حسن الوريث
وأخيراً قال التاريخ كلمته الفصل وحصدت فرنسا الكأس العالمية وأضافت نجمة ذهبية جديدة إلى سجلها في كأس العالم لتكون النجمة الثانية بعد النجمة الأولى التي حصدتها في البطولة الشهيرة التي أقيمت على أرضها عام 1998م وأعني هنا بالتاريخ أن خبرة كأس العالم هي من حسمت البطولة رغم أن كرواتيا اجتهدت كثيراً وحاولت لكنها في الأخير اصطدمت بحاجز اسمه الخبرة في البطولات الكبيرة التي ربما تمتلكها فرنسا رغم أن أغلب نجومها ما زالوا في سن صغيرة نسبياً.
فرنسا قدمت خلال مسيرتها في البطولة مستويات متميزة ومتطورة من مباراة إلى أخرى في المونديال حتى وصلت إلى الفوز بالكأس وتغلبها على منتخب كرواتيا الذي أبهر العالم بأدائه الرائع ونجومه المميزين وفي مقدمتهم النجم مودريتش أفضل لاعب في البطولة وبالتأكيد أن على كرواتيا أن تفخر بهذا المنتخب وهؤلاء النجوم الكبار الذين قدموا كل ما عليهم وحققوا المركز الثاني كأفضل مركز في تاريخهم وبإمكاني أن أقول بأن كرواتيا لو فازت بالبطولة فإنها كانت تستحق مثلما استحقت فرنسا الفوز فكلاهما وصلا إلى المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق مثلما استحقت بلجيكا المركز الثالث بامتياز وكانت أيضاً تستحق الوصول إلى النهائي والفوز بالكأس الذهبية العالمية لكن هذه هي كرة القدم اللعبة المجنونة لا سواها.
مما لا شك فيه أن القاسم المشترك بين فوز فرنسا بالنجمة الذهبية الأولى في 98م والثانية في 2018م هو نجم واحد استطاع ان يدخل التاريخ من بابه الواسع كثالث إنسان يفوز بكأس العالم لاعبا ومدرباً بعد البرازيلي ماريو زاجالو والألماني فرانز بيكنباور وبالتأكيد أن بطولة كأس العالم الحالية في روسيا لم تشهد بزوغ لاعب يمكن أن نعتبره النجم الأوحد للبطولة كما في بعض البطولات لكن الحقيقة أن النجم الأوحد لهذه البطولة لم يكن لاعباً لكنه كان المدرب الفرنسي ديديه ديشامب الذي حقق لفرنسا نجمتين ذهبيتين الأولى عندما كان لاعباً في 1998م والثانية عندما أصبح مدرباً في روسيا 2018م.
يمكن أن نتحدث قليلاً عن ديشامب الذي قاد منتخب فرنسا في هذه البطولة فقد تعامل بشكل واقعي من خلال توظيف إمكانيات لاعبيه والاستفادة منها واستثمار حماسهم وقدراتهم الفنية والذهنية العالية فقد تطور مستوى المنتخب الفرنسي تدريجياً وصل إلى ذروته في المباراتين الأخيرتين في نصف النهائي والنهائي وربما ان ديشامب واجه انتقادات كثيرة قبل المشاركة في مونديال روسيا عطفاً على نتائج المنتخب سواء في أمم أوروبا 2016م أو ما بعدها لكنه في نهاية المطاف استطاع أن يقول لمنتقديه العبرة بالخواتم والأهم حققناه مع منتخب فرنسا وبالتأكيد أن الكثير من المدربين يمتلكون القوة بالأسلوب وليس القوة بالتفاصيل وديشامب هو من هذا النوع الذي يثير الجدل لكن في الأخير ها هو يحقق أعظم الإنجازات لبلده وبالفعل فقد كان ديشامب هو النجم الأول والأوحد لمونديال روسيا دون منازع أو منافس واستطاع ان يأتي لبلده بنجمة ثانية لتكون بطولة كأس العالم روسيا 2018م بطولة النجمتين والنجم الواحد وكلها نجوم فرنسية.