الأبعاد الجديدة في وعي وقيم ومشروع خطاب السيد عبدالملك حول أحداث الساحل الغربي
عبدالفتاح حيدرة
إن وعي وقيم ومشروع حديث وخطاب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، عن معارك الساحل الغربي في خطابه يوم أمس الأربعاء الموافق 20 يونيو 2018م، سوف يخلد بكل رأس يمني حتى تقوم الساعة ، لست أبالغ في حديثي هذا، فسوف تتذكرون وتلمسون ما أعنيه في القريب العاجل، أستطيع أن أقول وأنا متأكد ومؤمن بذلك أن خطاب السيد عبدالملك أصبح هو ما تحدد وتبني عليه كل سياسات دول العالم مخططاتها وأجندتها ومصالحها وسياساتها في المنطقة كلها، صحيح ان البعض، بل والكثير الكثير سوف يركز على أبعاد الخطاب على الأهمية السياسية والعسكرية الميدانية، وهذا بُعد مهم وحقيقي في وعي هؤلاء ، وخاصة ان أخبار معركة الساحل الغربي وما يحدث في الحديدة باتت في صدارة الأخبار العالمية، ووسائل الإعلام العالمي، وهذا البعد هو ما تتمنى دول وتحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ان ينغمس فيه الناس ويتحدثوا عنه، لكن الحقيقة التي حملها جوهر ومضمون وعي وقيم ومشروع خطاب السيد اليوم، هي الحقيقة التي تحمل الأبعاد المرعبة والمخيفة عند دول تحالف العدوان، والتي لا تريد ان يتطرق إليها احد أو يفهمها أو حتى يكتب عنها..
إن هذه الأبعاد في خطاب السيد عبدالملك تكشف زيف وتضليل وانكسار وهزيمة دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، الأبعاد التي وضحت حقائق العدوان والاحتلال والغزو لليمن، والمتمثلة في هدف العدوان الرئيسي من هذا العدوان، وهو السيطرة الكاملة على اليمن ارضا وإنسانا، الأبعاد التي تكسر تضليل كل مبررات وعناوين العدوان والغزو لليمن، لتتضح الصورة في وعي كل يمني ان كل تلك المبررات والعناوين ما هي الا من اجل السيطرة على اليمن وسواحل وموانئ وجزر اليمن، والسيطرة على وعي وقيم ومشروع الإنسان اليمني بهدف استغلاله ليكون بوقا إعلاميا او سياسيا لدخول الغازي والمحتل إلى اليمن، خطاب السيد عبدالملك قدم تلك الأبعاد التي تفضح كل الأدوات الرخيصة المرتزقة التي جندها العدوان لاحتلال اليمن، بهدف السيطرة على الموانئ والمطارات والسواحل والجزر والمنشآت النفطية ومنابع الثروة اليمنية وباب المندب كمنفذ استراتيجي عالمي، الخطاب قدم شرحا مفصلا لخطوات تمدد وتوسع جيوش ومرتزقة العدوان باتجاه السيطرة على الساحل الغربي، بقيادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا والإمارات والسعودية..
قدم خطاب السيد لكل دول العالم تلك الأبعاد التي تعلن هزيمة وخسائر دول تحالف العدوان في حربها برا وبحرا وجوا على اليمن، بل قدم الخطاب ما هو أكثر من إعلان خسائر العدوان، لقد قدم للعالم خدمة مجانية لدراسة خسائر جيوش وتكنولوجيا وسلاح وأموال واقتصاد تحالف دول العدوان في معركة الساحل التي بدأت منذ سنتين وستة أشهر من جهة ميدي، وسنتين وثمانية أشهر من جهة باب المندب، في معارك مستمرة لم تتوقف، خسرت فيها قوى العدوان آلافاً من البشر منهم ضباط إسرائيليون وأمريكيون وبريطانيون، بالإضافة إلى المعدات العسكرية والبوارج البحرية والطائرات الحربية، ومليارات الدولارات التي دفعتها وخسرتها قوى العدوان في حرب الساحل الغربي..
