د. محمد النظاري
كلما دخل شهر الصوم، تبادر إلى ذهن الكثيرين بأنه شهر الراحة والنوم والأكل والاسترخاء..وإن ممارسة أي نشاط رياضي أمر خاطئ، ويجلب المضرة للفرد، ولهذا نجد الكثيرين يعزفون عن ممارسة الرياضة في رمضان بداعي تلك المبررات غير الصحيحة.
صحيح بأنه عندما يقترن شهر الصوم بأشهر الصيف نشعر بالهبوط أو التعب، خاصة وأن شهر رمضان في اليمن جاء هذا العام متزامنًا مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة ، خاصة في المحافظات الساحلية، الى جانب زيادة عدد ساعات الصيام عن الـ 14ساعة .
من الطبيعي بأن الساعات الطويلة من الصيام تفقد جسم الصائم الكثير من السوائل والأملاح المعدنية اثناء فترة صومه، لذا تعد الأنشطة الرياضية عنصرا هاماً في الصيام لرفع قدرة الجسم ولياقته البدنية والصحية، كما أنها تساعد على الخمول والكسل…ولهذا كان لابد من مراعاة التوقيت الملائم لممارسة الرياضة، اضافة لنوع الرياضة المناسب.
رمضان شهر الرحمة والألفة ، والرحمة بالجسم لابد أن تكون موجودة، ولهذا ينبغي أيضا اجتناب ممارسة الرياضيات العنيفة ذات المجهود البدني العالي خاصة وهناك من يمارس الرياضات العنيفة مما تستهلك منه طاقة وجهد كبير، وبالتالي تؤثر عليه بالسلب.
التوقيت مهم جدا، فكثير يتأثرون بممارسة الرياضة لكونهم يغفلون عن الوقت الملائم، وقد اثبتت الأبحاث العلمية بأن ممارستها قبل موعد الإفطار مباشرة بساعة تقريبًا هو شيء جيد، وذلك لأنه يتم تعويض ما فقده الجسم من السوائل والأملاح المعدنية المفقودة بأسرع وقت ممكن، إما بعد الإفطار بساعتين على الأقل، على أن تكون الرياضات ذات نوعية خفيفة أو متوسطة الشدة والكثافة، ولا تتطلب جهدًا كبيرًا ولا مقاومة عالية، مثل رياضة الأيروبك ونط الحبل وبعض التمارين الخفيفة، والتي تعتبر أفضلها رياضة المشي.
كما تعمل ممارسة الرياضة قبل الإفطار بقليل على تخليص الجسم من السموم المتراكمة، وتنشط الدورة الدموية، وتشعرك بالراحة والاسترخاء، أما ممارسة الرياضة بعد الإفطار فتعمل على هضم الطعام بكفاءة وتعيد الطاقة إلى أعضاء الجسم كما أنها تحفز وتسرع من عمليات الحرق.
كما بينت الأبحاث العلمية بأن النشاط والحركة ينشطان جميع عمليات الاكسدة وجميع أنظمة إنتاج الطاقة في الجسم، بالإضافة إلى حرق الدهون، كما تعمل ممارسة الرياضة على زيادة كفاءة عمل الكبد وتنشط عملية التنظيم الغذائي، إضافة إلى زيادة كفاءة الجهاز العضلي وتخلص الجسم من الشحوم وتحافظ على وزن الجسم بعد الاكلات الرمضانية الغنية بالدهون والسكريات، كما تعمل على تقوية الجهاز المناعي فتزيد من قدرة الجسم علي مقاومة الكثير من الأمراض، اضافة إلى زيادة كفاءة الجهاز العضلي وتخلص الجسم من الشحوم وتحافظ على وزن الجسم بعد الأكلات الرمضانية الدسمة الغنية بالدهون والسكريات، كما تعمل الرياضة على تقوية عضلة القلب والرئة فتساعد على تحمل مشاق الصيام.
إقامة الأنشطة والمسابقات الرياضية التي تنظمها الأندية الرياضية في مختلف المدن، شيء جيد ، شريطة أن لا تخرج عن الروحانية الرمضانية ، كذلك إلا تتحول تلك المسابقات -خاصة التي تقام في النهار – الى ذريعة للإفطار من قبل بعض الممارسين، وحينها تكون الممارسة الرياضية معصية لله تعالى.
الرياضة كما قلنا شيء رائع وفيها فوائد للجسم، ولكن لا ينبغي أن لا تشغلنا عن أداء الفرائض والسنن وتلاوة القرآن وعمل الخير، فلسفة في رمضان كفاية في غيره، والحرية فيه كسبت سن فريقه فيما سواه…ولهذت فان ممارسة الرياضة قد تعوض ولكن رمضان لا يعوض..كل عام وأنتم بخير وتقبل الله صيام الجميع.