يحيى علي الحباري.. امتداد متقدم لأبيه
طه عبدالصمد قاسم
خلال زيارة قام بها رجل الأعمال المعروف يحيى علي الحباري لمؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر – صحيفة الثورة، منحه الأستاذ عبدالرحمن الأهنومي رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير درع الثورة تقديرا لعطاءاته ومبادراته الكبيرة والمشهودة في فعل الخير ، والتي تشكل جوانب إنسانية ووطنية شتى وتتخذ أشكالاً عديدة.
وعلى الرغم من أن برّ وإحسان ووطنية الرجل معروفة للقاصي والداني وهو ليس بحاجة إلى من يعدد مناقبه، إلاّ أني وأنا أتابع ما يجري في جوانب الخير من اعتمالات ومواقف وجدت أن الاحتفاء به من قبل “الثورة” وحيثيات هذا الاحتفاء تستدعي تسليط شيء من الأضواء على خيرية هذا الرجل ولو بتناولة سريعة عجلى.
كيف كانت البداية؟
يستطيع المتابع لنشاط مجموعة الحباري التجارية والصناعية في المجالات التجارية والاستثمارية أن يصل إلى حقيقة مفادها أن النشاطين الاستثماري والخيري كانا يسيران في خطين متوازيين منذ البداية وأن في البدء كان الوالد الحاج علي محمد الحباري رحمة الله تغشاه.
لست هنا بصدد تناول دور الوالد استثماريا وخيريا إذ أن من الصعب الإحاطة بها وإيجازها، غير أني سأكتفي بالإشارة إليها من خلال هذه الحكاية.
توسعت تجارة الحاج علي الحباري وأولاده وتجاوزت العملية تجارة الجملة إلى الاستيراد فكان لا بد من تعيين كادر متمكن من اللغة الانجليزية ومن إنجاز أعمال المراسلات والتواصل مع الشركات المصدرة، وفيما كان الحاج يبحث عمن يتولى هذه المهمة تواصل معه شاب يدعي عبده قايد الشرعبي من مواليد المهجر يعمل في وزارة الزراعة متمكن من اللغة الانجليزية ومن أعمال المراسلات، ويبحث عن عمل إلى جانب عمله في الزراعة.
وجد الحاج في هذا الشاب ضالته فمكنه من العمل فأدى عمله باقتدار، وفي المقابل تمتع الشاب بمزايا الموظفين الرسميين من حيث الراتب والمكافآت والحوافز والتسهيلات الائتمانية بل أن الحاج كان يتعامل معه كواحد من الأسرة ويغدق عليه كواحد من أبنائه لدرجة أن مصاريف رحلة له وعائلته للخارج تحولت من سلفة إلى مكافأة، وحين فكر عبده قايد في بناء سكن له وفر له الحاج من المبالغ ما مكنه من تحقيق حلم الاستقرار السكني كل هذا جرى خلال فترة تمتد من أواخر ثمانينيات القرن الماضي وحتى نهاية التسعينيات وبعض من سنوات الألفية الثالثة. لم يكن الحاج خلالها يضن على عبده قائد بشيء يتابع طلباته وأسرته ينهض بمتطلبات تطبيبه كما لو أنه رسمي معتق.
وفجأة ألمت بعبده قائد وعكة شاءت الاقدار أن يغادر الحياة بعدها. استمر الحاج في صرف مستحقات المرحوم فترة طويلة وراح يتابع وضع مستحقاته كموظف في الزراعة وبعد أن أطمأن على أسرته أعفاه من ديون البناء وأي سلف عليه ولأن أم عبده كانت تقيم في سكن آخر وحرصا من الحاج على أن يكون البيت المشطب لأرملة وأطفال المرحوم دفع لوالدته 3.5 مليون ريال قيمة نصيبها الشرعي من ميرات البيت واستمر يواسي أسرة الشرعبي مع كل مناسبة دينية أو اجتماعية.
هذه الحكاية عايشت وقائعها كباقي سكان المنطقة الممتدة بين اللكمة وشارع هائل وخاصة الأزقة الممتدة من جوار مدرسة أسماء للبنات إلى شارع هائل، وهي وحدها كافية لمعرفة المدى الكبير الذي بلغته إنسانية الحاج علي محمد الحباري رحمه الله الذي لا يكاد احد يذكره إلا ويسهب في الحديث عن بره وإحسانه، اللذين وفرا له شروط الحديث النبوي الشريف الذي يضمن الجنة لكل من غادر هذه الدنيا تاركاً، عملا ينتفع به وصدقة جارية وولدا صالحا يدعو له.
وها هو الولد الصالح يحيى علي الحباري يتصدر أولي العطاء والخير وينهض بكل الواجبات الدينية والاجتماعية ويقف وطنياً في مقدمة المبادرين المستجيبين لمتطلبات هذه المرحلة وما يتعرض له الوطن فيها من عدوان غاشم وحصار جائر، مؤكداً أنه بالفعل نعم الامتداد المتقدم لأبيه طيب الله ثراه.