من وعي وقيم ومشروع محاضرة السيد عبدالملك الحوثي الرابعة عشرة

 

عبدالفتاح حيدرة

المحاضرة الرابعة عشرة للسيد المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي من محاضرات شهر رمضان المبارك، خلاصتها هي تحمل المسؤولية، المسؤولية التي تتطلب من الامة ان تكون قوية، المسؤولية التي تلتزم بأن لا يتنازع الناس فيفشلوا وتذهب ريحهم، اي قوتهم، المسؤولية التي تجعل الانسان عندما يتأمل في الآيات التي تحدثه عن الارشاد الكافي والتقييم الواضح، الذي ينبغي على الإنسان المسلم ان يعود اليه، حتى لا يغتر، او يكون عرضة للتضليل المخادع، ويتحمل المسؤولية، مسؤولية بناء القوة بكل انواعها، العسكرية والسياسية والاعلامية والفكرية وغير ذلك..
اذا كان الانسان خارجا عن هدي الله لا يمكنه ان يتحمل المسؤولية، وكل الذين اتبعهم لن ينفعوه بشيء، ويمكن ان يتبرأوا منه ولذلك القرآن قدم لنا بعض المسارات التي تهدي للتقوى، والتقوى يهدي إلى الايمان، وهناك جانب رئيسي لا يتحقق الايمان والتقوى إلا به وهو جانب المسؤولية، وهو من اوجب الواجبات ولا يتحقق الايمان والتقوى إلا به ، ان جانب المسؤولية يدخل فيه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتصدي للظلم والفساد والجهاد في سبيل الله..
لذلك فجانب المسؤولية هو من جوانب الايمان، الايمان الذي اذا تحقق، فله نتائج وثمرة في الواقع العملي، واكبر ثمرة هي الطاعة الكاملة لله سبحانه على هوى النفس، والالتزام كما امرنا الله ما نفعل او نترك، والمسؤولية هي الثقة بالله كجانب اساسي ليتحقق الايمان، لتصبح جاهزا للقيام بأعمالك ومسؤوليتك، فالمسلم العاصي هو الذي يرتكب محرمات ويضرب بعرض الحائط الكثير من نواهي الله، المسلم العاصي هو من يتصور ان الاسلام بطاقة ترخيص للجريمة، وبعض المسلمين يتفوقون على اليهود والنصارى في اجرامهم وفجورهم، فالسارق المسلم، يصلي ويصوم ويفعل كل شيء إلا انه يسرق، لكن هناك تشريعات وعقوبات على المسلم العاصي في الدنيا والآخرة..

ان الايمان إذا وصل للقلوب يترتب عليه التزام وطاعة وتحمل المسؤولية، والله سبحانه بيَّن مواصفات المؤمنين الحقيقية، لديهم ايمان بالله وبرسله، ومصدقون لوعد الله ووعيده، ويجاهدون بأنفسهم واموالهم، وصادقون مع ربهم ومع انفسهم، صادقون بالانتماء والولاء والتصرفات، ويأمرون بالمعروف ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة..
المحاضرة بينت التدين المسؤول، حيث ان كل امم البشر باختلافها بأديانها وعاداتها وتقاليدها، هي تدرك ان الحال البشرية واجهتها تهديدات كبيرة، وتواجه هذه التهديات بتحمل المسؤولية، ألا يصر الامريكي والإسرائيلي على ضمان التفوق العسكري والقوة، ونحن في الساحة الاسلامية بلينا باتجاهين، الاول باتجاه التدجين والثاني باتجاه التوحش الأعمى، والاتجاه التدجيني، هو الاتجاه المتسامح الذي يدفع بالمسلمين ليكونوا مستسلمين، يتبعون امة خانعة، مطمئنين انه ليس على الامة اي تهديد..
ان موقع تحمل المسؤولية من الدين، ولا قبول للدين إلا بهذه المسؤولية ، المسؤولية التي ترفض ثقافة التدجين، هذه الثقافة التي يقدمها البعض تحت مسمى الدين، والبعض يقدمها عن طريق المنظمات الحقوقية ، منظمات لها علاقات مؤكدة بإسرائيل، تنشط على ثقافة السلام، أو بالإلهاء والتحكم بالعقل وصرفه، وجذور هذه المنظمات قادمة من عند تلك الدول التي تصنع السلاح يوميا وتقتل البشر وتبتكر كل انواع الأسلحة التي تميت اكبر قدر من البشرية، هذه المنظمات تريد ان يكون الناس دجاج القرن الواحد والعشرين، فتتجه إلى تمييع المجتمعات ثقافيا..
بينما الامريكي والإسرائيلي يصنعان السلاح كل يوم، لماذا لا تذهب هذه المنظمات لتوعظ الامريكيين والإسرائيليين ، وبعض الصحفيين الناشطين والصحفيين في المنظمات يعملون لثقافة التدجين هذه، يستهدفونا لنكون طيبين للأمريكي والإسرائيلي اللذين يصنعان السلاح ويقتلانا ويحتلانا يوميا، ثقافة التدجين ثقافة غير واقعية، كل الناس يتجهون ليكونوا أقوياء، والعنوان الرئيسي هو عنوان القوة، ومن اجل هذا جاء الجهاد القرآني..

قد يعجبك ايضا