فلسطين من النكبة…إلى إتمام الصفقة
محمد صالح حاتم
قيام دولة إسرائيل الكبرى كان حلما بالنسبة لليهود والذي بدأت أولى خطواته بوعد بلفور المشؤوم عام 1917م ،والذي وعد بإعطاء ارض فلسطين لتكون بلدا قوميا لليهود،وتقوم عليها دولة إسرائيل،وتوالت خطوات إنشاء هذا الكيان و قيام دولة إسرائيل،كدولة يهودية على أرض فلسطين العربية،ففي تاريخ 29نوفمبر 1947م صدر قرار الأمم المتحدة رقم 181 والذي تبنى خطة تقسيم فلسطين بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى ثلاثة كيانات جديدة :
دولة فلسطين العربية وتبلغ مساحتها(11000كم2) ما يمثل .42.3 % من مساحة فلسطين ،ودولة لليهود وتبلغ مساحتها (15000كم 2)ما يمثل 57. 7% من مساحه فلسطين , والقدس وبيت لحم والأراضي المجاورة تحت وصاية دولية،وهذا يعتبر أول محاولة لحل القضية الفلسطينية ،ومن ثم كانت النكبة في 14مايو 1948م والذي تم فيه إعلان قيام دولة إسرائيل ،والتي تحل علينا الذكرى السبعون لها،وتوالت للأسف على امتنا العربية النكبات تلوا النكبات،والنكسة تتبعها نكسات وبدا العرب بعدها من ضعف إلى اضعف،وأصبحنا نفقد أراضي عربية لصالح الكيان الصهيوني،فاحتلت الضفة الغربية وقطاع غزة ،والجولان السورية وسيناء المصرية في عام 1976م،وذلك بسبب سكوتنا عن الأراضي الفلسطينية،وبعدها فقدنا جنوب لبنان.
سبعون عاما من يوم النكبة ونحن نندد وندين ونشجب ،لا نحرك ساكنا ،وعدونا يمشي وفق مخطط محدد ومرسوم، بهدف تحقيق هدفه وهو دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
فنحن العرب دائما نقول إن فلسطين وعاصمتها القدس الشريف هي قضيتنا الأولى،ولكن للأسف نحن من ضيعها،وكل يوم نقدم تنازلات لصالح العدو الصهيوني, تنازلنا عن فلسطين كاملة وبدأنا نطالب بأراضي 48،وبعدها تنازلنا عنها وبدأنا نطالب بأراضي 67،وهكذا تواليا نقدم تنازلات،حتى صارت قضيتنا غزة فقط،واليوم أصبحت قضيتنا هي عدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس،نسينا القضية الفلسطينية كاملة وحصرناها في عدم نقل السفارة ،والتي للأسف بسبب تفرقنا وارتهاننا لأمريكا وإسرائيل،فقد تمادى ترامب وأعلن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف باعتبارها عاصمة إسرائيل ،وهذا يندرج فيما اسمي بصفقة القرن والتي تعتبر تصفية نهائية للقضية الفلسطينية،وإعلان التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني والاعتراف بالدولة اليهودية على الأراضي العربية،فكل هذا الانجاز وهذا الحلم للصهاينة يتم انجازه في سبعين عاما ،والذي أنجزه هي القيادات العربية الخاضعة والخانعة لإسرائيل وأمريكا،ممثلة في مملكة بني سعود ودويلات الخليج وبقية الأنظمة العربية.
فما يشهده الوطن العربي من حروب وقتل ودمار،كلها تخدم إسرائيل،وهذه الحروب تشن بجيوش عربية وأموال عربية والضحية هم العرب والمستفيد هي إسرائيل.
فمنذ أن سكتنا عن فلسطين وتنازلنا عنها منذ نكبة 48 حلت علينا النكبات في العراق والصومال وليبيا والسودان وسوريا واليمن،ومصر والبحرين وتونس والمغرب، وغيرها فكل بلد عربي يوجد فيه مشكلة ،وكلها تخدم المشروع الصهيوني.
فالفلسطينيون اليوم مخيرون بين القبول بصفقة القرن ونسيان القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس وكذا نسيان حق العودة أو السكوت وعدم الشكوى ،وهذا ما ابلغه بن سلمان للقيادة الفلسطينية مؤخرا .
فمحمد بن سلمان اليوم يكمل تحقيق حلم إسرائيل بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل،وحقهم في إقامة دولتهم اليهودية على الأراضي اليهود والذي بدأه أجداده سابقا بالسكوت عن احتلال الأراضي العربية،بل ومساعدة إسرائيل على احتلال فلسطين .
ففلسطين كانت ومازالت وستظل قضيتنا الأولى ،ولن تتحرر فلسطين وعاصمتها القدس حتى يتم تحرير مكة والمدينة المنورة من حكم بني سعود ،وما أخذ بالقوة لن يعود إلا بالقوة .