الدفاع عن الأوطان في ظلال القرآن
عبدالرحمن سلطان
1 – أمر الله – جل جلاله – عباده المسلمين – أن يجهزوا لأعدائهم ما يستطيعون تجهيزه من القوات والمعدات الحربية، وان يعملوا على تطوير وتحديث قدراتهم العسكرية الوطنية بما يتواكب مع أحدث التقنيات العسكرية المتقدمة في العالم، وأن يقوموا بتحقيق الوحدة العسكرية الإسلامية، وترسيخها على أرض الواقع الإسلامي الحي، وذلك ضماناً لتحقيق الأمن الإسلامي الجماعي، وكبح جماح القوى الأجنبية المعادية للإسلام والمسلمين. [الأنفال:60].
2 – أمر الله – تبارك وتعالى – عباده المؤمنين، أن يقاتلوا الكفار والمشركين، أعداء الإسلام والمسلمين، الذين يقفون على أهبة الاستعداد لمقاتلتهم والنيل منهم، واحتلال بلدانهم، وسلب ثرواتهم، على نحو ما تفعله اليوم القوى الصليبية والصهيونية في العالم الإسلامي.
كما أمر الله – عز وجل – عباده المؤمنين، بالكف عن ممارسة أعمال الظلم والقهر والعدوان تجاه الأمم والشعوب الأخرى، وأمرهم بتجنب قتل الشيوخ والنساء والأطفال، أو قتل الجرحى والأسرى من الكفار والمشركين، [البقرة:190].
3 – يقول الله – سبحانه وتعالى – لعباده المؤمنين، لو نشب قتال بين فريقين من المسلمين، فأصلحوا بينهما بما يتوافق مع القرآن الكريم، ومناهجه الشرعية العادلة، فإن تطاول احد الفريقين على الفريق الأخر، فحاربوا الفريق المعتدي، وقاتلوه بشدة وقوة، حتى يخضع لأمر الله – عز وجل – ويرجع إلى الحق والعدل والصواب، فإن عاد هذا الفريق إلى رشده، فأصلحوا – أيها المؤمنون – بين الفريقين بالحق والانصاف، دون تحيز لأي فريق من الفريقين، [الحجرات:9].
4 – يقول الله – جل شأنه – ومن يعتدي على مؤمن آمن ومسلم ويقوم بقتله وإزهاق روحه بصورة متعمدة ومقصودة، ومع سبق الاصرار والترصد، فإن عقابه البقاء المؤبد، والخلود الخلد، في نار جهنم، وبئس المصير، كما أن هذا القاتل، سوف يطاله غضب الله – جل وعلاء – وسوف يطرد من رحمته وكرمه، وسوف يعيش في جحيم العذاب العظيم، في الدنيا والآخرة. [النساء:93].
5- يقول الله – عز وجل – لا يفكر أحد، أن الشهداء الذين استشهدوا وهم يقاتلون في سبيل الله – تبارك وتعالى – ومن أجل إعلاء كلمته، ونشر دينه، هم في عداد الأموات، بل أنهم – في حقيقة الأمر – أحياء عند الله – عز وجل – يرزقون برزقه، وينعمون بنعمه، ويكرمون بكرمه. [آل عمران:169].
ومن هذا المنطلق، فإن الإستراتيجية العسكرية الإسلامية المشتركة، يجب أن تحتوي على الأهداف والغايات التالية:
1 – وقف الحروب العدوانية (العربية والأجنبية) المشتعلة اليوم في كل من اليمن وسوريا وليبيا وأفغانستان وغيرها، وإنها كافة مظاهر الحصار الجوي والبري والبحري المفروض عليها، حتى يصير بمقدورها، القيام بترسيخ أمنها وعزتها واستقرارها، وتحقيق وحدتها وتقدمها ونهضتها، وتطوير علاقاتها الإقليمية والدولية المشتركة.
2 – منع استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، في العلاقات الإسلامية – الإسلامية المشتركة، والعمل على ردع وإحباط العدوان في العالم الإسلامي، وإفشاله والقضاء عليه، في الوقت المناسب.
3 – الدفاع عن المقدسات الإسلامية، في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والقدس الشريف، وتأمين حمايتها، والحفاظ عليها، في مواجهة المخاطر (الداخلية والخارجية) المحيطة بها.
4 – الدفاع عن الأنهار الإسلامية الكبرى، وتأمين حمايتها، في مواجهة مختلف القوى الإقليمية الطامعة، والدفاع عن المضايق الإستراتيجية الإسلامية، وتأمين سلامتها وحمايتها في مواجهة القوى الأجنبية الغازية والطامعة.
5 – إنها كافة مظاهر وأشكال الوجود العسكري والأمني الأجنبي القائم اليوم فوق صدر العالم الإسلامي، واجتثاث جميع قواعده وتجهيزاته ومعداته المختلفة، وكذا إلغاء كافة التسهيلات (البرية والبحرية والجوية) التي منحت للقوات الأجنبية، من جانب بعض الدول الإسلامية، خلال السنوات الماضية.
6 – تحقيق التوازن الاستراتيجي، بين مجموعة الدول الإسلامية، وبين مجموعة دول الجوار الإقليمي، وذلك سعياً لبناء القوة العسكرية الإسلامية المشتركة، وحماية الكيان الإسلامي الجماعي، وبناء المستقبل الإسلامي الواعد.
ومن أجل القيام بتحقيق أهداف الإستراتيجية العسكرية الإسلامية المشتركة، وتجسيد غاياتها المنشودة، يجب القيام بإتباع المبادئ والمفاهيم التالية:
1 – تطوير وتحديث الأنظمة العسكرية الإسلامية وإعادة تشكيلها وتنظيمها وتجهيزها من جديد، وبما يتوافق مع أحدث التدريبات والتجهيزات العسكرية المتقدمة والراقية.
2 – إنشاء ترسانة الصناعات الحربية الإسلامية المشتركة، والتي تختص بصناعة الأسلحة والمعدات والتجهيزات العسكرية المتقدمة، والمتفوقة (البرية والجوية والبحرية والصاروخية….الخ)، ذات الخصائص التكنولوجية العالية، ويأتي في مقدمتها الأسلحة الذكية، والأسلحة الموجهة عن بعد، وغيرها من الأسلحة الحديثة.
3 – تطوير القدرات السياسية والإستراتيجية لدى القوات المسلحة الإسلامية، وتعميق وعيها وعقيدتها وإرادتها القتالية العالية، وترسيخ قيمها وتقاليدها العسكرية الصحيحة، وتحقيق وحدتها وتماسكها وصلابتها القوية، والارتقاء بها إلى مصاف التحديات والتهديدات (الداخلية والخارجية) الواسعة النطاق.
وختاماً يمكن القول، أن الحروب العدوانية الظالمة، التي تدور اليوم في كل من اليمن وسوريا وليبيا وأفغانستان وغيرها، تمثل – في حد ذاتها – إنتهاكاً صارخاً لكل المبادئ والقيم والمثل العربية والإسلامية الأصيلة، وتشكل إنتهاكاً سافراً لكافة القوانين والشرائع الدولية والإنسانية، بل أنها تمثل وصمة خزي وعار في جبين الأمة العربية والإسلامية، وجبين المجتمع الدولي، بكافة دوله وشعوبه وهيئاته ومنظماته المختلفة.
*مؤلف الموسوعة القرآنية الكبرى
Sultan.it3@gmail.com