حتى لا ننسى… !!!
حمير العزكي
لأننا كيمنيين لحظيون نتأثر ونتفاعل سريعا وأيضا ننسى بصورة أسرع ولأن البعض تناسى متعمدا أسباب العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على اليمن، نسي الكثيرون تلك الأسباب والتي كان بإمكان ابسط العامة منا وأقلهم ثقافة وتعليما ان يقدم محاضرة كاملة عنها مستهلا بجذورها التاريخية ومعرجا على الموقع الاستراتيجي لليمن ومختتما بأطماع القوى الاستعمارية الاستكبارية.
لذلك نجد أنفسنا اليوم بحاجة للتذكير بأسباب العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، وبعيدا عن الجذور التاريخية لهذا العدوان والتي لا يتجاوز آخرها المائة عام التي شهدت نشأة الكيان السعودي بدعم ومباركة بريطانية ثم حربه على اليمن بغية توسيع نفوذه بدعم وسلاح بريطاني أيضا، ولكن ما حدث مؤخرا أهم بكثير وأكثر وضوحاً وجلاء على أسباب العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على اليمن.
وبالرغم من الأهمية الاستراتيجية التي يمثلها الموقع الجغرافي لليمن والذي يمنحها مؤثرة اقتصادية وسياسية وعسكرية تجعلها حاضرة بقوة في موازين القوى الدولية كعنصر فاعل في معدلاتها ومتغيراتها إلا ان ذلك لم يكن السبب الأهم والأبرز لهذا العدوان فقد استطاعت قوى العدوان تحييده وتجميد فاعليته وإيقاف آثاره حتى على مستوى الانتفاع الذاتي منه وليس بخاف على أحد ما حدث لميناء عدن وكيف تم تعطيله لصالح شركة موانئ دبي العالمية..
السبب الرئيسي للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن هو امتلاك اليمنيين لقرارهم وتحررهم من الوصاية وتمسكهم بالسيادة والاستقلال وهذا ما حققته ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م التي أطاحت بأدوات النظام السعودي ووسائله في بسط نفوذه وتنفيذ سياساته التدميرية بحق الإنسان اليمني الذي يقف بهويته العربية الإسلامية الأصيلة حجر عثرة أمام المخططات الأمريكية والإسرائيلية لاستهداف الامة وقضيتها المركزية، تلك الأدوات أيضا كانت آلة النظام السعودي في القضاء على الدولة اليمنية ولذلك سرعان ما فرت اليه تلتجئ به وتحتمي بحماه، وحينها لم تجد قوى العدوان سبيلا لاستعادة السيطرة على القرار اليمني سوى شن عدوانها الغاشم، فهل هذا يكفي لنتذكر لماذا يشن العدوان السعودي الأمريكي على اليمن؟؟!!