البعُد الأهم والأكبر والأعظم الذي قدمه لنا خطاب السيد عبدالملك يوم أمس، هو صمود وثبات وعي وقيم ومشروع أحرار الشعب اليمني، البعد المعنوي الذي جعل معركة الساحل الغربي صعبة على العدو وسوف تظل صعبة وستكون أصعب وأشد في الأيام القادمة، البعد الذي خلق لنا كيمنيين عوامل كثيرة ساعدتنا على أن يكون الساحل الغربي مستنقعاً لجيوش وعتاد وأموال العدو، والتي منها بعد الله وتوفيقه وتأييده ونصره، ما أطلق عليه السيد عبدالملك (وفاء الوعي بمخططات العدو وفاء الخير والصدق والحرية والوطنية لأبناء تهامة، الذين تفوقوا في ذلك الوفاء على كافة المناطق اليمنية)، هذا هو البعد الذي أصبح اليوم أكبر وأضخم وأقوى سلاح بيد كل يمني عامة وبيد أبناء تهامه على وجه الخصوص، وهو بُعد الوعي الكلي والجمعي والايماني والوطني بمخططات ومؤامرات العدوان من الغزو والاحتلال وحربه وعدوانه على اليمن..
إن أبعاد وعي وقيم ومشروع خطاب السيد وفي هذه المرحلةَ، كشفت لكل يمني ولكل إنسان حر في العالم، كل العناوين والمبررات التضليلية التي يسوقها أبواق وسياسيو العدوان لتمرير الحرب على اليمن واحتلال أرضه وناسه وجزره وسواحله ومدنه، مسقطا في هذا الخطاب على العدو تضليله ومبرراته وافتراءاته في ما يخص تقدمه العسكري باتجاه ميناء الحديدة والساحل الغربي، وواحد من هذه الافتراءات التي أسقطها خطاب السيد يوم أمس هو افتراء أن صواريخ إيرانية تصل من ميناء الحديدة، كيف ذلك والعدو يتخذ إجراءات مشددة وشبيهة تماما بإجراءات يتخذها الكيان الصهيوني في قطاع غزة..
بُعد آخر كشفه خطاب السيد وهو أن تحالف العدوان يحظر على اليمنيين أكثر من 400 صنف ممنوع استيراده لليمن ولا يسمحون إلا بدخول بعض السفن الغذائية والبترولية، بالاضافه إلى اسقاطه اكبر كذبة للعدوان وهي كذبة الإيرادات من ميناء الحديدة والتي يستخدم جزء منها للحد الأدنى في عمل المستشفيات ومؤسسات الدولة، كما كشف بُعد آخر وهو بعد التواطؤ الأممي مع دول العدوان من قبل الأمم المتحدة بعد أن وافقت اليمن على مقترح إشراف الأمم المتحدة على موضوع المرتبات من ميناء الحديدة والتزامها باستكمال باقي ميزانية المرتبات، ولكنها لم تقم بهذا الأمر، كما أسقط الخطاب افتراء العدوان حول تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مؤكدا أن العمليات العسكرية اليمنية لا تستهدف سوى البارجات الحربية للعدو وهي قطع عسكرية، معلنا وبوعي وقيم وأخلاق ومشروع الدولة اليمنية استعداد اليمنيين لإيقاف استهداف القطع البحرية العسكرية للعدو اذا انسحبت وتوقفت عن التقدم لاحتلال وغزو اليمن..
كشف الخطاب البعد الإنساني الزائف الذي تتغنى به دول الغرب ومن في لفهم، وان كان هناك شيء يهدد العمل الإنساني في الساحل الغربي وتهامة والحديدة، فهو قصف دول العدوان وتقدمها العسكري في المنطقة، وهم بهذا التقدم من يشكل أكبر تهديد وأكبر خطر وأكبر ضرر للعمل الإنساني، لأن كل ما يفعلونه هو إلقاء آلاف القنابل اليومية في الساحل الغربي، ومنع المنظمات من العمل هناك، وبالتالي تصبح المسألة التي يتحرك بها العدو مسألة غزو واحتلال أجنبي تقوده أمريكا لا غموض فيه ولا لبس في وعي كل يمني..
