وجهة نظر.. جواد محسن

عبدالسلام فارع
أيها القراء الأعزاء صدقوني إن قلت بأن نجم هذه الإطلالة الأسبوعية لم تنجب ملاعبنا المستطيلة لاعبا بحجمه وبإمكاناته وقدراته المدهشة التي لن تتكرر حتى اليوم وربما لم تتكرر مستقبلا فهو ومنذ نعومة أضافره كان محط كل الأنظار في مجمل مسابقات كرة القدم المدرسية بمدينة عدن بعد أن سطعت نجوميته المبكرة في مدرسة النهضة بالشيخ عثمان يوم أن كان نجمها الأول والأوحد وصانع ومهندس كل سمفويناتها وانتصاراتها الكروية.
وبعد كل تلك البدايات المدهشة والممتعة التي تميز بها انخرط في العام 58م في نادي الهلال ولأن الهلال إباّن تلك الفترة كان يدرك جيد امدى القدرات الفنية العالمية التي كان يتمتع بها فقد آثر القائمون عليه إلا أن يكون أحد الأعمدة الأساسية في خطي الدفاع والمقدمة للفريق الرديف وبعد أن تبين للمعنيين مدى الإمكانات الهائلة التي جعلته يسحب البساط من كل أقرانه بعد أن تفوق على كل عناصر الفريق في مجمل الجوانب الفنية والذهنية والبدائية لم يتردد أولئك المعنيون فنيا بسرعة إشراكه في صفوف الفريق الأول في نفس العام، إنه النجم الكبير والمدافع الأسطوري العملاق النجم الراحل جواد محسن الذي لم يكن أهم عوامل الفوز في فريقه الهلال بل كان كذلك في صفوف المنتخب الجنوبي يوم أن برزت قدراته وإبداعاته بكل جلاء في أكثر من مواجهة دولية وأهمها أمام الموردة السوداني الذي دهش كثيرا لمجمل فنونه وإبداعاته الكروية ويوم أن كانت أندية محافظة عدن تعج بالكثير من ألمع نجوم كرة القدم الذين سلبوا الكثير من القلوب والألباب وحققوا عديد النجاحات المبهرة بإجادتهم الكاملة لفنون كرة القدم التي طالما انتزعوا من خلالها آهات المناصرين وكذا المتابعين الذين تميز وا بعشقهم الجارف والعميق لإبداعاتهم الخالدة في تلك الحقبة الذهبية رياضيا.
برزت كوكبة متألقة من أولئك النجوم في كل أندية المحافظة مثل البازوكا – محيي الدين أحمد سعيد – صالح محمد عمر – عبدالعزيز فارع – محمد عمر حسن – إبراهيم صعيدي – ثابت الزغير – عبدالجليل الرعدي – عبدالنبي سنيدي – بوجي خان – سالم زغير – نصر شاذلي – أبو بكر عوض – عباس غلام – عبدالجبار عوض – أحمد محسن – عبدالله خوباني – عبدالله أحمد إسماعيل عباد – ناصر حسين يافعي – عبدالله منصوري – عبدالكريم هناري – صالح أحمد عريجه أجل رغم وجود كل هذه الكوكبة المتألقة وفي مختلف مراكز اللعب إلا أن نجمنا العملاق الراحل جواد محسن كان يعتلي قمة الترتيب باعتباره أشهر المدافعين وأكثرهم إيجابية ونجاعة نظراً لعديد المزايا التي تميز بها عن أقرانه مثل سرعة الحركة والمرونة الملحوظة وسرعة الالتفاف إضافة إلى تشتيته للكرات وفق الحاجة واستغلالها في غزوات مضادة حسب معطيات اللقاء إضافة إلى إجادته الرائعة الشديد المتقن بالرأس وبكلتا القدمين وبكفاءة عالية ونادرة كما أن تميزه باللعب النظيف وبالأخلاق العالية وهدؤ الأعصاب مع الانصياع لقرارات التحكيم جعلته المعشوق الأول لجماهير ناديه وجماهير الأندية الأخرى.
وفي أواخر الستينيات انتقل إلى العاصمة صنعاء لينخرط في صفوف الشعب حيث قدم أفضل العروض الكروية مع تشكيلة الشعب الذهيبة مثل الكالة – أحمد عبدالرحمن – الورفي – عادل مقيدح – حسين عبدالرحمن – قاسم منصر – محمد الرقاص وأسهم بفاعلية كبيرة في تحقيق الشعب لعديد الانتصارات والبطولات التاريخية وحسب أريج الرياضة اليمنية اللواء علي الصباحي فإنه لم يشاهد في حياته مدافعاً بمستوى الراحل جواد محسن وحسب الصباحي فإنه كان ملك الكرات الثانية لم تنحصر عطاءات جواد محسن وإبداعاته الكروية بناديه الشعب بل كان من أبرز نجوم المنتخبات الوطنية والعسكرية وتكفي الإشارة هنا إلى أن نجمنا العملاق الراحل جواد محسن.
كان خير من تستعين بخدماته أشهر الأندية اليمنية كما حدث مع أهلي تعز الذي طعم فريقه بالجواد بن محسن في رحلة جيبوتي الرياضة منتصف السبعينيات يومها تغزلت الصحافة الفرنسية بقدراته وإمكاناته واصفة إياه بالحصان الجامح وحسب كمبيوتر رياضة أمانة العاصمة ووحدة صنعاء دمث الأخلاق مطهر أسحاق.
فإن مدافع الوحدة الراحل محمد مقبل كان يأتي بعد الراحل جواد محسن من حيث المستوى والأداء أمّا مهاجم الوحدة العملاق نصر الجرادي الذي زامل الراحل جواد محسن في المنتخبات الوطنية فقد وصف الجواد بالمدافع الصلب الذي أعاقة عن التهديف بعد أن تجاوزه وعبر من خلاله إلى مرمى الشعب.

قد يعجبك ايضا