من وعي وقيم ومشروع محاضرة السيد عبدالملك الحوثي الثانية عشرة من أيام رمضان
عبدالفتاح حيدرة
وضحت المحاضرات السابقة التي ألقاها السيد عبدالملك الحوثي ارتباط تقوى الله بالقرآن، تلاها محاضرة توضيح ارتباط القرآن بالله والمحاضرة الثانية عشرة وضحت ارتباط القرآن بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فلا تتحقق التقوى الا بالمنهج الذي يتبعه المتقون، والمنهج الذي يتبعه المتقون ويعتمدون عليه هو القرآن الكريم، كمنهج حياة وتحديد للمسؤوليات والواجبات وما نهانا الله عنه وما نتبعه، وهو الأداة التي من خلالها توجد النظرة للحياة كلها، لأن القرآن الكريم لم يأت للعباد منفصلا عن حياتهم..
القرآن الكريم مشروع جماعي ومترابط، أنزله الله على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومرتبط به، فكان نزول القرآن عليه من خلال مراحل، كان ينزل ككتاب هداية لواقع الحياة وحركة الرسالة، لذلك بقي القرآن تبصرة عن الواقع وأسس وعقائد للجانب العملي، لا مجال في الفصل بين الجانب العملي فيه والجانب العقائدي والمبادئ والمرتكزات الأخلاقية والعمل ونتيجتها السليمة عملية تحث على العمل السوي..
عمل الرسول عليه وآله الصلاة والسلام من خلال القرآن الكريم، فكان هو القدوة والقيادة في هذا المشروع الإلهي وكان هو المعني الأول الذي يعبر عن الدين جملة وتفصيلا، لأن اليوم وبعد وفاة النبي أصبحت الحالة تمثل إشكالية للأمة الإسلامية، وهي انه من اراد ان ينصب نفسه على القرآن، فازدحمت الساحة الإسلامية بالكثير من المعنيين بالقرآن وكثرت الرؤى بالتفسيرات وأغلبهم أدعياء وحالة اختراق كبيرة..
القرآن هو كتاب الله الحكيم وهو امتداد لله وإدارته لشؤون عباده ودورهم في الحياة والممنوع والمسموح بالحياة والجزاء والعقاب في الآخرة، وهو امتداد لله سبحانه،ويمثل التمثيل الأسمى للهداة القرآنية التي من خلالها حدد القرآن الطريق للمتقين، من أول سورة في القرآن وهي الفاتحة، لذلك هداية القرآن واسعة، وفي المقدمة هو رسم الطريق ثم معالم وأعلام الطريق حتى لا يتيه الإنسان، وأعلامه هم الذين انعم الله عليهم كقدوة وقادة وهم الأمناء والموثوقون في تطبيقها وتعليمها..
يقدم القرآن المريم المحتوى والمضمون العقائدي والأخلاقي، ويستمر الدور والتمسك بهذا الكتاب بالذين اصطفاهم الله من بعد الرسول، وعلى رأس هداة القرآن بعد الرسول الإمام علي عليه السلام ، اما اليوم فسوف نجد القوى التكفيرية المرتبطة بالأمريكي والإسرائيلي، يتحركون بالآيات لخدمة أمريكا وإسرائيل، القرآن ليس كتابا منفلتا، الصراط المستقيم له معالمه واتجاهاته، والقرآن الكريم يفصلنا عن التبعية للأعداء، الكثير من العملاء لهم ارتباطهم بأمريكا وإسرائيل السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي بدون دين وتدين، وهم اهون خطرا من أولئك الذين يوظفون الدين والإسلام والقرآن وهم أخطر وأنجس وأتفه خلق الله، اذ يحولون الدين والإسلام والعقائد والقيم والقرآن لصالح أمريكا وإسرائيل، وهذا هو ما فعله ويفعله التكفيريون باسم الله..
القرآن له ضوابط وقيم كبيرة وطاهرة ومنزهه ومنضبطة، لا يمكن ان تتبع أمريكا وإسرائيل، النتيجة هي ان القرآن بنفسه يغلق النافذة على الأدعياء الذين يستخدمونه لصالح أمريكا وإسرائيل، القرآن حدد طرقاً عامة لحماية الإنسان من تضليل الأدعياء، ملزما لنا ولمبادئنا وإسلامنا وولائنا ومواقفنا التي لها استقلالها، لا ان نعيش بتبعية عمياء، والمنهج الإسلامي القرآني يبني لهذه الأمة استقلالية عظيمة بقيمها ومبادئها وأخلاقها العظيمة وليس بتبعية وأداة ومغنم لأمريكا..
ان المنهج الإسلامي القرآني يبني مجتمعاً استقلالياً وأمة مستقلة، يقوم القرآن بخلق مجتمع وأمة تقوم بدور مصلح وتقدم نموذجاً عظيماً لصالح البشرية كلها وخير البشرية كلها، وحتى نهتدي بالقرآن صحيح انه علينا ان نبذل جهداً فكرياً وثقافياً وتعليمياً، ولكن هذا لا يكفي فهناك عوامل لابد ان تكون حاضرة وعلى رأس هذه العوامل التقوى..