كل حروب المنطقة وجرائمها هدفها هو إعلان تهويد القدس بنقل السفارة الأمريكية بدون ضجيج أو ممانعة..
عبدالفتاح حيدرة
إن خطة تهويد القدس ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كانت تتطلب ومنذ البداية، كل هذه الحروب في المنطقة ابتداء من غزو العراق ومرورا بثورة الاخوان المسلمين في مصر، والحرب على سوريا وليبيا وانتهاء بالحرب على اليمن، وكل هذه الحروب وثورات الاخوان المسلمين كان تمويلها المالي والإرهابي والتسليح العسكري (سعودي – إماراتي – قطري – إخوان مسلمين) بمساندة وتنظيم وترتيب وتخطيط لوجستي ومعلوماتي (أمريكي – بريطاني – فرنسي – إسرائيلي) ..
كل هذه المآسي والجرائم والإرهاب والقتل والتشريد والتجويع والاهانات وكسر الشرف في المنطقة العربية كلها ناتجها وهدفها هو (تهويد القدس بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس) ، وبعد الصبر هذا والتضحيات والصمود والممانعة والحزن والقهر والبطولة، يعتقد ويأمل أعراب الخليج وتنظيم الاخوان المسلمين أنهم سينجون بفعلتهم هذه، وسوف يفرضون على الشعب الفلسطيني والعراقي والسوري واليمني والليبي سياسة الأمر الواقع الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية والفرنسية، والتي جربت وتجرعت شعوب المنطقة مرارتها ونجاستها وقذارتها وهوانها وذلتها وكسر شرفها وانتهاك سيادتها واحتلال أراضيها ونهب ثرواتها..
إن الدفاع عن القدس هو الصورة الأولى للدفاع عن الكرامة والشرف، الصورة الأولى لصراع الحق مع الباطل، والله هو الحق، والقرآن هو الحق، ووعي المسيرة القرآنية هو حق، وقيم الشعب اليمني المدافعة عن شرفه وكرامته هي الحق، ومشروع القائد اليمني لبناء الدولة اليمنية المواجهة للعدوان السعودي هو الحق، والدفاع عن سيادة واستقلال الوطن اليمني هو الحق، والحق لا يجتمع أبدا مع الباطل (الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني) ولا مع أصحاب وحلفاء الباطل (السعودي – الإماراتي – القطري – الاخواني)، في القبول والرضوخ لتهويد القدس ونقل السفارة الأمريكية للقدس..
إن ما ارتكبه هذا التحالف الشيطاني من جرائم بشعة وقتل وتدمير وإهانة وكسر شرف وغزو واحتلال بحق شعوب المنطقة، يتطلب الكثير من الثبات والواعي والقيم والمشروع، يتطلب الانتصار مهما كان الثمن، لأن الانتصار اليوم هو سنة من سنن الله في التغيير، فمن شاء أن يستوعب سنن الله في التغيير ويؤمن بها فهو مع الحق وبالحق وللحق منصور وناصر ومنتصر، ومن شاء أن يستخدم الحق ليقوم أو يقدم الباطل فسوف يسقط ذليلا ومذموما مدحورا..
ويبدأ الانتصار بأن تعلموا أنفسكم وأولادكم وأهلكم ومجتمعاتكم وشعوبكم وقادتكم، أن القدس هي عاصمة فلسطين وعاصمة العروبة والشرف والكرامة، ولا يمكن التنازل عنها مهما كان أو يكون، وأن الوعي بهدى الله هو أكبر سلاح يمتلكه المستضعفون وجنود الحق، وان قيم الكرامة والشرف والبطولة والتضحية هي اكبر ثقافة واكبر معرفة ، وان مشروع بناء الدولة القوية والمهابة هو الضمان للحرية والسيادة والاستقلال، وان يلعنوا أمريكا وإسرائيل واليهود ومن في لفهم وصفهم وحلفهم من الأعراب والفرنجة؟.