الرئيس الصماد.. صاحب الإرادة المتفائلة رغم قسوة الواقع
¶ لسان حال الأسرة اليمنية: على الجميع ألاَّ يفرطوا في دماء الشهداء
«إن نال الشهادة فقد نال السعادة « سقط شهيدا مضحيا بدمائه الطاهرة في سبيل هذا الوطن لم يودع أحدا فأصحاب القضايا الكبرى لا يسمحون بوداعهم فهم أحياء يسكنون ويعيشون معنا ونأخذ من تجربتهم.
فهنيئا لروحه الشهادة ولسان حاله يقول لليمنيين من بعده بأن يثبتوا على الطريق الذي خرج من اجله وان يناضلوا لتحقيق النصر وان يعلنوا شجاعتهم وان لا يسترخصوا دمه ودماء الشهداء وان يصروا على تحقيق النصر.
لم يكن يخشى الطائرات أو صواريخها المدوية بل كان يخرج ليل نهار ويجوب الشوارع يتفقد الأسر اليمنية وما تخلفه الطائرات المعتدية من أضرار يعيش يوميا بين الناس ويقوم بواجباته بنفسه دون الركون إلى احد وبالرغم من قصر الفترة التي ترأسها في اليمن إلا أن الجميع يعرفه من سائر أبناء العاصمة صنعاء أو من المحافظات التي كان يتنقل فيها لأداء أعماله ..
«لا تيأسوا ولا تستسلموا وان حاربكم العالم كله «، لقد كان الرئيس صالح الصماد يردد هذه الكلمات وكان من الأعمال التي قام بها قبل وفاته افتتاح معرض الأعمال الإبداعية والفنية ليشجع الأسر اليمنية المنتجة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وتشجيعا للمبدعين والمبدعات وقد استمع حينها إلى آراء الكثير من الفتيات والأمهات اللاتي قدمن منتجاتهن في ذلك المعرض وقد أبدى رحمه الله إعجابه بما شاهده من اختراعات وإبداعات من قبل الشباب الذين صنعوا خيوط الأمل ونسجوا مستقبل الوطن في لوحة عبرت عن الصمود الأسطوري في مواجهة العدوان.
صاحب الموقف والكلمة
لقد كان الرئيس الصماد يتمتع بعلاقات اجتماعية قوية وواسعة جدًا ، تقوم على أساس المحبة والوفاء والاحترام والتقدير، مما جعله شخصية اجتماعية بارزة محبوبة من قبل الجميع ، حيث عمل بشكل دؤوب وسعى دائماً لتطوير مجتمعه من خلال مساهماته ومبادراته في المنطقة مما كان له بالغ الأثر في دعم وتطوير الأنشطة والمشاريع الاجتماعية.
عُرَفَ الرجلُ بجديته وعمله الدؤوب منذُ ما قبل بداية حركة الجهاد والشهادة التي أسسها الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي وكما عرف عنه أنه ذلك الرجل الاجتماعي وصاحب المواقف المشرفة والبطولية.
هدمت الطائرات الحربية بالغارات الجوية منزله ودمرت مزارعه .. سقط اثنان من أشقائه شهداء في الاشتباكات.. لاحقته قذائف الدبابات والمدافع إلى كل مترس وجرف بهدف قتله.. عارك الموت عشرات المرات.. واجه الرصاص بصرخته المدوية وشجاعته التي صارت مضربا للمثل.. إذ يتقاسم الرجل شيئين: العلم والبطولة والرؤية الثاقبة والسليمة، هو أكاديمي جامعي ومدرسٌ معروف في مدرسة الصحابي العظيم عبدالله ابن مسعود، وكان هذا الرجل إلى جانب تدريسه في المدرسة، يحرص على تعلم العلوم الدينية على أيدي العلماء في منطقته.
فتكاملت في هذا الإنسان المعرفةُ بعادات وأسلاف القبائل والخلفية الأكاديمية والدينية على حدٍ سواء.
يمتاز بصوت جميل وشجي وله في الشعر البلدي باع لا بأس به، ذلك الخطيب البارع في منابر الجمعة والنفسية العالية والإحسان الجم وكيف لا وهو أتى من بين مزارع الذرة وعناقيد العنب المتدلية بثمارها وأشجار الرمان التي صبغته بطيبها ونقائها وحلو مذاقها.
بعد كل هذا كان لا بد لكل هذه المواهب_الربانية والقدرات العظيمة في الرجل_من مجال تتفتح فيه وتنمو وتكبُرُ وتَعظُم.
فانطلق َ ثقافياً وموعياً وحاثاً للناس ومنفقاً لماله في سبيل الله ومضى بسيارته العتيقة يخدم سبيل الله والمجاهدين وإنْ سأله سائل إلى أين يا أبا الفضل، أجابه:إننا نخدم المؤمنين، حمل السلاح وخاض غمار الموت للحق حيث كان وتحقق وعد الله للمستضعفين وانتشرت مسيرة الله القرآنية وأصبح الناس يتوالون عليها جماعات وفرادى ويدخلون في دين الله أفواجا والرجلُ يخطب ويوعي ويوضح ملازم الهدي وتوجيهات القيادة الربانية الحكيمة، ويقول للناس: إننا كرماء ولذلك أكرمنا الله بقيادة هي أكرم الناس وأطهر البشر
تقديرا لكرامتنا ومكانتنا عندالله، مرحٌ ذا ثغر باسم وقلب طيب وسماحة ونباهة وحكمة وشجاعة ووعي لا يقبل الخديعة .
وأكدت الكثير من الأسر اليمنية على أهمية تعزيز التلاحم واستمرار الصمود والمضي على درب الشهيد الصماد في مواجهة العدوان وبذل أرواحهم رخيصة دفاعا عن سيادة الوطن ووحدته وأمنة واستقراره وان الرئيس الصماد الذي استشهد بغارات جوية غادرة وجبانه في الحديدة محل فخر واعتزاز بهذا المجاهد البطل حيث كان وطنيا غيورا على وطنه وأمته ينشد السلام ويدعو إلى نبذ ثقافة الكراهية والتفرقة حتى لقي الله شهيدا.
وأشارت إلى أن استهداف الشهيد الصماد لن يكسر إرادة وروح الشعب اليمني المسلم العزيز أو التأثير على التلاحم بين مكوناته السياسية وان الشهيد الصماد كان أنموذجا للوفاء والإخلاص في مرحلة من أصعب المراحل التي مر بها شعبنا اليمني وقد جسد خلال قيادة البلاد القدوة الحسنة لكل المسؤولين في كل مواقع المسؤولية في الدولة في العمل والتحرك الجاد لخدمة الشعب .