التكافل الاجتماعي والخيري يتصدر مشهد الصمود والتحدي

تحقيق / أحمد المالكي

صنعاء تستوعب أكثر من 3ملايين نازح من مختلف محافظات الجمهورية بحاجة للإغاثة والمساعدات
ارتفاع وتيرة الأعمال الخيرية في الأمانة والمحافظات خلال شهر رمضان الكريم
مع استمرار العدوان والحصار الاقتصادي الغاشم وللعام الرابع على التوالي , تتعاظم معاناة المواطنين اليمنيين المعيشية والاقتصادية , وفي موسم الرحمة والغفران والعتق من النيران تزداد حالة التراحم والتكافل والتعاطف الاجتماعية الخيرية, وهي حالة استثنائية متصاعدة خاصة في ظل المعاناة الكبيرة التي ارتفعت بسبب انقطاع الرواتب وتوقف آلاف العمال عن أعمالهم ووظائفهم وزيادة حالات النزوح والهجرة من المناطق المشتعلة والمستهدفة إلى المدن بالذات أمانة العاصمة, التي تستوعب الآن 3ملايين نازح من صعدة ومارب والجوف وتعز والضالع وعدن والبيضاء ومن كل محافظات الجمهورية اليمنية حيث تغلب على هذه الأعداد الكبيرة حالة الفقر والحاجة والعوز وأغلبهم يحتاجون إلى سد حاجاتهم الغذائية والاستهلاكية الضرورية وبلا شك أن هذه الحالة خلقت نوعاً مهماً وكبيراً من وجود التكافل الاجتماعي والإنساني المحلي داخل هذه المجتمعات بالذات خلال شهر رمضان الكريم الذي يلاحظ فيه زيادة الأعمال الخيرية وتوزيع الهبات والمساعدات الغذائية من قبل بعض التجار الخيرين والميسورين إلى الفئات المحتاجة ناهيك عن افتتاح عدد من المطابخ الخيرية بعدد من مديريات الأمانة إلى التفاصيل:
مع بداية شهر رمضان الكريم بدأنا نلاحظ الكثير من الأعمال الخيرية النشطة المتمثلة في توزيع الحالات الغذائية الرئيسية في الحارات والمدن والقرى, حيث ينشط أهل الخير من التجار والميسورين في توزيع حالات غذائية على المحتاجين والنازحين المنتشرين والموزعين على مختلف مناطق وحارات أمانة العاصمة, هذه الحالات متفاوتة في حجمها وكمياتها ونوعياتها, فبعضها تقتصر على توزيع قطمة أرز وسكر فقط وبعضها تتضمن توزيع النشويات والحليب والدقيق والقمح , بعضها يتبناها تجار في إطار حاراتهم والبعض الآخر يتبناها تجار كبار ومعروفون وتشمل مناطق واسعة من أمانة العاصمة .
حالة مطلوبة
هذه الظاهرة اليمنية الخالصة تعد صفات راقية وعالية دينية وإنسانية لاتتوفر لدى كثير من المجتمعات والشعوب العربية والإسلامية وهي حالة بالتأكيد مطلوبة ويجب تشجيعها وإعطاؤها حقها من الاهتمام من قبل الجهات الرسمية والمعنية ومن النخب والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني يجب أن تدعم وتواكب هذا النشاط الخيري المتميز والرائع , والمطلوب أن يتم تنظيم العمل التكاملي الاجتماعي حتى تصل الحاجة أو المعونة أو المكرمة أو الصدقة أو الهبة إلى أهلها وأصحابها لأن هناك كثيراً من الحالات المحتاجة من شريحة ” الذين لا يسألون الناس إلحافاً ” لا تصلهم هذه الاحتياجات الغذائية الضرورية .
مزاحمون
ومع الأسف هناك أناس يزاحمون المساكين والمحتاجين وهم في غنى ويأخذون مال اليتيم والنازحين والمسكين والمتضرر والجريح وغيرهم من الشرائح هؤلاء الناس يجب أن يراعوا ضمائرهم ويتركوا الحاجة لأهل الحاجة لذلك هناك ضرورة لتنظيم هذه الأعمال الخيرية حتى يتم إيصال المساعدات لأهلها الحقيقيين .
