لماذا اعترف الامريكيون
أحمد الحسني
تصريحات الإدارة الأمريكية بمشاركتها العسكرية في العدوان على اليمن الذي يشنه التحالف بقيادة المملكة السعودية والإمارات منذ أكثر من ثلاث سنوات لم تكشف لنا شيئا جديدا وإنما أكدت فقط ما نقوله من أول يوم للعدوان وصرحت بما لمح به اختيار الجبير للعاصمة الأمريكية مكانا لإعلان بدء العمليات العسكرية ضد اليمن ووضحت بجلاء ما كان بإمكان أي عاقل أن يستنبطه من جملة مؤشرات سياسية وقرائن مادية لا حصر لها تؤكد المشاركة العسكرية الأمريكية في هذا العدوان والحرب اللا أخلاقية و اللا مبررة على اليمن.
والسؤال هو ما الذي يدفع الإدارة الامريكية للإعلان عن إسهامها المباشر في هذي القذارة التي لا يود عاقل أن يعلق به شيء من نتنها ؟ وتحرص الإدارات الضالعة في دعمها على تضليل شعوبها والتنصل عن أي إسهام في فظائعها؟.
ما الذي يغري إدارة ترامب بإعلان مشاركتها المباشرة في عدوان لا تجد وسائل الإعلام ما تتحدث به عنه غير جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والمحاكم في باريس ولندن وبرلين تنظر في الدعاوى المطالبة بمنع الحكومات من بيع السلاح إلى المملكة التي تقود تحالف العدوان ؟
لم يستجد نصر عسكري نقول أن الإدارة الأمريكية أرادت بإعلانها أن لا تفوت نصيب قواتها المسلحة من شرف انجازه وإنما كان هناك جريمة استهداف حفل زفاف في بني قيس و مشهد الطفل المتشبث بجثمان والده الذي دفنته طائرات العدوان تحت الانقاض مع العشرات غيره ثم جريمة اغتيال رئيس دولة بغارة على حي سكني في الحديدة .
لم يكشف الإعلان الأمريكي لنا شيئا نجهله وهو بالتأكيد لا يكشف للتحالف السعودي الإماراتي شيئا لا يعرفونه لنقول أن الإدارة الأمريكية أرادت بهذه المفاجأة التأثير سلبا على معنوياتنا وإيجابيا على التحالف خدمة منها لحلفائها النفطيين الذين هم في أمس الحاجة لاسم القوة العظمى بجوارهم في مستنقع الهزائم والفضائح الذي يتخبطون فيه وينفقون عليه ملياراتهم منذ سبع سنوات. المؤكد أكثر أن الإدارة الأمريكية لم تكن بهذا الإعلان تؤدي طقسا مسيحيا وجالسة على كرسي الاعتراف توبة من الذنب و ندما على الخطيئة ..
ربما يجد البعض أنها حالة من العته الترامبي و تصريحاته المثيرة للجدل لكن ترامب ليس معتوها وإنما يثبت بمئات المليارات التي يجنيها من الخليج أنه يعرف كيف تؤكل الكتف المغمسة بالنفط مباشرة ويعرف كيف يبرم صفقة ناجحة مع شيخ قرية شاب ذي طموح إمبراطوري وأمير سعودي مهووس بالجلوس على العرش في طابور طويل من المرشحين .
تصريحات الإدارة الأمريكية بمشاركتها العسكرية في العدوان على اليمن جاءت بعد تصريحاته برفع سقف الاستحقاقات الأمريكية في أموال الخليج من ترليون إلى سبعة ترليونات دولار وهو يعرف جيدا أن قيم العالم الحر صممت لابتزاز الآخرين وأن مجتمعه الرأسمالي لا يهتم كثيرا إذا كان جيش الولايات المتحدة مرتزقا أو شريكا في جرائم ضد الإنسانية والإدارة الناجحة هي التي تأتي بالترليونات ولو كانت غارقة في بالوعة.
بهذا فاز بوش الابن لدورة رئاسية ثانية وبهذا سيحظى ترامب بثقة الناخب الأمريكي مجددا..