بالمختصر المفيد.. المهرة انتفاضة وطن
عبدالفتاح علي البنوس
يواصل أحرار محافظة المهرة انتفاضتهم الشعبية العارمة المطالبة بخروج القوات الغازية الإماراتية والسعودية من محافظتهم كونه لا يوجد أي مبرر ولا تتوفر أي ذريعة لتواجد هذه القوات المحتلة ، فالمهرة لها رجالها الأبطال الذين يذودون عنها عند الخطوب ومدلهمات الأحداث ، مسيرات غضب عارمة ، ووقفات احتجاجية مستمرة للمطالبة بإنهاء أي تواجد للقوات الغازية الإماراتية والسعودية تحت أي مبرر ، فلا يحق لهم انتهاك سيادة المحافظة والتعدي عليها مطلقا ، فهي محافظة آمنة مسالمة مستقرة الأوضاع ، ولم يعكر صفو هذه الحالة إلا استباحة القوات الغازية الإماراتية والسعودية لأراضيها بغية السيطرة عليها ، والاستحواذ على ثرواتها الواعدة وفي مقدمتها الثروات النفطية والغازية المخزونة في باطن الأرض والسيطرة على المنافذ البرية الهامة التي تربط بلادنا بسلطنة عمان .
هذه الانتفاضة المهرية في وجه الغزاة والمحتلين مثار فخر واعتزاز وشموخ كل اليمنيين الشرفاء الذين لا يقبلون على أرضهم ووطنهم بأن يدنس من قبل أشباه الرجال من المحتلين الطامعين الإماراتيين والسعوديين الذين جاءوا إلى بلادنا من خلال تحالفهم الشيطاني الذي قالوا بأنه من أجل دعم الشرعية الدنبوعية ومحاربة المد الإيراني المزعوم في إشارة صريحة لأنصار الله ، ولكن الغريب اليوم أن يذهبوا لاحتلال المحافظات الجنوبية التي من المفترض أنها تتبع شرعية الفنادق المزعومة ، ولا يوجد فيها أي حضور لأنصار الله والمد الإيراني المزعوم ، ولا نعلم ما الذي ذهب بهم إلى المهرة المحاددة لسلطنة عُمان ؟! هل هناك خطورة من قبل المهرة نحوهم ؟! بالتأكيد لا يوجد ولكن المخطط يقتضي السيطرة على المهرة وبسط نفوذهم على كامل المحافظات الجنوبية لإنفاذ مخططهم الشرير وتحقيق أهدافهم الخبيثة وخدمة مصالحهم وأسيادهم الأمريكان والصهاينة .
ذهبوا للمهرة لنهب واستغلال ثرواتها المدفونة في باطن الأرض ، ولكنهم تفاجأوا بحالة راقية من الوعي الوطني الراقي جدا من قبل أحرار المهرة الذين عبروا عن رفضهم لقوى الغزو والاحتلال ، وطالبوا برحيلهم ومغادرتهم المحافظة ، حيث برزت العديد من الشخصيات الوطنية المناهضة لتواجد القوات الغازية والمحتلة تحت أي مسمى وفي مقدمتهم الشخصية الوطنية الشيخ علي سالم الحريزي والذي كان يشغل منصب وكيل محافظة المهرة والذي كانت له مواقف مشهودة في هذا الجانب أزعجت قوى الغزو والاحتلال ودفعت بهم لمطالبة الدمية هادي بإقالته من منصبه ردا على موقفه الرافض لتواجد القوات السعودية والإماراتية في المهرة والسيطرة على منافذها واستغلال ثرواتها ، وهو القرار الذي لم يكترث به الشيخ الحريزي ، بل زاده وكافة أحرار المهرة حماسا واندفاعا للمضي في درب النضال والتحرير وعدم الانبطاح لمشاريع العمالة والخيانة والارتزاق والتي تخدم في مجملها قوى الغزو والاحتلال والتي جاءت من أجل الهيمنة والتسلط والاستغلال وهو ما لا يقبله أي حر شريف على وطنه وأرضه مهما كانت المغريات ومهما بلغت الخطوب والتحديات.
بالمختصر المفيد، انتفاضة أحرار المهرة هي بمثابة رسالة دعم وإسناد لمعركة النفس الطويل التي يخوضها شعبنا تحت شعار “لا للغزو والاحتلال” ، هذه الثقافة والروح الوطنية التحررية هي من تمثل الشعب اليمني ، وهي من لها ولمواقفها وثباتها وصمودها ومقارعتها لقوى الغزو والاحتلال تشرئب الأعناق ، وترتفع الهامات ، محلقة في فضاء الشموخ والعزة والكرامة والعنفوان ، ونحن هنا نشد على أيادي أحرار المهرة للمضي في انتفاضتهم العظيمة حتى النهاية والوقوف خلف القيادات الوطنية الرافضة لمشاريع العمالة والخيانة والارتزاق وتشكيل لوحة صمود وطنية تجبر قوى الغزو والاحتلال على الرحيل وإلى غير رجعة ، لتظل المهرة للأمن والاستقرار والطمأنينة عنوانا .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.