بانتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تصبح القوة الأولى عالمياً بعد أن خرجت معظم دول أوروبا وآسيا من الحرب منهكة عسكرياً واقتصادياً.
وحينها لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية تريد إضاعة الفرصة التي تمكنها من صياغة نظام عالمي جديد، يخدم مصالحها، استغلت ذلك وجندت كل إمكاناتها لتحقيق هذا الهدف، بعد إدراكها بأن التحكم بالعالم والهيمنة على ثروات الشعوب ليس فقط بامتلاك القوة العسكرية الضاربة، بل هي بحاجة إلى وسائل أخرى تصل إلى الجوانب الاقتصادية والسياسية كشكل من أشكال الاستعمار غير المباشر ورأت أن أفضل طريقة لبسط هيمنتها وحماية مصالحها هو إنشاء مجموعة من المنظمات والوكالات الدولية التي تعمل على بسط نفوذ أمريكا واستطاعت أن تخرج بتصور تجاه التسوية العالمية، بشكل يسمح لها بفرض هيمنتها على كافة الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية فتم تأسيس منظمة الأمم المتحدة في إبريل عام 1945م، التي تعد بمثابة الذراع السياسي للولايات المتحدة الأمريكية.
الباحث/ أحمد يحيى الديلمي