هذه المسابقة الكروية العالمية أحببت أن أوضحها لكم وهي:
-ما تمتعت به كل الفرق من روح رياضية فنجد أنه إلى جانب الاستعداد البدني والفني الذي كان يتمتع به كل فريق كانت هناك العزيمة القوية والإرادة الصلبة والإصرار الشديد والروح القتالية وتبادل الأدوار حتى أنه قيل أن هؤلاء لا يلعبون مباراة كرة القدم بل يلعبون ملاحم كروية لأن فريقاً يمتلك هذه الصفات من الصعب هزيمته أيا كان الفريق سواء كان فريقاً رياضياً أو فريقاً عسكرياً أو فريقاً هندسياً أو فريقاً طبياً أو أي فريق وهذا وللأسف الشديد ما لم يتوفر في منتخباتنا العربية والتي كانت تنزل الميدان وعندها استعداد نفسي وبدني للهزيمة.
-الطريقة والأسلوب التي كان يعتذر ويأسف بها الفريق الخاسر لبلاده وجمهوره ومشجعيه ومحبيه فلم يكتف بما يحمله في قلبه من ألم أو تنكيس رأسه إلى أسفل أو تقاطيع وجهه بل تدمع عيناه ألما وحزنا على الخسارة وهذا الأسلوب هو ما يفتقده لاعبونا مع الأسف.
-المدن التي اقيمت فيها مباراة كأس العالم وما تتمتع به هذه المدن من جمال معماري وتراث حضاري وجو نقي وموقع جغرافي والتي أقل ما يقال عنها عرائس كل مدينة أجمل من الأخرى فهذه تتميز بجمالها المعماري وتقسيم شوارعها وأحيائها حتى يخيل أنها لوحة رسمت بريشة فنان وتلك تتميز بجوها النقي وتلك تتميز بحضارتها الضاربة في جذور التاريخ وأخرى تتميز بموقعها الجغرافي الفريد.
– الأجواء التي سارت فيها المسابقة والأوضاع رغم التحذيرات والتهديدات إلا أن المسابقة سارت في طمأنينة وأمان فلم نسمع عن أي حدث يعكر أو يعرقل سير المسابقة حيث وضعت الخطط المسبقة لتأمين المدن وأخرى خطط تفصيلية لتأمين الملاعب لأي زائر سواء زاد عدد الحاضرين أو قل وسواءً حضر رئيس دولة أو أكثر، المكان مؤمن للجميع.
-الثقافة والمعرفة التي كان يتمتع بها الأخوة المعلقون على المباريات والأسلوب الرائع في النقل فبعد أن ينتهي من سلام البدء والترحيب بالحاضرين والمستمعين يحدد الدولتين المتباريتين ثم يأتي بنبذة مختصرة عن هاتين الدولتين بعد ذلك يحدد المدينة التي تقام فيها المباراة ونبذة مختصرة عن المدينة ثم يحدد مكان الملعب ويأتي بنبذة كافية عنه بعد ذلك يشرح شرحاً كافياً في كل فريق من الفرق بل يتكلم عن كل لاعب وانجازاته.
-خروج فرق قوية لها سمعتها ومكانتها في مسابقة كأس العالم من الدور الثاني أو دور النصف النهائي قال البعض إنه بخروج هذه الفرق ستقل أهمية وحلاوة المسابقة ولكن الذي حصل العكس، فبخروج هذه الفرق وصعود فرق أخرى التي رأيناها مثل كرواتيا وبلجيكا ظهر للمسابقة حلاوة جديدة وإثارة ومتعة من نوع آخر وهي ظهور هذه المنتخبات بمستويات فنية وبدنية وإرادة وعزيمة وتفاعل جماهيري شعبي ورسمي مثير وملفت وما أبدته رئيسة كرواتيا والحكومة الكرواتية من أعمال وتصرفات جعل المنتخب الكرواتي يصل إلى الدور النهائي حتى قال البعض إن كرواتيا فازت ببطولة العالم وفرنسا فازت بكأس العالم وكذا المنتخب البلجيكي لاعبين وجماهير كل ذلك بصعود هؤلاء جعل للبطولة أهمية وإثارة أخرى أي أننا نستطيع القول إن الروس برمجوا وخططوا ونفذوا وتحدوا وكسبوا ما أرادوا..

قد يعجبك ايضا