كما أن هناك دوراً على عقال الحارات وبتوجيه يجب أن يصدر من أمانة العاصمة برصد الحالات المحتاجة والفقراء والمعوزين والنازحين في كل حارة ويتم توزيع المساعدات وفقا لعدد واحتياج هذه الفئات المتضررة والفقراء المعوزين.
أفران ومطابخ
وخلال العدوان تم افتتاح عدد من الأفران والمطابخ الخيرية التي بدأت أعمالها على مدار العام بعضها مستمر والبعض الآخر ربما توقف ومن هذه المطابخ والأفران الخيرية التي تقوم بتوزيع الوجبات الغذائية للأسر النازحة والمحتاجة في المديريات بالأمانة هي فرن الثورة جوار مطابع الكتاب المدرسي بالحصبة , وفرن دارس بني الحارث خط البحث قرب محطة 14 أغسطس وفرن الوحدة حارة البليلي نهاية سوق السمك , وفرن آزال شيراتون ظهر حمير جوار جامع الخير وفرن معين قرب جامعة العلوم سكن أبو لحوم , وفرن الكويت جوار المستشفى , وفرن الصافية جوار دار التوجيه وفرن الفردوس جوار جامع الفردوس قرب السفارة الأمريكية, وفرن صنعاء القديمة حارة الأبهر وفرن ومطبخ المطار شارع المطار الجديد جوار مدرسة الأبهر وفرن ومطبخ قاع القيظي جوار محطة مكة جامع عثمان وفرن ومطبخ الحتارش خط العروق حارة فوزي , هذه المطابخ والأفران الخيرية تم تدشينها من قبل أهل الخير وناشطين في المجال الخيري بعضها مستمر في تقديم وجباته الغذائية السريعة وبعضها ربما توقف عن أداء عمله لظروف غير معلومة ونتمنى أن تستمر هذه المطابخ والأفران في تقديم المساعدات ووجبات الأطعمة الخفيفة والسريعة التي تقدم للمحتاجين والفقراء على مدار العام وفي مواجهة الحصار الغاشم والعدوان الجائر.
مشاريع خيرية
ومع بدء شمر رمضان الحالي تم تدشين وافتتاح عدد من مشاريع ودعم المطابخ الخيرية في أمانة العاصمة بعدد من المديريات بالأمانة تبنتها مؤسسات خيرية تستهدف بحسب المسؤولين والمعنيين بهذه المشاريع الخيرية 3200 أسرة وبشكل يومي طيلة شهر رمضان المبارك حيث سيتم تزويد 8 مطابخ خيرية بعدد 3 آلاف سلة غذائية تشمل القمح والزيت والارز والسكر كما دشنت مؤسسة الشعب كوبون الخير للمتضررين من العدوان والأسر الفقيرة بالعاصمة صنعاء .
بعض المطابخ حسب إفادة بعض المشرفين عليها كمطبخ حي الزراعة تعمل على توزيع 600 وجبة إفطار غذائية .
هذه الظاهرة والحالة التكافلية الاجتماعية الخيرية يجب أن تستمر وتتوسع حتى يتم مواجهة العدوان والحصار الذي أدى إلى كثير من المعاناة وحالات الفقر والعوز في أوساط المجتمع .
حالات مهمة
كما يجب التركيز على حالات أسر الشهداء والمرابطين والجرحى والأسرى حيث هناك مئات الأسر المحتاجة التي يغيب عائلها إما شهيداً أو أسيراً أو جريحاً أو مرابطاً في الجبهات, هذه الحالات يجب أن يتم رعايتها والاهتمام بها سواء من قبل الجهات الرسمية المعنية, أو من قبل المجتمع والتجار والميسورين, وبلا شك أغلب المواطنين هم في حالة فقر وعوز واحتياج جراء انقطاع الرواتب وتوقف الأعمال والوظائف وغياب فرص العمل والدخول, ولذلك نحن بحاجة إلى مزيد من التكافل والتراحم والتعاون وتفقد الغني للفقير والجار لجاره حتى تزول الغمة بإذن الله.. موقنون بالنصر المبين الذين نراه قريباً بلا شك يلوح في الأفق .

قد يعجبك ايضا