من وعي وقيم ومشروع محاضرة السيد عبدالملك الحوثي أول يوم رمضان .. (1)
عبدالفتاح حيدرة
قدم السيد القائد عبدالملك الحوثي محاضرته الأولى للشعب اليمني كله بل لا ابالغ إن قلت انها للعالم كله ، متحدثا عن التقوى في رمضان، التقوى الذي هو خلاصة الصوم والصيام، وأداء هذه الفريضة العظيمة لمراجعة النفس، وكأنها مهمة لتجديد القيم الانسانية التي خلق الله سبحانه وتعالى الناس من أجلها..
إنها القيم الانسانية السماوية المليئة بوعي وقيم ومشروع التقوى والإحسان والجهاد ومواجهة العدوان ومواجهة الحروب التضليلية، تحدث السيد عبدالملك عن حالة الفراغ التي يعيشها الانسان، واصفا إياها بالجوع، وان هذا الفراغ لا يسده إلا الرجوع لله، كما تحدث ان من مهام رمضان هي الوعي بمهمة الانسان في الارض وهي مهمة الوعي بهدى الله والقرآن، وكيفية قيام أدوات الشيطان والباطل بالحروب الناعمة ضد هذا الوعي الذي يؤسس لقيام الحق..
تتلخص محاضرة السيد عبدالملك بكشف ما كانت تريده أدوات الشيطان والشر والباطل في تمييع وتضييع وعي المسلمين، في تمييع وتضييع فريضة (الصوم) التي أصبحت مؤخرا فريضة فاضحة لكثير من المسلمين، فرغم كل ما يُقال حول دورها في تهذيب النفس، وإمكانية خلق إنسان صبور على الصعاب، ولديه قدرة على الإحساس بغيره من المطحونين، إلا أننا في الغالب لا نجد شيئًا من هذا، بقدر ما نجد سلوكيات خارجة عن كل إنسانية، وصبر على مضض خوفًا من ضياع أجر الصوم لا أكثر، وكأنه عقوبة لا فريضة للسمو الروحي..
بالطبع لسنا في حاجة لعرض تفاصيل سلوكيات الغالبية العظمى من الصائمين أثناء شهر رمضان، فالعمل يتوقف لأننا صائمون طبعًا، ومصالح الناس تتعطل لأن موظفي الدولة صائمون، والعلاقة بين سائقي المواصلات العامة والركاب، وبين الركاب بعضهم البعض تتحول إلى حروب أهلية في الغالب بسبب الصوم أيضًا، وعلاقات الآباء بالأبناء تظهر كأسوأ ما يكون خلال ساعات الصوم والكثير من السلوكيات الغاضبة التي تمحي قيم ووعي ومشروع التقوى ..
أرادت أدوات الشيطان والحرب الناعمة على الشعوب الإسلامية ان تكون فريضة بالفعل كاشفة وفاضحة لحقيقة التكوين النفسي لغالبية المسلمين، فاضحة لضيق أفق الغالبية العظمى، مؤكدة على هشاشة علاقتهم بكل الوعي القيم والمشروع القرآني والسماوي، التي ندّعي أننا نؤمن بها، كأن الله أراد أن يكشفنا أمام أنفسنا بفرض هذه الفريضة..
إن وصف السيد عبدالملك للحرب الناعمة المواجهة لوعي وقيم ومشروع بالحرب الكبيرة والخطيرة في استهداف الأمة في هويتها وثقافتها وقيمها، انها حرب افساد وتضليل وتضييع، مقدما الخل لكسب الحرب هذه باكتساب التقوى التي تمسك لنا الهوية، لأن النفس البشرية تفتقر للعناية بنفسها بالتالي فإنها تحتاج إلى عناية مستمرة، وهذه العناية هي بالتمسك بوعي وقيم التقوى ..
متحدثا بأن شهر رمضان هو عبارة عن عملية توضيب للنفس البشرية، وان على الصائم اجتناب ما يخطف الأعمال في رمضان، ويتمسك بوعي وقيم ومشروع الذي من أجله كان شهر رمضان، متحدثا عن اعمال شهر رمضان التي تأتي ثمارها وقيمتها وثمنها، من خلال مواجهة الحرب التضليلة والتي لا يتحصن الانسان منها إلا بوعي القرآن، والعناية بجوانب الأعمال الصالحة بالواجبات والمسؤوليات، الحرص على الإحسان والانفاق، الجهاد في سبيل الله والتصدي لهذا العدوان الذي تبنته امريكا ومن ورائها إسرائيل وبنية صالحة وصادقة ، كما ان الدعاء للمجاهدين بالنصر والتثبيت والصمود هو من اعمال النصر والتأييد..