من هو العدو الثالث وأخطرهم
عباس الديلمي
من التصريحات المتداولة للمبعوث الأممي الجديد إلى اليمن أنه يعكف على وضع صيغة مصالحة – تستغرق شهرين كاملين حتى تأخذ بوجهات النظر لجميع القوى – وتقدم كمشروع لإنهاء الحرب في اليمن وحول هذا يدور حديث كثير مثل : هل تنجح السعودية في حصر الأمر على الأطراف اليمنية وتصويره على أنه مصالحة وطنية، وتنسل من عدوانها التحالفي على اليمن وما ارتكبته من جرائم ومن التعويضات المطلوبة منها جراء ذلك وأن تخضع اليمن لهيمنتها ونفوذها عبر الطرف الذي يمثلها المدين لها بالجميل وتكرر ما فعلته في أواخر ستينات القرن الماضي تحت مسمى “المصالحة الوطنية اليمنية”؟؟!
لا أرى ذلك بالأمر السهل على السعودية ولا أي طرف من الأطراف.. لعوامل كثيرة منها
– أن العدوان السعودي التحالفي هو عدوان خارجي بوضوح لا يقبل المغالطات وأن حكومة يمن الداخل – وليس حكومة الخارج والفنادق – قد أعلنت أكثر من مرة أن الحوار يكون مع السعودية كزعيمة لتحالف الحرب العدوانية وليس مع التابعين – المؤتمرين بإمرتها.
– بعد حسم الأمر مع رأس حربة العدوان الخارجي، يتم التفاهم مع عملائه ومن والاه من الأطراف اليمنية ولليمانيين تجربتهم في مجال المصالحة وحل الاختلافات والخلافات بينهم.
– بعد أن وصلت يد العدوان الإجرامي السعودي على اليمن إلى كل مدينة وقرية ومنزل، وإلى الطرقات والمزارع وآبار المياه والمستشفيات الخ الخ صار كل يمني من الشيخ والطفل، يعرف بل يؤمن، أن العدو الأول لليمن،هو من وصف بعد الثورة اليمنية “سبتمبر وأكتوبر” بالعدو التاريخي لليمن “المملكة السعودية” وأنها وراء كل ما لحق باليمن خلال أكثر من ثلاث سنوات مضت وما سبقها.
– يعرف الجميع – أيضاً – أن عدوهم الثاني هو من خان وطنه وأهله وشارك في جرائم العدوان التي لن تنسى كونها محفورة في الوجدان كما هي في وجدان ذلكم الطفل التهامي (سميح) الذي ظل متشبثاً بجثة والده القتيل بغارة سعودية حوالي ثلاث عشرة ساعة وهو يبكي ويرفض مفارقتها، وكما هي محفورة في وجدان أسرة الطفلة (أشواق) القتيلة بغارة عدوانية وهي في طريقها إلى المدرسة وهذا مجرد مثال للإشارة إلى عشرات الألوف من الجرائم المشابهة.
– نأتي إلى العدو الثالث لليمانيين واليمن وأجياله القادمة إنه باختصار من سيتهاون بكل هذا وبالدمار والقتل والتشريد والصبر على كل ما جرى من أجل الدفاع عن وطن وكرامة، ورفض للهيمنة واستلاب السيادة على القرار والمصير.
– أنه وفي سبيل رفض الوصاية والتبعية (والعمل في الحديقة الخلفية للمملكة) بذل الرجال أرواحهم ودفعت النساء أبناءهن إلى ساحات التصدي والمواجهة وتحمل الناس وصبروا على كل ما لحق بهم ومكتسباتهم وعلى كل مآسي اليتم والثكل والتشرد والجوع وكل مرارات سنوات عجاف، وهذا بعض ما يجعل أي تفريط بذلك والتساهل إزاءه بمثابة الخيانة العظمى لسيادة اليمن وكرامته ودماء وأوجاع وآلام أبنائه.
نعتقد أن هذا يكفي لنرى في من يفرط بذلك ويقفز عليه، عدواً ثالثاً لليمن وأجياله القادمة بل هو أخطر من أول الأعداء وثانيهم.
نحن لم نعتد على أحد نحن طلاب سلام وحسن جوار وندية في التعامل لا دعاة حرب ولا ممن يقبلون الحياة بمذلة ولهذا لا غرابة أن تعلو في ساحاتنا صرخة (هيهات منا الذلة).