هكذا سيرد 6 ملايين فلسطيني على “صفقة القرن”

 

عقد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، أمس الجُمعة، في مدينة إسطنبول، الاجتماع الثاني للهيئة العامة، بحضور أعضاء الهيئة من مختلف دول العالم، في ظل تطورات إقليمية ودولية خطيرة، تستهدف القضية الفلسطينية في ظل ما بات يسمى إعلامياً بـ “صفقة القرن”.
وسببحث المجتمعون، سبل التصدي لـ”صفقة القرن” التي تستعد الإدارة الأمريكية لإطلاقها بالتنسيق مع قوى إقليمية، بالإضافة لمناقشة وضع خطط عمل فعالة لإفشال محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وقال رئيس الهيئة العامة للمؤتمر ، سليمان أبو ستة، في كلمة له خلال افتتاح أعمال الاجتماع: إن “أعداد المنضمين إلى المؤتمر الشعبي في ازدياد مستمر منذ تأسيسه عام 2017م” مشدداً في الوقت ذاته على حرص المؤتمر على كفاءة ونوعية الأعضاء المنضمين له من جميع أماكن تواجد الشعب الفلسطيني في الخارج”.
وأضاف، إن “فلسطينيي الخارج يقع عليهم واجب تاريخي وانساني كبير، فهم الآن 6 مليون في الخارج، ثلاثة أرباعهم شباب متعلمون في كل المجالات وفي النشاطات الوطنية والاجتماعية”، مؤكدا أن “هؤلاء هم الذين يجب أن نستقطبهم ويكونوا جالسين ومشاركين في المؤتمر المقبل”.
وشدد أبو ستة على أن “الفلسطينيين في أوروبا لديهم قدرات كبيرة يجب استغلالها في كل ميدان”، مشيرا إلى “ضرورة التشبيك مع حركة المقاطعة الدولية لـ “إسرائيل” والتشبيك مع كل الجمعيات والمنظمات الصديقة لفلسطين والمدافعة عن القضية الفلسطينية”.
ودعا إلى “رفع قضايا ضد الاحتلال في المحاكم الدولية، محذرا من تلكؤ السلطة الفلسطينية في هذا المجال” مؤكداً على ضرورة أن يصار إلى “صياغة خطاب رسمي قانوني بالانجليزية وتقديمه لكل دول العالم وسفاراتها بأننا نحن شعب فلسطين نرفض أن نباد قانونا وفعلا ووجودا ورمزا”.
تجدر الإشارة إلى أن أعداد فلسطينيي الخارج تتجاوز ستة ملايين بحسب مصادر غير رسمية، معظمهم لاجئون في الأردن ولبنان وسوريا ودول الخليج، في حين يعيش آخرون بدول أوروبية والولايات المتحدة ودول أخرى.
من جهته تحدث الأمين العام للأمانة العامة في المؤتمر الشعبي، منير شفيق، في كلمته عن مسيرات العودة، مشيداً بما “عبرت عنه من وحدة وطنية جمعت الشمل الفلسطيني كله في قطاع غزة ليخوض انتفاضة شعبية فلسطينية لحماية قاعدة المقاومة المسلحة الواقعة تحت الحصار”. موجهاً التحية لشهدائها.
وأضاف: “لقد أكدت هذه المسيرة السلمية على ثابت العودة، وهو الأصل السياسي للقضية الفلسطينية وأكدت على أولوية مواجهة الاحتلال الصهيوني سواء كان في محاصرته للقطاع أو تربصه بالقدس والضفة الغربية”.
وشجب شفيق “التنسيق الأمني المعيب الذي اعتدى على المتظاهرين في رام الله الذين احتجوا على عقوبات غزة” ووجه الشكر لـ”الفصائل الفلسطينية المقاومة التي قاطعت اجتماع المجلس الوطني تحت الاحتلال وخصوصا الجبهة الشعبية”.
وأكد أن “الساحة الفلسطينية تواجه معضلة حقيقية مع سلطة رام الله وعباس من خلال التناقض بين سياسة إيجابية ومهمة في مقاطعة أمريكا، والتنديد بصفقة القرن شريطة الثبات عليها من جهة، ولكنها من جهة أخرى مقرونة بسياسة تدميرية بالتنسيق الأمني ومعاقبة غزة”.
وأشار شفيق إلى أن “هذا التناقض يجب أن يزال بتثبيت مقاطعة أمريكا ورفع العقوبات عن القطاع وبناء الوحدة الوطنية مع كل الفصائل الفلسطينية لاسقاط مشروع صفقة القرن”.
ونوه بأن “المؤتمر الشعبي من خلال رئاسة الهيئة والأمانة العامة أسهم منذ انطلاقه في دعم كل النضالات التي خاضها الشعب الفلسطيني لا سيما مسيرة العودة، والوقوف ضد عقد المجلس الوطني تحت الاحتلال”.
جدير بالذكر أن “مؤتمر فلسطينيي الخارج” تأسس في فبراير 2017م بمدينة إسطنبول التركية، وهو يتخذ من العاصمة اللبنانية بيروت مقراً له.
ويهدف “المؤتمر” لـ “إطلاق حراك شعبي، لتكريس دور حقيقي وفاعل لفلسطينيي الخارج في قضيتهم، والتركيز على الثوابت الوطنية التي تحقق التوافق بين كافة الشعب الفلسطيني” بحسب أدبياته المعلنة.
ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سبتمبر 2017م سعيه لطرح صفقة القرن، شرع صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر في وضع الخطة التي لا تتوقف التسريبات عن مضامينها.
حري بالذكر أن مصطلح “صفقة القرن” دخل دائرة التداول منذ تولي ترامب منصب الرئاسة، وبدأت تفاصيلها تتسرب إلى وسائل الإعلام بعد زيارات كوشنر وفريقه إلى عواصم إقليمية تعتبرها واشنطن أهم أدوات الترويج للصفقة، من بينها الرياض والقاهرة وتل أبيب.
وبحسب بعض المصادر الإعلامية، فإن الصفقة تتضمن إقامة دولة فلسطينية تشتمل أراضيها على قطاع غزة والمنطقتين “أ” و”ب” وبعض أجزاء من منطقة “ج” في الضفة الغربية.
كما تتضمن تأجيل وضع مدينة القدس وعودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة، والبدء بمحادثات سلام إقليمية بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية بقيادة السعودية.
وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، في نسختها الإلكترونية، الأربعاء الماضي، بأن مصر والسعودية والإمارات والأردن قبلت بالصفقة.
وحسب ما نقله موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن الصحيفة الإسرائيلية، فإن مسؤولين كباراً من تلك الدول الأربع سلموا المسؤولين الأمريكيين رسائل تفيد بأن “الدول العربية المعتدلة” لن تمنع الإدارة الأمريكية من تقديم خطة السلام، حتى من دون موافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أو السلطة الفلسطينية.

قد يعجبك ايضا