الهروب من العار
عبدالفتاح علي البنوس
يتسابق أحذية وقباقيب السعودية والإمارات على خطب ود المهفوف محمد بن سلمان طمعا في ريالاته، والمسخ محمد بن زايد طمعا في دراهمه، وليذهب الوطن والشعب إلى الجحيم، المهم عندهم أن تكون أحوالهم المادية والمعيشية في أحسن حال، ولكم أن تقفوا مع تصريح سابق للقيادي الإخوانجي عبدالله صعتر والذي قال فيه بكل جرأة وقلة حياء بأنه لامانع لديه ليقتل 24مليون مواطن يمني مقابل أن يعيش مليون فقط، في إشارة إلى قطيع العملاء والخونة المرتزقة الذين ينهجون نهجه، ويسلكون مسلكه، من أتباع حزبه في الداخل والخارج، ومن قبله الزنداني الذي قال بأن عدوان عاصفة القتل والخراب والدمار فضل من الله، وقس على ذلك بقية التصريحات الصادرة عن عملاء ومرتزقة العدوان والتي تصب في هذا الاتجاه، والتي تنم عن خذلان من الله لهؤلاء الحمقى الذين قبلوا على أنفسهم هذا العار الذي سيظل يلاحقهم على مر الزمن، وستتذكر الأجيال المتعاقبة هذا الدور القذر وهذه المهمة الوسخة التي قاموا بها، والخيانة العظمى التي ارتكبوها في حق وطنهم وشعبهم وارتهانهم للغزاة والمحتلين والوقوف في صفهم ومشاركتهم الفاعلة في تدمير وطنهم واحتلال أرضهم وقتل أبناء شعبهم إشباعا لنزواتهم ونزعاتهم التسلطية والاستغلالية القائمة على المصلحة والنفعية التي تخدم مشاريعهم وأهدافهم وأجندتهم الحزبية والشخصية والتي لا يقبل بها ولا يقر بها لا دين ولا مذهب ولا عرف ولا قانون .
هذا العار الذي عليه شلة الرياض الفندقية يتطلب من الذين تلطخوا به وتمرغوا في وحله وغاصوا في مستنقعه تصحيح مسارهم والهروب منه بالعودة إلى جادة الحق والصواب، والتراجع عن هذا السلوك الأرعن، والإقلاع عن العمالة والخيانة والارتزاق، والتخلي عن الانبطاح والتبعية والطاعة العمياء للسعودية والإمارات، وإعلان البراءة من العدوان والعودة إلى حضن الوطن، ليتداركوا أنفسهم قبل فوات الأوان، وليس في ذلك عيب أو منقصة على الإطلاق، بل على العكس من ذلك تماما، إذ يعتبر ذلك من الإيجابيات والسلوك الحسن والفعل المحمود الذي يحسب للمرء، قبل أيام صدر عن عبدالعزيز جباري مستشار الخائن هادي بيان شديد اللهجة، تضمن اعترافه ومجموعة من رفاقه في درب الخيانة والعمالة بأنهم وقعوا في فخ باسم الشرعية، وأن الهدف هو استخدامهم كغطاء لمشروع احتلال وتدمير اليمن.
هذا البيان الذي يعتبر اعترافا صريحا من جباري وشلته وإن كنا ندرك أنه عبارة عن مناورة وسجال سياسي الهدف منه مغازلة هذا الطرف أو ذاك من أجل الحصول على مكاسب ومنافع، ومحاولة البحث عن دور ومكانة جديدة في حال توصل الأطراف السياسية لاتفاقات وتفاهمات تقود إلى مفاوضات ومشاورات تفضي إلى تسوية سياسية قياسا على طبيعة المواقف والآراء التي يبديها جباري تجاه قوى العدوان والقوى الوطنية المناهضة للعدوان، إلا أن البيان في حد ذاته يمثل ظاهرة صحية وبادرة حسنة وإيجابية تقتضي أن يتبعها مواقف واضحة ومعلنة تجاه قوى العدوان والجرائم التي تقوم بها، إذا ما كان بيانه جديا ومسؤولا وصادقا، وإذا ما كانت لديه الرغبة في التطهر من رجس ودنس العدوان والحصار وجرائمه ومذابحه التي يندى لها جبين الإنسانية.
بالمختصر المفيد، تأييد ومساندة العدوان والتحالف معه والتخندق في صفه عار وشنار على كل من تورط في ذلك والفرصة لا زالت مواتية اليوم لمن أراد أن يصحو ويستفيق من غفلته ويعلن البراءة من العدوان ومذابحه وجرائمه المتعددة الأشكال والأوجه، وقد لا تتكرر هذه الفرصة أو تتاح لهم مرة ثانية، وعليهم أن يلتقطوها اليوم قبل الندم والحسرة والخيبة.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .