البرامج الثقافية في مركزي صنعاء.. لماذا توقفت¿


استطلاع/ وائل شرحة –
لم يمر عليهن هلال رمضان إلا وهن في انتظار رمضان ككل عام. فرمضان حين يطل عليهن يكون فريق النشاط الثقافي من رجال الشرطة الراجلة وديوان الوزارة قد وصلوا وأعدوا برنامجاٍ للشهر الفضيل ويشاهدن في أحد أيام هذا الشهر أمسية ثقافية ومسرحيات ترحل بهن فقراتها خارج المكان المتواجدات فيه ويعكس نظرتهن للعالم الخارجي ونظرته السيئة لكل من كتب لها القدر زيارة هذه المدينة .. أسئلة علمية وثقافية واجتماعية.. كانت تطرح عليهن في أحد أيام الشهر الفضيل.. لم يكن هناك شروط للحصول على الجائزة.. كان تستلم كل واحدة من قاطنات مدينة التأهيل والتدريب -كما اسمتها الحكومة- جائزة حتى وإن لم تجب على السؤال الموجه لها من قبل مقدمي البرنامج.
برنامج ثقافي شهده قسم النساء في السجن المركزي بصنعاء خلال ثلاث سنوات كان آخرها عام 2011م.. كان يقام في مساء أحد أيام شهر رمضان الكريم.. لكنه توقف.. حاولنا من خلال هذا الاستطلاع أن نعرف أسباب توقفه¿ وماهي الأهداف التي كان يسعى لتحقيقها¿ ولماذا اقتصر على قسم النساء¿ وماهي البرامج الثقافية التي حلت مكانه¿

,الوجيه: البرنامج يهدف إلى رفع معنويات السجناء وأن السجن ليس نهاية الحياة

أهداف البرنامج كانت متعددة كما ذكر منها أحد داعميه ومنفذيه قائد الشرطة الراجلة سابقاٍ العقيد/ عبد الغني الوجيه “كان يعتبر أحد أنوع الرعاية للسجينات خاصة من قد قضت مدة محكوميتها في السجن, وكذا تأهيلهن للعودة إلى الحياة السليمة , وتقبل العالم الخارجي والاندماج معه عند خروجهن, بالإضافة إلى خلق اتصال بين فاعلي الخير والسجينات, حيث كان المتبرعون يرسلون مندوبين لتوزيع الجوائز من ملابس وغيره خلال هذه الأمسية”.
العدد الكبير من النزلاء في قسم الرجال بالسجن والذي يتراوح عددهم مابين “2600- 2700” نزيل جعل هذه الأمسية تقتصر على قسم النساء الذي يتراوح عددهن ما بين “60ـ 70” نزيلة, وذلك لقلة الإمكانيات التشغيلية حسب قول العقيد الوجيه.. مشيراٍ إلى أن الدعم الذي كانت تقدمه وزارة الداخلية “مكتب الوزير” في ذلك الوقت محدود ولا يغطي النفقات التشغيلية للبرنامج.. أما الجوائز كانت تأتي من فاعلي الخير “التجار” عبر مندوبات ومندوبين خاصين بهم, وتوزع على السجينات في الأمسية وبحضور المندوبين.
الأحداث التي شهدها السجن عام 2011م من اعتصامات وإضرابات, والمرتبطة بالأحداث السياسية التي شهدتها اليمن كان سبب توقف الأمسية التي كانت تشهد فعاليات أدبية ودينية واجتماعية خالية من السياسة والحزبية -كما يقول العقيد الوجيه.
ورغم أن البرنامج كان يقتصر على قسم النساء ويقام في مساء يوم واحد من شهر رمضان إلا أنه كان مبادرة طيبة من رجال الخير ” التجار” وكذلك من فريق النشاط الثقافي الخاص بوزارة الداخلية وعملهم التطوعي في سبيل مساعدة السجينات للخروج من الواقع المحيط بهن..
وعن أهم الرسائل التي كان يقدمها البرنامج يقول الوجيه “إرسال رسالة مفادها أن السجن ليس نهاية الحياة بل نقطة البداية لحياة جديدة سليمة وخالية من كل السلبيات”.
رغم الواقع المرير والحياة الصعبة ورغم ابتعادهم عن أسرهم وأحبائهم ورغم انعزالهم عن العالم الخارجي .. استطاعوا أن يحولوا اليأس سعادة والمدينة عالماٍ ممتلئاٍ بابتسامة أمل لحياة أفضل ومستقبل أكبر وعالم أشمل.. هؤلاء النزلاء “رجال ونساء” استطاعوا أن يثبتوا للعالم أجمع ومن فيهم الحكومة ممثلة بوزارة الداخلية ومصلحة السجون أنهم قادرون على فعل المستحيل وخلق التنافس في ما بينهم من لا شيء.. حيث لم يعد البرنامج مقتصراٍ على قسم النساء فقط.
هناك حيث يقطن أكثر من “2600” سجين و”70″ سجينة تقام مسابقات ثقافية ودينية واجتماعية خلال شهر رمضان بين ستة عنابر يقدمها مجموعة من الأشخاص” من النزلاء” الذين استطاعوا أن يهزموا العالم الخارجي وذلك ببث برنامجهم التسابقي وسط العنابر بعيدا عن الأقمار الصناعية وشبكات الانترنت أو حتى البث الأرضي.
مدير التأهيل والتدريب والإصلاح بالسجن يحيى الحيدري أكد أن قيادة السجن تقوم بالإشراف على المسابقة وتوزيع الجوائز المتواضعة حسب الإمكانيات المتاحة للسجن والمصلحة.. مضيفاٍ أن البرنامج يقام من بداية شهر رمضان وحتى نهايته وتحديداٍ خلال 27 يوماٍ من أيام رمضان المبارك.
الأسئلة التي توجه للنزلاء في قسم الرجال من قبل المقدمين للبرنامج تكون ثقافية ودينية وجغرافية وعلمية بينما قسم النساء فتكون الأسئلة أقل سهولة من الرجال حسب قول مدير التأهيل والتدريب والإصلاح منوهاٍ إلى أن الأسئلة توزع على كل غرف العنابر “أي كل يوم غرفة محددة” وتسلم الجائزة الكبرى آخر يوم في المسابقة وبحضور قادات السجن والإصلاحية أيضاٍ.
هذا البرنامج الثقافي الذي يقوم بإعداده النزلاء أنفسهم لا يقام إلا في شهر رمضان فقط -كما يقول الحيدري- بينما الأشهر الأخرى تشهد دورات تدريبية وتأهيلية في مجالات متعددة منها” كمبيوتر وانجليزي”.
السؤال الذي يظل معلقاٍ على باب وزارة الداخلية ومصلحة السجون والذي ينتظر إجابة يسبقها تطبيق على أرض الواقع هو: متى ستقام برامج ثقافية في السجون¿ تتخللها مسرحيات ومسابقات وفقرات إنشادية وغنائية¿! حتى في شهر رمضان من كل عام ..¿! ومتى تعود الإجابة وبرفقتها نية صادقة يصدر عنها توجيه أصدق.. لتحقيق هذا الجانب المهم الذي يساعد السجناء على الخروج من ماهم فيه ويساعدهم على تقبل العالم الخارجي بعد انتهاء فترة محكوميتهم.. متى¿!

قد يعجبك ايضا