خروج الثعابين من جحورها
*السفراء والمفاوضون الأمميون .. ورحلة الشتاء والصيف (2)
عبدالوهاب الضوراني
جاء في تقارير المراسلين والخبراء السياسيين وتحليلاتهم واستنتاجاتهم الكثيرة والمتنوعة التي تناقلتها بحذافيرها وأولاً بأول العديد من الفضائيات والأقمار الاصطناعية ومواقع التواصل الاجتماعي.. أن مقاطعة الرياض وحليفتها اللوجسية والمتربعة على عرش كسرى وامبراطورية سلمان وفي المنطقة وفي العالم أبو ظبي واستهانتهما واستهتارهما الفاضح والواضح والصريح بقرارات الشرعية الدولية الداعية والرامية إلى وقف اطلاق النار ونزع فتيل برميل البارود دونما قيد أو شرط في اليمن وانسحاب كافة الفصائل المسلحة وقوات المارنز الدولية والمتعددة الجنسيات من على كافة الأراضي اليمنية، وعرقلتهما المتكررة في في الماضي وحتى الآن لجهود ومساعي العديد من السفراء والمبعوثين الدوليين الذين تعاقبوا الواحد تلو الآخر على اليمن ولم يحالفهم الحظ والذين كانوا يعملون في باطن الأمر وبشكل أو بآخر لحساب أسيادهم وأولياء النعم أمراء ومشائخ الصحراء والرمال المتحركة في السعودية على وجه الخصوص ومنطقة الخليج عموما ويأخذون منهم الأوامر أولا بأول ولا يقدمون على أي خطوة صغيرة أو كبيرة إلا بموافقتهم ومشاورتهم والذي تم اكتشاف ما كانوا يحملونه معهم وفي جعبهم من الملفات الخطيرة ومن الأجندة والمشاريع التشطيرية والتخريبية في اليمن في الوقت المناسب.
كل هذا وما خفي كان أعظم ليس له سوى مبرر ومنحى واحد وهو القذف عرض الحائط بكل قرارات ومساعي وجهود الأمم المتحدة والمضي قدما أيضا في طريق العدوان والاجتياح واكتساح الأخضر واليابس فوق الأرض اليمنية شاء من شاء وأبى من أبى وليذهب العالم وقراراته وإداناته ونعيقه وبقبقاته بعد ذلك إلى الجحيم.
لقد أصبح واضحا بل ومن المسلم به أيضا أمام العالم والقاصي والداني بأن السعودية وحلفاءها من الأنظمة والكيانات الفاسدة والسيئة السمعة في منطقة الخليج وفي العالم وعلى رأسها أبوظبي قد خسروا بالإضافة إلى رهان الحرب العبثية في اليمن خسروا أيضا مصداقيتهم وكرامتهم التي أصبحت الآن في الوحل، وأن الانتصارات العسكرية والوهمية التي كانوا يتشدقون بها في الماضي كثيرا أمام الفضائيات وأبواق المراسلين الذين يعملون لحسابهم ويقبضون الثمن والذي كان يتباهى بها دائما الملك سلمان وولده وولي عرشه المعتوه والمختل عقليا محمد بن سلمان الذي يتلعثم عندما يتحدث إلى أحد ويبقبق ويتصبب عرقا ويزعم ويبقبق هنا وهناك بأن دول التحالف أحرزتها بقيادته في اليمن، ليست سوى شائعات وأكاذيب ولا أساس لها من الصحة لا من قريب ولا من بعيد مما جعلهما أمام العالم وأمام الذي يسوى والذي ما يسواش في أسوأ وضع لا يحسدان عليه، وأن التنازلات التي قدماها مؤخراً وعلى طبق من ذهب والتي جاءت على لسان حاكم الرياض القادم وغير المرغوب فيه شرعا داخل الأسرة الحاكمة الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة والتي خرج فيها عن الاتيكيت وعن المألوف كالمارد الذي يخرج فجأة من قمقم سليمان وقال لحاكم واشنطن ترامب الذي استقبله بعدم حفاوة في البيت الأبيض وبالحرف الواحد “شبيك لبيك عبدك بين يديك” والذي أعرب في أعقاب الزيارة التي تندرج تحت غطاء ما يسمى “السلاح مقابل الاعتراف باسرائيل” عن اعتراف المملكة الرسمي والكامل وغير المنقوص بالدولة العبرية واعتبارها كيانا مستقلا وشرعيا في المنطقة وفي العالم.
كما أنه أصبح من واجب الأمم المتحدة الآن والمتشدقين بحقوق الإنسان في العالم أيضاً الاسراع في تبني قرار إلزامي وعاجل ومستقل الصلاحية يقضي بوقف طاحونة الحرب الشعواء واللاإنسانية التي ابتلعت في جوفها الأخضر واليابس فوق الأرض اليمنية كخطوة إيجابية وصادقة على طريق إلغاء العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على اليمن والتي تتنافى مع أبسط قواعد ومبادئ حقوق الإنسان والتخفيف ورفع المعاناة التي ينوء بها كاهل المواطن اليمني والذي أصبح لا يجد لقمة العيش التي يسد بها رمقه الآن، وأنه آن الأوان الآن الذي يجب فيه على الشرعية الدولية وكل الشرفاء والخيرين في العالم القيام بكل ما يملكونه من القوة والنفوذ من أجل الضغط على السعودية وحلفائها الخوارج من الأعراب وليس من الأغراب للإجلاء والانسحاب دونما قيد أو شرط من كافة الأراضي اليمنية وعدم وضع العراقيل والمطبات أمام خط سير السفراء والبعثات الدولية والدبلوماسية الذين لم يحالفهم الحظ في الماضي للخروج باليمن وأبنائه من النفق المظلم والطريق المسدود إلى مرفأ السلامة وبر الأمان.