بالمختصر المفيد.. لا للغزو والاحتلال

عبدالفتاح علي البنوس

قالها اليمنيون الأحرار الغيارى على الأرض والعرض والسيادة والاستقلال والعزة والكرامة منذ الوهلة الأولى للعدوان على بلادنا ، لا للغزو والاحتلال ، وظلوا يرددونها بشجاعة وإقدام ، وهاهم اليوم يؤكدون عليها ، ويجددون العهد لهذا الوطن الغالي ولكوكبة الشهداء الخالدين العظماء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله دفاعا عن الوطن المعطاء ، وذودا عن حماه ، والتصدي لفلول الغزو والاحتلال وأذنابهم ، نعم قالوها بأفواهم وكتبوها بأيديهم وعمدوا ذلك بدمائهم الطاهرة الزكية ، لا للغزو والإحتلال ، باعتبار ذلك من الثابت الوطنية والمبادئ الأساسية التي لا يمكن التفريط بها أو المساومة عليها.
هذا الوطن بأرضه وجباله وسهوله ووديانه وسواحله وشطئانه ، ورماله وصحاريه ومدنه وقراه ، طاهر لا يقبل فيه إلا من كان طاهرا أما الأرجاس الأنجاس فيقذف بهم خارجه ويلفظهم كما يلفظ البحر الزبد والمخلفات ، ولن يكون فيه موطأ قدم لغاز أو محتل وما تزال فينا عروقا تنبض بالحياة ، تربينا على الحرية والكرامة والعزة والشموخ ، ونعاف التبعية والخضوع والذلة والمهانة ، عرفنا منذ الأزل بأولي القوة والبأس الشديد ، وعرفت بلادنا بأنها مقبرة للغزاة ، ولكم يا حثالة العصر من بني سعود وآل نهيان أن تطالعوا التاريخ وتقلبوا صفحاته لتقفوا على ذلك ، وتدركوا بأنكم وقعتم في شر أعمالكم وأراد الله لكم الخزي والذل والمهانة على أيدي رجال اليمن الشرفاء من جيشنا ولجاننا وأبناء القبائل اليمنية الأوفياء ، وهذه مشيئة الله ، وخاتمة السوء لكم بفضل الله وتأييده ، ولن تجدوا منا إلا ما يكسر غروركم وغطرستكم ، ويردع صلفكم وإجرامكم ، ويدمي قلوبكم قبل أعينكم ، فلا مكان لكم في أرض الطهر والنقاء ، سنقاتلكم بلا هواده أنتم وأذنابكم من الخونة والمرتزقة ، لن يستقر بكم مقام ، ولن يكون لكم أي بقاء لا في الساحل الغربي ولا في الجنوب الغالي ولا في أي شبر من هذا الوطن الغالي .
لا للغزو والاحتلال ، لا للخضوع والإذلال ، خلقنا أعزاء كرماء ، وإما أن نعيش كذلك أو ندفن في باطنها شهداء كرماء ، الرمال والبحار والحجر والشجر كلها تعافكم وتشارك في التصدي لمؤامراتكم ، ولو قيض لها الله القتال لكانت في صدارة من يقاتلكم ، لن تجدوا في أوساطنا من يرتمي في أحضانكم ويتجند تحت لوائكم إلا أولئك النجس الذين عافهم الوطن ولفظهم خارجه وتطهر من رجسهم ونجاستهم ، فعادوا معكم ينفثون خبثهم ورجسهم ويحاولون تنجيس هذه الأرض الطاهرة بكم وبهم ، ولكن هيهات لهم ذلك ، فقد قضي الأمر ، وحدد الشعب مساره ، واتخذ قراره بأن لا للغزو والإحتلال ، ولا للخونة والعملاء المرتزقة الأرجاس الأنجاس ، ومن أراد أن يستعرض عضلاته ويرى مصرعه فليأت إلى الساحل الغربي أو لإحدى الجبهات ، فسيجد ما يسره ويعجل بنقله إلى جهنم وبئس المصير .
بالمختصر المفيد لا للغزو والاحتلال عهد قطعناه على أنفسنا وعمدناه بدمائنا وسنحافظ عليه ونضحي من أجله بأرواحنا ، وبكل ما نملك ، لن نذل أو نهون ، ولن نركع ولن نخضع ، سنقاتل الغزاة والمحتلين وكل من يقف معهم ويساندهم ويؤيدهم ، هذا هو خيارنا ، وهذا هو قدرنا ، وهذا هو مشروعنا ، لن نتراجع للوراء ، ولن نرفع الرايات البيضاء مهما بلغت التضحيات ، فكلها تهون من أجل اليمن الحر الآمن المستقل ، اليمن الذي ناضل من أجله الشهداء الأبرار صالح الصماد وطه المداني وحسن الملصي ولطف القحوم وأبو صلاح القوبري وأبو حيدر الحمزي ، وأبو عمار المروني ، وأبو أحمد الحصني ، وأبو عبدالله الشرفي وأبو عبدالملك الكبسي وكوكبة الشهداء الأبرار الذين سلكوا مسلكهم وساروا على نهجهم ، الذين تاجروا مع ربهم فربحوا وفازوا بالربح الكبير والعطاء الجزيل وهي الشهادة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.