سقطرى.. بين الإرهاب والتدويل والحكم الذاتي
محمد صالح حاتم
تعتبر جزيرة سقطرى اليمنية من اكبر الجزر اليمنية والعربية، والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنوات ، ونظرا لموقعها الفريد وتنوعها الحيوي النادر والأهمية البيئة لهذه الجزيرة فقد جعل منها محل أطماع دولية قديما وحديثا ،فمن حيث موقعها تقع في المحيط الهندي على مفترق طرق من الممرات المائية والبحرية الإستراتيجية، وبالتالي يمكن لأي قاعدة عسكرية فيها مراقبة الحركة البحرية في المحيط الهندي والبحر الحمر ومضيق باب المندب .
وهذه الجزيرة هي يمنية حميرية وسكانها يمنيون من المهرة، ولكن ماتشهده هذه الجزيرة من احتلال عسكري إماراتي ظاهريا وراه أمريكا وإسرائيل ،فأمريكا لهاأطماع في السيطرة على هذه الجزيرة وإقامة قاعدة عسكرية أمريكية فيها،وقد حاولت عدة مرات ولكنها فشلت في السابق ،وفي ظل ماتشهده اليمن من عدوان من قبل تحالف القتل والإرهاب العالمي بقيادة أمريكا ومملكة بني سعود ودويلة عيال زايد،والهدف من هذا العدوان هو السيطرة على سواحل وجزر اليمن ونهب ثرواته.
هذا ما يحصل على ارض الواقع اليوم ،فما تقوم به دويلة الإمارات من أعمال وممارسات واحتلال في عدن والمخا وجزيرة ميون وجزيرة سقطرى يندرج ضمن أهداف تحالف العدوان،فدويلة عيال زايد تقوم باحتلال جزيرة سقطرى واقامة قاعدة عسكرية فيها،وكذا تسيير رحلات طيران بين مطاري سقطرى وأبو ظبي بصورة مستمرة ونقل مواطنين إماراتيين وتجار وأصحاب شركات عالمية والترويج لهذه الجزيرة عبر إعلامهم ،وتشغيل شركة اتصالات إماراتية وتدريب أفراد شرطة من أبناء الجزيرة في أبو ظبي، ليقوموا بحراسة المطار والميناء والمؤسسات الحكومية فيها ،ويعتبر المندوب الإماراتي فيها هو الآمر والناهي والمتحكم بكل شيء،وكأنها إمارة من إماراتهم،ولم تقتصر التدخلات الإماراتية عند هذا الحد بل تجاوزت إلى ماهو ابعد من ذلك،فقد قامت إمارة أبو ظبي بإنزال جنود مظليا والسيطرة على المطار وبعدها تم إنزال المدرعات والدبابات الإماراتية وانتشرت في الجزيرة في عملية احتلال مكتملة الأركان نحن نعلم أن دويلة الإمارات ليست بحجم، ولا تمتلك القدرة على احتلال جزيرة سقطرى أو غيرها دون تخطيط و إذن مسبق من قبل أسيادهم الأمريكان وبريطانيا،فمن لم يستطع ان يستعيد جزره المحتلة ولا يمتلك السيادة والقرار على أرضه، لا يمكن ان يحتل ارض غيره، فدويلة الإمارات لا تستطيع ان تحرك دبابة أو مدرعة واحدة في شوارع أبو ظبي بدون تصريح من قبل السفير الأمريكي في أبوظبي والذي يعتبر الحاكم الفعلي لهذه الدويلة، فما بالك بنقل مدرعات ودبابات وطائرات حربية على مسافة مئات الكيلومترات.
وما شهدته هذه الجزيرة من تحركات وما يتم تناقله من أخبار, والذي يعتبر حديث الساعة, يندرج ضمن أطماع أمريكا في السيطرة على هذه الجزيرة، فكثر الكلام والتحركات والتصريحات والتهديدات والتلويحات بتاريخ وأحقية من يملك هذه الجزيرة، ومن له الحق في حكمها ،قد نسمع أنها عمانية او تتبع الصومال ،وغيرها ، ومسؤولية من إدارتها وحمايتها والخوف من سيطرة “القاعدة” والجماعات الإرهابية عليها وجعلها نقطة انطلاق للقراصنة الإرهابيين، وتهديد الملاحة والتجارة الدولية, وعندها سوف يتدخل المجتمع الدولي وتخرج من دائرة النزاع والصراع بين حكومة الفنادق ودويلة الإمارات، ومملكة بني سعود إلى دائرة الصراع الدولي وعندها تكون جزيرة سقطرى قضية دولية يجب التدخل الدولي، خوفا من وقوعها بيد الإرهابيين.
ولا نستبعد ان نسمع في يوم ما أصواتاً تطالب أن تكون جزيرة سقطرى مستقلة وذات حكم ذاتي ،ويكون بقرار أممي وعندها تحقق أمريكا وإسرائيل ما تهدف إليه ، وهو خروج الجزيرة من السيادة اليمنية، وتواجد قوات أممية لحمايتها وإدارة شؤونها ونهب ثرواتها واقامة قواعد عسكرية على أراضيها وقيام شركات صهيونية باستغلال تنوعها الحيوي والبيئي بإقامة مشاريع سياحية وعلاجية والتنقيب عن الثروات المعدنية في باطنها،وهذا هو المخطط الذي يراد لهذه الجزيرة ،وغيرها من الجزر اليمنية .