دروس في تزكية النفوس

 

سعاد الشامي

بنصح الأمين المحب الصادق، ورؤية الحكيم التقي، وبآفاق الوعي المتسعة المدى، ونور البصيرة المتجلي بالهدى، وبجلالة وسمو الغاية وقدسية الهدف وصوابية الرأي، وبيقين الاستشعار للمسؤولية، وفي خير الشهور يطل علينا خير قائد، بكلماته الجزلة السلسة ومعانيها البليغة القريبة، وفي كل مساء عبر شاشة قناة المسيرة الفضائية ليلقي علينا سلسلة من دروس جوهرية ربطها بعظمة شهر الصيام والغاية منه وحصر مضمونها في موضوع مؤثر في أعماق النفوس هو : التقوى .
شهر رمضان هو شهر التقوى والورع، والارتباط مع الله، ليله قيام وذكر وتلاوة، ونهاره صوم وجهاد وبر وإحسان، وهذا يهيئ النفوس على أن تكون في حالة من الشفافية والنقاء، مقبلة على الله وحريصة على إرضائه، تخافه وتخشاه وتستجيب لكل ما يقربها إليه أكثر من أي وقت آخر.
وما كان للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله ورعاه – أن يضيع مثل هذه الفرصة الربانية والأجواء المناسبة لنزول الرحمة وبيئة التأييد الإلهي لحلول الهداية دون استغلالها واحتوائها وعرض ما يتناسب معها وهو القائد الحريص على هداية الناس وحمايتهم من آفة الضلال.
لذلك كان تركيز علم الهدى في دروسه الرمضانية على عناصر هامة تختص بالجوانب النفسية مثل التقوى وأعمال البر والإحسان واليوم الآخر والإيمان بالغيب كونها تجذب الانتباه وتشد السمع ، تجتاح ساحات النفس وتهاجم مكامنها، تخاطب وجدانها وتلامس مشاعرها، تعري جوانب الضعف والقصور وتصارع دنس الذنوب والمعاصي، تؤجج مشاعر الخشية والمخافة وتبرز مظاهر القوة والعظمة الإلهية .
فما أحوجنا إلى أن نكون آذاناً صاغية ونستمد من أنفاس الطهر ودروسه الملهمة الحصانة التي نحمي بها ركاكة أنفسنا وهشاشة واقعنا لنتجنب هلاك الوقوع في وحل الذنوب والمعاصي وتكتمل روحانية هذا الشهر الفضيل وتردم فجوات التقصير والإهمال ويلج الفؤاد بالسكون والطمأنينة وتستلذ النفس بالتقوى والقرب من الله.

قد يعجبك ايضا