وزراء مالية مجموعة العشرين يجتمعون في الأرجنتين وسط أجواء من التوترات التجارية
الثورة نت/..
يجتمع وزراء مالية دول مجموعة العشرين السبت والأحد في مدينة بيونيس آيرس الأرجنتينية، وسط أجواء من التوترات التجارية الحادة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبقية الدول.
وفي الوقت الذي طالبت فيه الولايات المتحدة الصين والاتحاد الأوروبي بتقديم مزيد من التنازلات للتوصل إلى علاقة تجارية أكثر توازنا، اشترط وزير الاقتصاد الفرنسي إعفاء دول الاتحاد من الرسوم الجمركية الأمريكية قبل بدء أي حوار مع واشنطن.
وتثير سياسات ترامب الحمائية وفرضه رسوما جمركية عالية على الصلب والالمنيوم غضب حلفاء للولايات المتحدة مثل الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك.
من جانبها، كررت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد السبت في افتتاح الاجتماع التحذير من أن الحرب التجارية سيكون لها تأثير على النمو العالمي.
وقالت في مؤتمر صحفي “في أسوا الحالات يمكن أن يكون للإجراءات (التجارية) الحالية تأثير بنسبة 0,5 بالمئة (من التراجع) على الناتج الإجمالي العالمي”.
من جهته دعا وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الولايات المتحدة إلى التعقل واحترام حلفائها الأوروبيين، معتبرا أن إعفاء دول الاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة هو شرط مسبق لأي حوار بين الطرفين.
وقال لومير: “نحن مستعدون لكل انواع النقاش، لكن هناك شرط مسبق ألا وهو إلغاء الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على أوروبا. هذه الرسوم الجديدة لا مبرّر لها ولا يمكن تبريرها. إنها تهدّد صناعاتنا ووظائفنا، ولن نتفاوض والسلاح مصوب الى رأسنا.”
وحذر لومير من أن “هذه الحرب التجارية لن يخرج منها إلا خاسرون، حيث ستقلص الوظائف وتؤثر سلبا على النمو العالمي”.
وترى فرنسا أنه من الملح بحسب الوزير “إصلاح تعددية الطرف على المستوى التجاري. إذ لا يمكن أن تقوم التجارة العالمية على قانون الغاب. لنتباحث في إطار متعدد الطرف. والطريقة الفضلى لتسوية المشاكل هي حوار بين الولايات المتحدة وأوروبا والصين”.
من جهته دعا وزير المال الأمريكي الصين والاتحاد الأوروبي إلى تقديم تنازلات للتوصل إلى علاقة تجارية أكثر توازنا، وذلك بعد التصريحات المدوية للرئيس دونالد ترامب الذي نعت بكين وبروكسل وموسكو ب “الخصوم” التجاريين.
وتعمل الولايات المتحدة على امتصاص العجر التجاري مع الصين (الذي بلغ 376 مليار دولار في 2017) وهدد ترامب بفرض رسوم عقابية على مجمل الواردات الصينية التي بلغت قيمتها 500 مليار دولار في 2017.
ومضى وزير المال الأمريكي في الاتجاه ذاته وقال السبت في بوينوس آيرس إن ما أعلنه ترامب “هو حقيقة احتمال ممكن التحقق” مضيفا “كنا واضحين جدا في أهدافنا”.
وأشار خصوصا إلى معارضته للضغوط الصينية لنقل التكنولوجيا عبر مشاريع مشتركة حين تريد شركات الاستقرار والاتجار في الصين.
وبالنسبة للأوروبيين جدد الوزير الأمريكي الرسالة الأمريكية لقمة مجموعة السبع “إذا كانت أوروبا تؤمن بالتبادل الحر، فنحن على استعداد لتوقيع اتفاق تبادل حر بدون رسوم جمركية ولا دعم”.
وتتهم بكين واشنطن بأنها تريد التسبب ب”أسوأ حرب تجارية في تاريخ الاقتصاد”، وردت بفرض ضرائب جديدة على المنتجات الأميركية.
ومن المتوقع أن تُعقد محادثات ثنائية بين منوتشين وكل من نظرائه الفرنسي والألماني والياباني والكندي والكوري الجنوبي والإيطالي والمكسيكي.
وسيناقش وزراء مال مجموعة العشرين أيضا في عطلة نهاية الأسبوع التهديدات التي تخيّم على النمو العالمي ومخاطر اندلاع أزمة في الدول الناشئة، إضافة إلى فرض رسوم أكبر على كبريات شركات المنتجات الرقمية التي لا تفرض عليها حاليا إلا رسوم قليلة.
سبأ