هذه هي الأبعاد التي يرعب ويخيف تحالف العدوان خروجها والحديث فيها للعلن ولوعي الناس ووعي وعقول وضمائر اليمنيين خاصة ووعي وضمائر الناس على هذا الكوكب عامة، ان هذه الأبعاد هي التي تجعل كل يمني واع وحر، يصبح مسؤولاً ومعنيا اليوم بعد أن تجلى له وبوضوح هدف العدوان من احتلال وغزو اليمن، وانكشفت امامه عورة الغرب المتغنية بحقوق الإنسان، أصبح كل اليمنيين الأحرار معنيين بالتصدي لهذا العدوان من واقع وعيهم بأهداف العدوان ومن واقع إيمانهم بالله ووعد الله لهم بالنصر، معنيين ان يكون وعيهم امام تضليل وافتراءات وكذب العدو ومهما كانت هناك من اختراقات لن تهون معنوياتهم لأنها نابعة من واقع كرامتهم ومن واقع إيمانهم بنصر الله لهم والذي لولا عون الله لهم لما كانت المعركة في الساحل استمرت سنتين وثمانية أشهر استخدم فيها العدو كل وسائله وفشل..
خطاب الأمس يرسخ في وعي كل يمني أن معركة الساحل لم تبدأ منذ ستة ايام كما يروج إعلام العدو، ان المعركة لها 32 شهرا، واليمنيون معنيون أن يعوا جيدا أن موقفهم وصمودهم وثباتهم ليس مبنيا على ما يحدث في الميدان، فلا تزال المنطقة التي تحرر اليمن لم تمس بعد، وأن يكون وعي كل يمني ممتلئا بالايمان بالله انه اذا احتل الغزاة قطعة من مناطقنا، يوجب علينا ايماننا وقيمنا وكرامتنا ان نقاتلهم أكثر وأكثر، ان يكون وعي كل يمني هو اننا لسنا من النوع الذي تنكسر روحه المعنوية بتقدم هنا وهناك، وأي تقدم هنا او هناك لا يعني انتهاء المعركة، نحن اليوم بموقع قوة، والجميع معنيون أن يكثفوا جهدهم لتوعية الناس بأهداف العدوان الحقيقية من جهة ومن جهة أخرى كشف وكسر زيف وتضليل إعلام العدو..
إن أبعاد هذا الخطاب التاريخي للسيد عبدالملك الحوثي نشر وغرس وزرع في كل عقل يمني ثقافة الوعي بمخططات العدو، وأن كل هذه التطورات والهجمة والطغيان لا تزيد اليمنيين الا ايمانا وثباتا وإلى التجاء إلى الله وتوكل عليه وايمانا بصدق وعده بالنصر، انها ثقافة الوعي التي لابد ان يحملها حتى الاطفال اليمنيون الذين أصبحوا اليوم يحملون المقت والبغض والكراهية لهذا العدوان، ثقافة الوعي بوجوب التصدي لكل حملات الإرجاف والتضليل..
اختتمت أبعاد هذا الخطاب بتوجيهات الزاميه لوعي وقيم ومشروع بناء الدولة اليمنية التي ضحى من اجلها الشهيد الرئيس صالح الصماد، والذي قال عنه السيد عبدالملك أن وعيه وقيمه ومشروعه هو الدفاع عن كل شبر في تهامة والساحل الغربي واستشهد هناك دفاعا عنها، وعلى ذلك المشروع للرئيس الشهيد، وجه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي وفي بُعد جديد يحدد مرحلة انتصار جديدة على العدو، بوجوب التحرك الرسمي والشعبي والإعلامي والثقافي والتوعوي، ضد أهداف العدوان وكشف تضليلهم، مختتما خطابه بتوجيه كلمة شكر لكل من استمر في عملية التحشيد واستعادة الجيش قائلا (وأنا أشكر كل من نزل للتحشيد واستعادة الجيش في المحافظات ويجب ان يستمر، وكذلك استمرار التجنيد الرسمي يجب ان يعمل عليه عبر وزارة الدفاع، والاستمرار في مسار التحشيد العسكري والإعلامي التوعوي لكسر وإفشال العدو في كل المجالات)..