ماذا يجري في الحديدة؟
محمد صالح حاتم
العدو الصهيوأمريكي عندما تأكد أن اليمن لن تكون خاضعة له ولن تكون تحت وصايته، وأن قرارها السياسي لن يكون بيده، وقبل أن يقوم بشن عدوانه على اليمن فقد حدد أهدافاً استراتيجية يريد تحقيقها من وراء هذا العدوان، وهي السيطرة على السواحل والجزر اليمنية ومضيق باب المندب والمناطق التي يوجد فيها ثروات نفطية وغازية، وهذا ما حصل ويحصل الآن، فبعد أكثر من ثلاث سنوات من العدوان والقتل والدمار الذي يشنه تحالف القتل والإرهاب العالمي بقيادة امريكا وبريطانيا واسرائيل وأذيالهم مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد،فهذا التحالف بات اليوم يحتل السواحل والجزر اليمنية ويقيم عليها قواعد عسكرية في سقطرى وميون وينهب الثروات في مارب وشبوة وحضرموت ويدمر التاريخ والتراث والحضارة اليمنية، وحتى يكمل العدو تحقيق أهدافه وهي السيطرة الكاملة على السواحل اليمنية لتضمن اسرائيل إحكام سيطرتها على البحر الأحمر لم يبق معهم غير الساحل الغربي من الحديدة حتى ميدي بعد سيطرتهم على الساحل اليمني في البحر العربي والمخا ،وهذا ما يجري اليوم في الساحل الغربي وما نسمعه عن معركة الحديدة والتي تشهد أشرس وأعنف المعارك، فالعدو يرمي بكل ثقله ويحشد قوات ومرتزقة من جميع الدول بالإضافة إلى المرتزقة والعملاء اليمنيين، ويستخدم كل أنواع الأسلحة البحرية والجوية والبرية،وكذا يشن حربا إعلامية تضليلية وذلك بهدف السيطرة على الحديدة ومينائها الذي وتعتبر الشريان الرئيسي لليمن والذي تدخل عبره المواد الغذائية والمشتقات النفطية والغازية والأدوية لجميع محافظات الجمهورية بدون استثناء،وكذا المواد الغذائية والإيوائية للنازحين والمتضررين جراء الحرب والعدوان المقدمة من المنظمات الدولية الإنسانية لليمنيين.
فما يجري اليوم في الحديدة هي معركة أسطورية وملحمة بطولية يقدمها الجيش اليمني ولجانه الشعبية ومن ورائهم كافة أبناء الشعب اليمني الشرفاء والأحرار، ضد قوى الغزو والاستعمار العالمي بقيادة امريكا واسرائيل وفرنسا وبريطانيا.
ما يجري اليوم هي معركة عزة وكرامة يقدمها شعبنا اليمني ضد الغازي والمحتل فمعركة الحديدة هي معركة كل يمني حر وشريف ،ليست معركة أنصار الله أو المؤتمر أو إصلاحي أو اشتراكي أو حراكي أو بعثي أو شمالي أو جنوبي ،هي معركة كل اليمنيين ، إن سقوط الحديدة واحتلالها يعني احتلال جزء من أرض اليمن الغالي وتدنيسها من قبل المحتل السعوصهيوامريكي.
إن سقوط الحديدة لن يكون خسارة على الجيش اليمني ولجانه الشعبية أو أنصار الله والمؤتمريين الشرفاء أو خسارة على أبناء المحافظات الشمالية ،بل ستكون كارثة ودماراً على كل أبناء اليمن.
ما يجري اليوم في الحديدة هي كارثة إنسانية كبرى، آلاف الأسر ستنزح لن تجد من يؤويها، عشرات الآلاف سيموتون جوعا ،الأمراض ستنتشر، القتل والاغتيالات والتفجيرات والعبوات الناسفة والسجن والاغتصابات ستوجد، كل هذا سيحدث في الحديدة إذا تم احتلالها،كما هو حاصل في المحافظات المحتلة في عدن ولحج وأبين وغيرها من المحافظات المحتلة من قبل الإمارات والسعودية أدوات وأذيال أمريكا وأسرائيل.
اليوم، العدو يريد أن يطبق الخناق على الشعب اليمني عموماً والهضبة الجبلية خصوصا والتي يريد أن تكون معزولة عن العالم كما هو حال غزة، وأن تكون معتمدة على المعونات والمساعدات الدولية.
العدو يريدنا شعباً ضعيفاً مقسماً متناحراً، شعب بلا وطن بلا سيادة بلا هوية بلا موانئ بلا مطارات ،بلا ثروات ،بلا تاريخ ،بلا حرية ،بلا كرامة، يريدنا أن نكون تحت وصايته ولقمة عيشنا تصرف لنا عبر منظماته الاستعمارية، فهذا هو مخططه ومشروعه الذي يسعى لتنفيذه في اليمن من خلال عدوانه علينا.
وفي الأخير، أقدم رسالة إلى أولئك الفارحين والمهللين والمنتظرين سقوط الحديدة واحتلالها من قبل تحالف قوى العدوان،وخروجها من أيادي وحكم الجيش اليمني ولجانه الشعبية وأنصار الله والمؤتمريين الشرفاء، عليكم أن تتذكروا أن هذه المدينة هي يمنية وأنها جزء من أرض اليمن، وسقوطها يعني احتلالها وتدنيسها ،إذا كان عندكم غيرة وشرف وكرامة ونخوة يمنية عليكم أن تدافعوا عن تراب بلدكم وان تحموا الحديدة وساحلها، وكافة محافظات اليمن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.
من حقك أن تكره أنصار الله أو تختلف معهم ،أو مع المؤتمر وبقية الأحزاب المقاومة للعدوان،من حقك أن تنتقد المجلس السياسي الأعلى أو حكومة الإنقاذ الوطني،لوجود فساد مالي أو إداري أو تقصير في عملها أو لعجزها عن صرف الراتب ،لكن ليس من حقك أن تفرط في اليمن ،ليس من حقك أن تفرح لاحتلال بلدك نكاية بالحاكم وبالحكومة، ليس من حقك أن تتعاون وتساعد الغازي والمحتل على احتلال جزء من أرضك، ونهب ثرواتك.
لن يكون المحتل والغازي الأمريكي والبريطاني والفرنسي والسعودي والإماراتي أفضل لك من أخيك ابن صنعاء وصعدة وذمار وعدن وحضرموت ولحج ومارب وذمار وتعز والبيضاء وغيرهم .
فاليمن من فرط فيها اليوم لن يجدها غداً.
عاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء .