وجهة نظر.. منتخبنا وآسيا ماذا قبل وماذا بعد؟

حسن الوريث

أسفرت قرعة نهائيات أمم آسيا لكرة القدم عن مجموعات شبه متوازنة على الأقل بالنسبة لكبار القارة فيما ستبقى المنتخبات الصغيرة ومنها منتخبنا الوطني على بصيص حظ إما للخروج بنقطة ونقطتين أو نتائج خفيفة بعيدا عن ما يتوقع لها من هزائم ثقيلة تؤكد الفارق الكبير بين منتخبات القارة في المستويين الأول والثاني من جهة والرابع من جهة أخرى.
منتخبنا الوطني وصل إلى النهائيات بعد ماراثون طويل من التصفيات بحسب النظام الجديد للبطولة بضرورة صعود 24 منتخبا لأول مرة في تاريخ البطولة الآسيوية وفي إطار التطوير الذي تبحث عنه آسيا لكرتها التي تعاني كثيرا أمام نظيراتها في القارات الأخرى وبالتالي فقد بدأ الاتحاد الآسيوي عملية شبه شاملة للارتقاء بمستوى كرة القدم في أكبر القارات مساحة وسكانا لكنها أضعف وأقل مستوى بكثير كما قلنا وحين نتحدث عن ضعف كرتنا الآسيوية فهذا يعني أن منتخباتها الضعيفة لا تجد لنفسها ولو حتى أدنى مكان على خارطة كرة القدم العالمية فهي في آخر التصنيف وفق جداول التصنيفات للاتحاد الدولي لكرة القدم وبالتأكيد فإن منتخبنا يتأرجح في المراكز الأخيرة حيث تسبقه دول ربما اقل منا في كل شيء وهذا الأمر يحتم على اتحادنا غير الموقر أن يعمل على تغيير أسلوب إدارته للكرة اليمنية ويحاول على الأقل في هذه المرحلة أن يرتقي بها إلى مستوى هذا الحدث الآسيوي حتى لا تتحول مشاركتنا إلى لعنة تطارد الجميع ويتبدل ذلك الشعور الكبير بالفرحة حين تأهل المنتخب إلى شعور بالندامة والخزي إذا لم يكن الإعداد بالمستوى المأمول والمطلوب.
اعتقد أن الفرصة مواتية جدا للاتحاد أن يعد المنتخب لهذه البطولة بشكل جيد من كافة النواحي حيث يفترض أن يبدأ الإعداد من البحث عن جهاز فني متمكن والأساس أن الاتحاد خلال الفترة الماضية قد وضع لنفسه قائمة مدربين أكفاء ليختار واحدا منهم لقيادة المنتخب وبعيدا عن العواطف والمزاجيات ورغبات بعض أعضاء الاتحاد كما هو المعمول به لأن ذلك من شأنه أن يعيدنا إلى مربع المدرب الاحتياطي والموظف لدى الاتحاد وبالتأكيد ان هذا المدرب لا يصلح لقيادة المنتخب في النهائيات وستكون الكارثة التي ستجعل منتخبنا أضحوكة لأن المشاركة في النهائيات ليست كما التصفيات ولا شك أن كل المنتخبات ستستعد جيدا ومنها العراق وإيران اللذان يسعيان للمنافسة على اللقب وربما تكون فيتنام قد استعدت جيدا وهذا يدعونا إلى مطالبة اتحادنا بوضع خطة إعداد مدروسة تبدأ كما قلت من تغيير الجهاز الفني وحتى الإداري الذي فاحت روائحه الكريهة ويفترض على الاتحاد الاتجاه إلى أشخاص آخرين لإدارة المنتخب.
النقطة الأهم بعد الجهاز الفني والإداري التي يجب الاهتمام بها تتمثل في اللاعبين وهم هنا مربط الفرس ففي اعتقادي أن المعسكرات الطويلة التي دأب عليها الاتحاد أثرت وتؤثر سلبا على أداء اللاعبين خاصة من النواحي النفسية وهذا ما لمسناه خلال التصفيات الماراثونية ولا بد من وضع برنامج إعدادي يراعي هذه الأمور والأوضاع وأيضا الاستفادة من اللاعبين المحترفين الذين لا شك أنهم سيمثلون إحدى نقاط القوة على اعتبار جهوزيتهم العالية على عكس اللاعبين الآخرين وبالتالي يفترض أن يكون هناك برنامج إعدادي يراعي كل هذه الجوانب إذا أردنا مشاركة ناجحة وأنا هنا اقصد بالناجحة الخروج بأقل الأضرار والخسائر ليس إلا.
مما لا شك فيه أن ذلك التكريم الذي حظي به المنتخب من قبل الجميع نقطة جيدة لكنه ليس كل شيء، فالتكريم هو البداية للاهتمام وتوفير كافة الإمكانيات من قبل الأجهزة المعنية لضمان مشاركة فاعلة وناجحة كما قلت ونريد أن ينعكس ذلك الحماس الكبير خلال استقبال المنتخب إلى خطوات عملية حقيقية لإعداد متميز وتحفيز اللاعبين على بذل أفضل ما لديهم وهذا المتوقع منهم إذا ما وجدوا الاهتمام الكافي والإمكانيات المطلوبة والدعم الجماهيري الذي هو موجود بلا شك فالشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه يقف مع المنتخب بكل شيء ولن يبخل بأي نوع من أنواع الدعم كما هي عادته وخاصة القطاع الخاص الذي تحمل تكاليف التكريم وسيواصل دعمه لكن الأهم أن يكون الاتحاد والجهات الرسمية عند مستوى المسؤولية ويقدموا برنامج إعداد متوازن يكون النصيب الأكبر فيه للاعبي المنتخب وجهازه الفني وأن لا يذهب نصف الدعم إلى المحوشين كما هي العادة ونريد أن تقطع هذه العادة على الأقل في هذه المرحلة ونعدكم أن قطع العادة لن يكون عداوة بل سيكون صداقة وتعزيزاً لالتفاف الناس حولكم وحول المنتخب.
بالتأكيد إن الدعوة للجمهور الرياضي مفتوحة لمساندة المنتخب في هذه المشاركة الهامة وعلى اعتبار أن الرياضة مازالت هي الأولى في توحيد الصف والدعوة للسلام، فالمنتخب يمثل اليمن من أقصاه إلى أقصاه ولا يمثل حزبا بعينه أو طرفا بذاته لكنه منتخبنا جميعا وهذا الذي يميز الرياضة عن أشياء كثيرة كما أن ذلك يحتم على اللاعبين بذل جهودهم لتحقيق نتائج مشرفة ومبادلة الشعب ذلك الشعور والحب الذي يكنه لكم جميعا والمفترض على المسؤولين أن يرتقوا إلى هذا المستوى لتكتمل الصورة الجميلة التي نريد رؤيتها في نهائيات آسيا، ما لم فإن البديل سيكون صورة مسيئة ومشاركة مخيبة للآمال وهذا ما لا نريده.

قد يعجبك ايضا