ولفت إلى أن كل ما تتحدث عنه قوى العدوان من أسباب للاستمرار ذرائع واهية والهدف الحقيقي هو فرض الهيمنة على اليمن كاملاً.. وقال :” منذ بداية العدوان وعملياته البرية كان الهدف الأول هو الساحل والمدن الساحلية والموانئ بدءا بمدينة عدن” .
وأوضح السيد عبدالملك الحوثي أن قوى العدوان تمكنت من خلال استثمار مشاكل الماضي السياسية واستغلال الأدوات الرخيصة من احتلال ساحل المحافظات الجنوبية بكل مرافقه الحيوية والقواعد العسكرية والمنشآت النفطية وعملت كل ما يعمله أي محتل أجنبي.
وذكر أن قوى العدوان بعد استكمال السيطرة على المحافظات الجنوبية وجهت المعارك صوب الساحل الغربي والسيطرة على جزيرة ميون، وتحركت بكل الوسائل والإمكانيات للسيطرة على الساحل الغربي من باب المندب إلى ميدي.
وبيّن أن قوى العدوان حشدت من جهة ميدي جيوشاً متعددة الجنسيات منهم مرتزقة يمنيون إلى جانب الجيش السوداني والسعودي وسخّرت كل الإمكانيات للمعركة هناك.. لافتا إلى أن معركة الساحل لم تبدأ منذ ستة أيام بل بدأت في ميدي منذ سنتين وستة أشهر إلى اليوم وفي باب المندب منذ سنتين وثمانية أشهر.
وأكد قائد الثورة أن قوى العدوان مُنيت بخسائر كبيرة على مستوى العتاد تمثلت في مئات الآليات العسكرية وعدد من البوارج والطائرات وآلاف القتلى منهم قيادات عسكرية بارزة وضباط كبار سعوديين وإماراتيين وأمريكيين وضباط إسرائيليين كانوا ضمن “بلاك ووتر” وبذلت مليارات الدولارات في سبيل حسم هذه المعركة والاستفادة من العوامل الجغرافية في الساحل الغربي كونها منطقة مكشوفة.
وأضاف” أحرار اليمن وأبطال الجيش واللجان الشعبية يخوضون معركة الساحل بفاعلية وصمود منقطع النظير بعون الله سبحانه وتعالى، وهذا الصمود والثبات على مدى 32 شهراً والمعارك لم تتوقف من باب المندب وصولاً إلى الفترة الأخيرة في الساحل الغربي والدريهمي والدوار”.. مؤكداً أن المعركة صعبة على قوى العدوان بكل ما تعنيه الكلمة وهي أصعب في الحاضر والمستقبل.
وقال : ” إلى اليوم لا تزال مساحة كبيرة من الساحل وتهامة حرة تحت سيطرة الشعب والجيش واللجان الشعبية”.. لافتاً إلى أن هناك عدة عوامل تجعل من معركة الساحل الغربي مستنقعاً لإهلاك وإغراق قوى الغزو والعدوان ومرتزقتها أولها بعد الله سبحانه هو وفاء أهل تهامة ، تهامة الخير والصدق والوفاء والوطنية.
وأشاد قائد الثورة بأهل تهامة الذين أثبتوا وفاءهم لشعبهم وأهلهم وبلدهم في مواجهة القوى الغازية المحتلة بالرغم من تحشيد المقاتلين والمرتزقة على نحو غير مسبوق، ووعيهم جيداً من هي قوى الغزو ولا تنطلي عليهم كل العناوين الزائفة التي ترفع لتبرير الغزو.. مشيراً إلى أن أبناء المحافظات الحرة يعون جيداً أن غزو الساحل الغربي والحديدة يهدف إلى إلحاق الضرر البالغ بسائر المحافظات.
وتابع” الإنسان اليمني لن يخضع ولن يخنع وسيبقى يدافع عن أرضه، وطالما بقي الإنسان حراً فهو سيتمكن من تحرير أرضه وهذا حصل في تاريخنا اليمني”.. موضحاً أن سلوك قوى العدوان يثبت طبيعة هذه المعركة لكنها ترفع ذرائع للتضليل والتأثير على السذج المغفلين.
وحول مزاعم العدوان أن الصواريخ الإيرانية تصل إلى اليمن عبر ميناء الحديدة.. أكد قائد الثورة أن هذا كذب وافتراء وهم يدركون أنهم كاذبون.. لافتاً إلى أن العدو يعرف أن كل السفن التي تدخل ميناء الحديدة تخضع لعملية وآلية تفتيش شديدة من قبله في جيبوتي .
وذكر أن أكثر من 400 صنف أساسي محظور على الشعب اليمني استيراده وإدخاله عبر ميناء الحديدة، وكذبة إدخال الصواريخ واضحة البطلان ومع ذلك يرددونها للتبرير الزائف.
وفيما يتعلق بذرائع العدوان حول استخدام إيرادات ميناء الحديدة واستغلالها في الدفاع عن الوطن .. أكد قائد الثورة أن هذه كذبة أخرى وإيرادات ميناء الحديدة محدودة ويستغل جزء منها لمحافظة الحديدة وتغطية الحد الأدنى لتشغيل المستشفيات وكل ثلاثة أو أربعة أشهر لدعم نصف المرتبات التي يتم صرفها.
