طهران/ وكالات
حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس خلال كلمة ألقاها في مؤتمر رؤساء الوفود الإيرانية الرئيس الأمريكي من “اللعب بالنار”، معلناً أن “على واشنطن أن تعلم أن السلام معنا هو السلام الحقيقي والحرب معنا هي أم كل الحروب”.
وتناول الرئيس الإيراني في كلمته العلاقات مع أوروبا فقال: “كلما حاولت أوروبا الاقتراب أكثر من الاتفاق معنا لم يسمح البيت الأبيض بذلك”، مضيفاً: إن “من يفهم في السياسة قليلاً لا يقول إننا سنقطع صادراتنا النفطية فنحن لدينا مضائق كثيرة وهرمز واحد منها”، مشيراً إلى أن “واشنطن غير قادرة على تأليب الشعب الإيراني ضد الأمن والمصالح الإيرانية”.
وحول تصدير النفط من الخليج الفارسي توجّه روحاني لترامب قائلاً: “نحن من ضَمن أمن الممرات المائية في المنطقة طوال التاريخ”.
وحول موضوع حقوق الإنسان قال الرئيس الإيراني: إن “الحكومة الأمريكية الحالية تعمل بالتزامن على نشر الظلم في العالم والركض وراء مصالحها، مضيفاً: “لم يحدث من قبل مثلما يحدث اليوم أن البيت الأبيض ضد الحقوق الدولية، وضد العالم الإسلامي، والشعب الفلسطيني”.
وأضاف الرئيس الإيراني: ” لقد ادعوا كثيراً أن الاحتلال الإسرائيلي نموذج للديمقراطية في المنطقة ولكن أثبت اليوم أنه عبارة عن محور ومركز للفصل العنصري”.
وفي ختام حديثه قال الرئيس الإيراني: “في الظروف الجديدة نسعى إلى تصحيح العلاقات مع السعودية والإمارات والبحرين”.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد بفرض عقوبات وصفها بغير المسبوقة على طهران من بينها منع الدول العالمية من شراء النفط الإيراني.
من جانب آخر وبالنظر إلى الأوضاع الجديدة التي تعيشها البشرية وتطوّر الأسلحة وتنوعها، تهدف كل دولة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية من خلال أسهل وأرخص الطرق وذلك من أجل القضاء على التهديدات الخارجية لأمنها الداخلي، وبالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبسبب ازدياد التهديدات العسكرية التي تتعرض لها أصبح من الضروري استخدام أداة دفاع فعّالة يسهل استخدامها من أجل ردع الأعداء عن تنفيذ مخططاتهم، خاصة وأن أعداءها لديهم قواعد كثيرة في المنطقة بما في ذلك بلد مثل أمريكا التي لديها أكثر من 40 قاعدة عسكرية تتمركز في المنطقة، إضافة إلى العدو الصهيوني الموجود غرب آسيا مع ترسانات نووية وثكنات عسكرية إضافة إلى تهديدات بعض الدول العربية التي تقف في صف أمريكا و”إسرائيل” مقابل إيران.
وفي مثل هذا الوضع، بالنسبة لإيران فإن نظام الدفاع الجوي، واستخدام القدرة الجوية والصواريخ الأرضية، ونظام الدفاع الصاروخي هي حاجة ملحّة يمكن استخدامها وقت الحاجة، ويمكن اعتبار هذه القدرة الصاروخية في نفس الوقت أقل تكلفة وأكثر ردعاً لتهديدات العدو.
ويقول مختصون في الشأن العسكري الصاروخي: إن قدرة النظام الصاروخي يمكن اعتبارها أفضل من الطائرة الحربية، بحيث إذا قام النظام الصاروخي باستهداف نقطة معينة يمكن تدمير الهدف بالكامل، لذلك وبطبيعة الحال، وللأسباب المذكورة اتخذت دولة مثل إيران خطوات كبيرة في مجال تصنيع الصواريخ، واليوم لدى الجمهورية الإسلامية عدد كبير من الصواريخ المتنوعة.
بالطبع، إذا لم تواجه إيران حرباً فهي غير معنية ببدء الحرب، ومن أجل منع العدو من الهجوم عليها يجب أن تملك رادعاً له وزن دفاعي قوي، ويجب أن يكون هذا الوزن الدفاعي مرتفعاً في حالات الهجوم عندما تكون هناك حاجة إليه، وسيتم اتباع السيناريو الأخير في حال هجوم العدو على إيران.
على مدى العقود الأربعة الماضية، فرضت على إيران حروب في عدة مناسبات منها الحروب الطويلة مثل حرب العراق التي دامت 8 سنوات وبعض الهجمات المحدودة مثل الهجمات الأمريكية على منصات النفط الإيرانية في الخليج عام 1988، أو الهجوم على طائرة الركاب من العام نفسه، حيث تشير هذه المسائل إلى أن إيران مهددة في الوقت الحالي وقد تعرّضت للهجوم في الماضي، ومن هنا تحتاج إيران إلى نظام دفاعي قوي وفعّال، وفي حالة إيران وخصائصها الجغرافية هي تحتاج إلى نظام دفاع صاروخي تمكّنت فيه إيران من إنتاج وصنع مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية ذات المدى القصير والمتوسط والطويل.
من ناحية أخرى، تطرح الدول الأوروبية التي تريد الحفاظ على الاتفاق النووي مواضيع تثير الدهشة فيما يتعلق بالمنظومة الصاروخية الإيرانية. في الواقع، هم قلقون بشأن قدرات إيران الدفاعية الصاروخية ويريدون التفاوض حول قضية الصواريخ على الرغم من أنه تم التأكيد مراراً على أن هذا يشمل القدرة الدفاعية للبلاد كما أن هذا الأمر غير قابل للتفاوض على الإطلاق، إلا أنهم يعبرون عن قلقهم من أن مدى الصواريخ الإيرانية يصل إلى الدول الأوروبية، في هذا الصدد تجدر الإشارة إلى حقيقة أن المدى الصاروخي الإيراني يصل إلى أوروبا هو أمر طبيعي لأن إيران تشعر أيضاً بتهديد من أوروبا وقد تعرّضت لتهديداتها مراراً وتكراراً.
فالدول الأوروبية كبريطانيا وفرنسا وضعت استراتيجيات وخططاً من أجل إضعاف إيران في المنطقة، ومن ناحية أخرى تسعى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تضم أكثر من 40 دولة أوروبية إلى إضعاف قدرات إيران الدفاعية والأمنية أيضاً، لذلك من وجهة نظر إيران إن أوروبا لا تعتبر عدواً ولكن في الوقت ذاته إن خطط الناتو ودول كفرنسا وبريطانيا تشكّل تهديداً على أمن طهران الداخلي، ومن هنا تأخذ الجمهورية الإسلامية بعين الاعتبار غزوها من الجانب الأوروبي، ولذلك من الطبيعي أن تقوم طهران بترتيب صواريخها بطريقة تجعلها في حال تطبيق أوروبا لتهديداتها أن تضع حداً لهذه التهديدات.
لذلك لا ينبغي على الجمهورية الإسلامية غضّ النظر عن الصواريخ القادمة من الدول الأوروبية حتى أنه يجب على الصواريخ الإيرانية أن تصل إلى أمريكا التي تهدد دائماً إيران لذلك يجب رفع مدى الصواريخ من 2000 كلم إلى 10000 كلم حتى إذا ما قامت أمريكا بالمغامرة واستهدفت إيران، يمكن للأخيرة الدفاع عن نفسها واستهداف الأراضي الأمريكية بالصواريخ القوية والفتاكة.