من وعي وقيم ومشروع محاضرات السيد عبدالملك الحوثي الرمضانية، المحاضرة العشرون .. (20 )
عبدالفتاح حيدرة
تحدث السيد عبدالملك الحوثي في محاضرته العشرين من محاضرات شهر رمضان عن خطر النفاق كمفهوم خطر، ومفهوم عمالة وتجسس استخباراتي لصالح الأعداء، مفهوم النفاق كعمل تخريبي لخلخلة الجبهة الداخلية، وتثبيط الناس عن أداء مسؤولياتهم ومهامهم تجاه الله والوطن وتجاه العدوان، وتجاه أعداء الأمة، ولخطر النفاق تحدث السيد عن كل المعاصي والذنوب، التي تسبب الاخلال بالمسؤوليات والتي هي من الفسوق، كما ان الاختلال بالولاء يسمى النفاق..
أكدت المحاضرة حول النفاق أن أمريكا تتحرك داخل الأمة بحركة النفاق بعناوين يفضحها القدس والأقصى، والموقف المخزي للنظام السعودي والإماراتي أظهرهم واضحين في عدائهم لحركات المقاومة في فلسطين ومؤخرا في صفقة القرن ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والإعلام السعودي يشن حملة عدائية وتشويهية على حركات المقاومة الفلسطينية لصالح الإسرائيلي..
وحول ذلك أكد السيد ان الكثير من المنافقين يسعون إلى الفصل بين الدور الأمريكي والدور الإسرائيلي لتبرير الارتباط بالأمريكي، ودورهم كمنافقين، وكل من يقفون في الصف الأمريكي يتلقون خسائر كبيرة في اليمن وهزائم في سوريا والعراق، ومهما كانت الأوجاع والآلام نحن ثابتون على موقفنا مدركون لطبيعة المعركة التي تستهدف هويتنا، وشرف لنا أن نضحي لئلا نكون عبيدا إلا لله، وألا تتمكن قوى الطاغوت من السيطرة علينا..
وفي إطار التوصيف للمنافقين، أكد السيد ان يوم القدس يعد يوم الوعي ويمثل فرقانا في هذا العصر، ولن يكون مع الأقصى إلا من يعادي عدو الأقصى، ولن يكون مع فلسطين إلا من يعادي إسرائيل وأمريكا، أما من يقول أنا مع فلسطين وصديقتي إسرائيل فهو كاذب ومنافق وعميل، ودعا السيد عبدالملك لإحياء يوم القدس العالمي كعنوان لكشف وفضح حركة النفاق ولكل من يتعامل مع أمريكا وإسرائيل ويعادي أحرار الأمة..
المنافقون يلعبون دورا هداما في المجتمع، ودورا تخريبيا لشق صف الأمة، وما يجب علينا هو التصدي للمنافقين، لان من أهم الدوافع للنفاق هو ان يكون صاحب سلطة أو التأثير شعبي محاطا بعوامل تدفع لارتباط البعض بأعداء الأمة، هذا الارتباط يشترط عليه اضرار الأمة، والكثير من المنافقين أذكياء ويعرف ان بعض تصرفاته تشكل مصلحة مشتركة، مصلحة يبتغيها صاحب السلطة ومصلحة يبتغيها العدو، وكل منافق في كل مستوى هو مريض في قلبه وليس سليم النفس ، عنده خلل كبير في نفسه..
حديث السيد عن فئات المنافقين، من خلال ما وصفهم به القرآن، ومن صفاتهم انهم يتولون أعداء الأمة، فمن يتولى الكيان الإسرائيلي فإنه إسرائيلي، المنافقون الذين في قلوبهم مرض ستراهم بشكل صريح، واليوم فيه تسابق وتنافس للمصالحة مع إسرائيل وأمريكا، كما نراها في تسابق السعودية والإمارات..
إن من أسوأ وأخطر العوامل للنفاق، هم أولئك الظانون بالله ظن السوء، عندهم سوء ظن بالله، وليس عندهم أي اعتبار لله ، ولا إيمان بالله، مثلا، سوف نجد ان حزب الله تمكن من إلحاق هزيمة مذلة لإسرائيل، ولكن انتصار حزب الله هذا في حسابات المنافقين انه لم يكن هناك أي فرصة لأن حزب الله سينتصر على إسرائيل، ان من صفات المنافقين انه ليس لديهم ثقة بالله، لديهم ثقة في الطرف القوي والمسيطر، المسيطر يرونه هو القوي، ويعتمد عليه المنافقون من دون الله..
إن من الأسباب التي توصل الإنسان للنفاق الكثير من الذنوب والمعاصي، ولذلك يجب الحذر من الذنوب والمعاصي فقد يتحول الإنسان إلى منافق، لأن الذنوب والمعاصي تجعله خائفا ومشككا، إن النفاق له مستويات متعددة، فهناك منافقون خطيرون جدا في نفاقهم، عندهم حالة ارتياب وشك كبير بالله، والبعض يصلون إلى درجة النفاق القتالي ، والفئة القتالية من المنافقين يجب التصدي لها بالقتال، وهناك الدرجة الأولية من النفاق، وهي الفئة التي تريد الأمان من الطرفين، الأمان من المؤمنين والأمان من أعداء المؤمنين، ولم تصل بهم درجة نفاقهم إلى أنشطة عدائيه ولكنهم يحرصون على وجود روابط تنسيق مع العدو، يسمون انفسهم حياديين..
إن من أغرب فئات النفاق هي ما أطلق عليهم السيد اليوم (مطاوعة النفاق) ، أصحاب المساجد ومنابر المساجد،والذين يحولون مساجد الله إلى مساجد ضرار، وهؤلاء يلعبون دورا تفريقيا، ويعدون كل أنشطتهم لشن حرب على الأمة لصالح الأعداء، فيكون مثلا مسجد يقدم خدمات للأعداء، وتثبيط العزم لمواجهة أعداء الأمة، وهناك فئات من النفاق لهم مصلحة للعداء مع المؤمنين ويعملون ظاهريا لصالح الأمة وفي الباطن يعملون لصالح الأعداء من خلال الارجاف والتهويل والتثبيظ لتحمل المسؤولية، وزرع اليأس والإحباط، وتثبيط كل ما يشكل عاملا ايجابيا لمواجهة الأعداء ..
واختتمت المحاضرة بتحديد القاسم المشترك بين المنافقين وهو ممارستهم للمنكر دائما ، وينهون عن المعروف، وكلهم يعملون لصالح أعداء الأمة، لصالح أمريكا وإسرائيل، ويعادون كل من يقف ضد أمريكا وإسرائيل، تجدهم يستاءون من انتصار المؤمنين على اعداء الأمة، ويفرحون عندما تنكب الأمة، والقرآن الكريم موقفه من المنافقين واضح وصريح، ويجب أن يعمم الوعي القرآني للحد من عمل ونشاط المنافقين..