وقال” قلنا للأمم المتحدة لا مانع أن تتولى الإشراف والمراقبة على إيرادات ميناء الحديدة رغم قلتها لقطع تبرير العدو بأن إيرادات حكومة الإنقاذ تأتي من الميناء وبشرط أن تكمل الأمم المتحدة نسبة العجز من إيرادات اليمن التي ينهبها المرتزقة وقوى الغزو والاحتلال حتى يستوفى صرف الرواتب “.
وجدد السيد عبدالملك الحوثي التأكيد أن لا تهديد على الملاحة البحرية من الساحل .. مبيناً أن العمليات ضد البوارج الحربية تستهدف البوارج التي تدخل المياه الإقليمية وتشكل تهديداً للساحل لدفع العدوان عن الساحل والحديدة.
وأكد أن قصف قوى العدوان الذي استهدف مقرات المنظمات الإنسانية والإغاثية هو الذي يشكل تهديداً للعمل الإغاثي في اليمن.. لافتاً إلى أن قوى العدوان تقدم القنابل الذكية والمتفجرة لأهل الساحل الغربي لا المساعدات الإنسانية التي يدّعي تقديمها.
وسخر السيد عبدالملك الحوثي من ادعاءات العدوان بأن غزو الحديدة من أجل تأمين الكهرباء.. وقال” اتركوا الحديدة والساحل الغربي لأهله والحكومة ستعمل على توفير الكهرباء لهم”.
ولفت إلى أن أمريكا وبريطانيا لهما دور فعلي ومباشر في معركة الساحل الغربي، واتضح مؤخراً مشاركة فرنسا في المعركة من خلال البارجة الفرنسية التي اقتربت من الساحل الغربي.
وأشار إلى أن مجلس حقوق الإنسان ليس سوى عنوان يرفع أمام الشعوب المستضعفة لخداعها وقد انكشفت بريطانيا وأوروبا وكل الدول المساهمة في العدوان والتي تسعى لإلحاق نكبة بأهل الساحل.
وقال : ” نحن معنيون بالتصدي للعدوان من دافع وعينا بطبيعة أهدافه ومن واقع إيماننا وأن الله خلقنا أحراراً وأمرنا أن نكون أحرار وألا نخضع ولا نركع لقوى الطاغوت ومن واقع فطرتنا وعقيدتنا الإيمانية التي تجعل من الحرية مبدأً إيمانياً مقدساً”.
وأضاف” لو حشدوا ما حشدوا، لو جاءوا بكل جيوش الدنيا ما دفعنا ذلك للخنوع والانكسار أو العبودية لغير الله”.. لافتاً إلى أن كل الخروقات الميدانية ستظل قابلة للمواجهة.. وقال” لن تتغير قناعتنا ولن تنكسر إرادتنا لأن موقفنا نابع من إنسانيتنا وإيماننا وكرامتنا وموقفنا لم يكن مبنياً على معادلات الميدان، أحرار الدنيا حرروا أوطانهم في الوقت الذي سيطر عليها الغزاة بشكل كامل”.
وقال ” نحن اليوم في موقع القوة وسنكون إلى جانب أبناء تهامة من كل المحافظات بكل معاني الصدق والوفاء “.. مشيراً إلى أن الشهيد الرئيس صالح الصماد هو عنوان الوفاء لتهامة الخير وتهامة اليمن الذي نزل عن موقعه في الرئاسة ليقدم روحه لنصرة قضية بلده ولم يأخذ لنفسه شبراً من أرض تهامة.
وتابع ” على الجميع أن يعي حتى لو احتلوا البلد بكامله، لما كانت هذه نهاية المعركة، وسيبقى مسارنا مسار الأحرار الأباة الذين حرروا أوطانهم في كل العالم”.
وحث السيد عبدالملك الحوثي العلماء والنخب الثقافية والشخصيات الاجتماعية والإعلاميين على تكثيف جهودهم لأن الجانب الإعلامي جزء من المعركة.. مشيراً إلى أن قوى العدوان في الساحل الغربي محاصرة ومقطعة الأوصال ووضعها صعب وتستهدف في كل لحظة.
وتابع” كل هذه الهجمة والظلم علينا لا تزيدنا إلا إيماناً وثباتاً ولجوءاً إلى الله وتوكلاً عليه ويقيناً بصدق موعده” .. لافتاً إلى أن أطفال اليمن يحملون من القوة المعنوية والوعي والعزة والإباء أكثر بكثير من الانهزاميين والضعفاء.
وشدد قائد الثورة على أهمية التصدي لكل محاولات الإرجاف والتهويل والتحرك على كل المستويات بما تستحقه هذه المعركة.. معبراً عن الشكر لكل الذين يساهمون في التحشيد من المحافظات.
كما شدد على ضرورة الاستمرار في عملية التجنيد من قبل وزارة الدفاع والجهات المعنية، وتفعيل المسار الخيري وأن يكون المسار الاقتصادي من جانب التجار نشطاً ومتماسكاً.. وقال” سنخوض هذه المعركة من موقع المسؤولية والإيمان لأنها الواجب والحق الذي تحركنا على أساسه لأنها معركة تحرير وكرامة “.
وعبر عن الشكر لكل المتعاطفين مع الشعب اليمني والذين بعثوا برسائل التضامن من فلسطين والعراق وتونس وغيرها ونشيد بجهودهم.
سبـأ