قال وقلنا
سعاد الشامي
قال: ياليتني استطيع أن أكون معكم..فتدحرجت الدمعة من حدقات أعيننا فرحا وانحنت رؤوسنا اجلالا واستنفرت مشاعرنا اعتزازا وأعلنا طورائ الوفاء وقلنا : ياسيدي أنت معنا تقاسمنا رغيف الوجع وتشاطرنا كأس الأسى، أنت في بكائنا وصراخنا وأنيننا ، أنت معنا بصدق مواقفك ووداد مشاعرك وطهر حروفك التي تسري ملء زوايا أرواحنا لتضمد جراحنا الغائرة وتجبر كسور أضلاع اليمن الموجوعة.
قال: ياليتني أستطيع أن أكون مقاتلا معكم وتحت راية قائدكم..
فأطلقت قلوبنا مشاعر بركانية الثوران يستفزها الوفاء فيهب نشاطها قتلا وتنكيلا وتدميرا بالأعداء في جبهة الساحل ومن هناك قلنا : ياسيدي أرواحنا لك الفداء ، أنت معنا مقيم بيننا ، في كل خطوة نحظى بشرفها في ميادين الشرف والكرامة ونحن نصارع طواغيت المجرمين، أنت معنا ونحن نصد زحوفاتهم ونقتحم مواقعهم ونحرق آلياتهم وننكل بجنودهم ومرتزقتهم ، ياسيدي أنت فينا لا تغادرنا كالشمس وهج خالد لاينطفئ.
قال: معركة الساحل أشبه بالمعجزة ..
فأمطرت علينا سحائب من الفرح وقلنا: ياسيدي كلامك يعني لنا الكثير ومعك نستعيد شعورنا بالشموخ وكل كلمة منك تنبشنا من العمق لأننا ندرك عظمة حنكتك وصدق تحليلك وبراعة خبرتك في المعارك وإدارتها والجيوش وتكتيكاتها.
قال : مظلومية الشعب اليمني فاقت مظلومية الشعب الفلسطيني ..
فانتفضت أوجاعنا القاتمة من تحت الركام واستيقظت ابتساماتنا النائمة تحت الأنقاض وقلنا : شكرا نصر الله نصرت مظلوميتنا وأزحت عن قدسيتك ذل العار الذي جعل الصمت والخنوع مقدسا لدى غيرك بألف عذر قبيح.
قال: إن لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن العرب ؟!
فاشرأبت أعناقنا فخرا وارتفعت هاماتنا عزا وزهوا وقلنا : ياسيدي أنت سيد العرب وأنقى العرب وأصدق العرب وأشرف العرب ، وأطهر سلالة من العرب .
قال : في هذه الحرب سيمرغ أنوف آل سعود في الوحل …
فانتفض عنا غبار الحزن وعفونة الوجع ، واسترحنا على آرائك وكلماتك ، وزفرنا أنفاسا وهجية المعنى عطرية الحس ، وقلنا : نعم ياسيدي حاشاك أن تكذب وأنت نبراس المصداقية ، سنمرغ أنوفهم في وحل الهزائم وسيكسر اليمنيون قرن الشيطان ويدكون معاقله ، وسيدفع آل سعود ضريبة سفك الدم اليمني وإنتهاك قدسيته وحينها لن يشفع لهم مالهم لدى العرب والعجم وسيتذوقون وبال إجرامهم دفعة واحدة ، لتثمر دماء الشهداء صباح النصر .