د. محمد النظاري
كان هكذا لقبه إلى ما قبل أن يأتي الفار var (تقنية الفيديو) فقد كان القانون يخوله احتساب الأخطاء حسب تقديره، كونه المرجع الرئيس للقرار.
نعني بما سبق الحكم الرئيس الذي يقود مباريات كرة القدم، والتي خولته مواد القانون خاصة المادة الخامسة.
الحكم اليوم يسلب أهم صلاحيته من خلال تقنية تشرف عليها مجموعة من الحكام، ويتم استدعاء الحكم في موقف هزلي يفقده كثيراً من وقاره.
طريقة الاستعانة بتقنية الفيديو استخدمها لأول مرة حكمنا الدولي المعتزل أحمد قائد سيف، لم يكن حينها ما يتيح له في القانون استخدامها، ولكنه اجتهد فأصاب خاصة، وها هي الفيفا تقتدي به ليصبح من ضمن القوانين المستحدثة على اللعبة.
من الرائع أن يدخلنا (بن قائد) بهذه القرار الاستباقي موسوعة الفيفا، ويستحق بذلك تكريماً كبيراً من لجان التحكيم اليمنية والقارية والدولية.
استخدام أحمد قائد للتقنية كان محصورا على جزئية دخول الكرة من عدمها للمرمى، أما التوسع الحاصل اليوم جعل الأمر أشبه بسيرك يقوده أشخاص جالسون على كراس وليسوا في أرض الملعب.
كان البعض يعول على أن هذه التقنية ستحقق العدالة، ولكن ما شاهدناه أنها تطبق ضد فرق بعينها، ويتغاضى عنها في أوضاع أخرى مشابهة لها.
الشيء اللافت للنظر أن تقنية الفيديو أفقدت اللعبة متعتها وأخرجتها عن عفويتها التي كانت أخطاؤها رغم قساوتها متعة بذاتها.
مستقبلا سيتم استبعاد الحكم (الإنسان) وسيستعان بحكم (آلي) فما هو حاصل اليوم مقدمات لهذا الإجراء ..وليس بالضرورة إنزال الحكم (الآلي) لأرضية الملعب، فهو يستطيع تحديد الأخطاء وإظهارها على شاشة كبرى في الملعب، أو من خلال جهاز يصدر إيعازاً للحكم (الإنسان) وعلى ضوئها يصدر الأخير القرار (ظاهريا) والحقيقة بأن من أقره هو الحكم (الآلي).
هذه التقنية أيضا أحدثت فجوة كبيرة بين الأغنياء والفقراء، فكثير من دول العالم يستحيل عليها تطبيقه في ملاعبها، وبهذا تثبت الفيفا أنها تتجه لتكون لعبة الأغنياء فقط.
Prev Post
Next Post