لومي لنفسي.. ورقصة الجمال
عباس الديلمي
وأنا أتابع الخبر المتعلق بهلال رمضان – مساء الثلاثاء الخامس عشر من مايو الجاري – إذ بخبر عاجل جذبني إليه لتوقعي أنه يحمل خبر رؤية الهلال ولكنه أخاب ظني، فقد كان خبراً سياسياً له رائحة الأخبار التي تأتينا من دول ودويلات (التطبيع) في الخليج، انه برائحة بحرانية ومفاده أن مملكة البحرين تسحب الجنسية البحرانية من مئة وخمسة عشر بحرينياً.
منيت نفسي أن يكون هؤلاء الذين سحبت منهم جنسيتهم هم ممن يصفون أنفسهم بطلائع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي من رياضيين وتجار ورجال دين وساسة على رأسهم وزير خارجية البحرين، من صرح مؤخراً بقوله: ( إن من حق دولة إسرائيل أن تدافع عن نفسها)هكذا ظننت متناسياً أن بعض الظن إثم وخاصة عندما يتعلق الأمر بمن يمكن القول: إن من السذاجة وعدم الحزم أن يحسن الظن بهم..
هكذا وقعت في خطأ سرعان ما لمت نفسي عليه، فبعد أن بحثت عن من تم سحب جنسياتهم من البحرانيين، وجدتهم من المعارضة ومن لهم رؤى تختلف عن رؤى السلطة وملكها الذي لقب نفسه بالمعظم، ولهم مواقفهم مما آلت إليه أمور المجتمع البحريني وما يثبتونه ويدعون إليه من إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية .. إضافة إلى رفضهم للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وبيع القضية الفلسطينية أو القضية العربية المركزية الأولى مقابل وهم الحماية.. أو ضمان استمرار حكم العائلة المالكة وحاشيتها.
هنا أرى أنه لابد من قول كلمة موجزة مختصرة في الآتي:
بسحب الحكومة البحرانية الجنسية من مئة وخمسة عشر معارضاً ومختلفاً مع توجه النظام يصبح عدد البحرانيين الذين سحبت منهم الجنسية سبعمائة وعشرين بحرينياً حسب علمي وقد يكون العدد أكبر من ذلك.
السؤال ماذا يفعل ملك البحرين – الذي حول اسم الدولة إلى مملكة وخلع على نفسه لقب المعظم؟!! وهل هناك دولة في العالم تعاقب المعارض ومن يختلف مع توجهها بسحب جنسيته وتركه بدون هوية أو جنسية؟!!
نعرف أن غالبة سكان البحرين هم من الشيعة الذين لا يرضى عنهم ولا يثق بهم نظام الحكم الأسري الوهابي في البحرين وأنه يهدف إلى تغيير التركيبة السكانية منذ سنوات بالتجنيس للأجانب المرغوب فيهم وخاصة من غير العرب وسحب الجنسية من المعارضين الشيعة فقط.. هذا أمر معروف للجميع، ولكن هل منطق العصر يتوافق مع عقوبة سحب الجنسية؟ وهل ما يهرول نظام البحرين نحوه وهو التطبيع مع إسرائيل تحت شعارات تدعي فهم العصر وحضارته ومستجداته يتوافق مع عقوبة سحب الجنسية، وهي عقوبة لم يقدم عليها حتى ما كان يسمى بنظام جنوب أفريقيا العنصري؟!! فأين المنظمات الإنسانية ومن يزايدون بالإنسان وحقوقه وأولهم الولايات المتحدة الأمريكية الحامي الأول لنظام البحرين حسب تصريحات الرئيس الأمريكي الحالي؟
من اللافت للنظر والمضحك أن البحرين هي إحدى دول التحالف ضد اليمن والذي يمتلك دستوراً يحرم سحب الجنسية من أي يمني ولأي سبب من الأسباب بما فيها الخيانة العظمى، أليس من المضحك – وبطريقة المتنبي عندما زار مصر ورأى حاكمها كافور – أن تدخل البحرين دائرة التحالف ضد اليمن بحجة تحريره من أبنائه وأن تجعله ينعم بما ينعم به البحرين من ديمقراطية وشرعية وحقوق إنسان؟!!
أنه لأمر مضحك لا يساويه إلا دعوة السعودية لعقد اجتماع للجامعة العربية بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وليس عند إعلان الرئيس الأمريكي عن ذلك قبل أشهر وهو يرقص معهم (رقصة الجمال) أو العرضة.