كفى ثرثرة وتشويشاً .. فالواقع لايحتمل الغباء
محمد أحمد المؤيد
تمر الأيام والسنون والمنهج الرباني الذي جاءت به المسيرة القرآنية يمضي بثبات ورسوخ ليس له نظير في كل ما قدمته الكثير من الأحزاب والتنظيمات الاجتماعية والسياسية والدينية طيلة قرون مضت , ليس في بلدنا اليمن وحسب , وإنما في الدول العربية والإسلامية جمعاء , والدليل ذلك الانحطاط والانبطاح التاريخي منذ قرون وحتى اليوم , وبكونها جميعها لا تحرك ضد أعداء الله أي ساكن ولا تسكن متحركاً, بل هي مستمرة في الإذعان المفرط فيه لأولياء الكفر “ونعوذ بالله” , فالدول تهان وتحتل وتنهب ثرواتها وتنتهك حرماتها وسيادتها وتتهم في دينها ونهجها ويسب رسولها ونبيها بأفلام يروجها سقط من أمة الكفر والشرك , بل والبطالة والفقر والعوزة ينال من أغلب فئات الأمة العربية والإسلامية رغم ثروتها وغنى شعوبها وأراضيها , ولذا فلا عجب أن رأينا مسيرة القرآن بقيادة السيد/ عبدالملك الحوثي تحاصر وتشوه وتحارب بشتى الوسائل الحربية والسياسية والإعلامية والترويجية والاجتماعية , ومن زوايا لم نر مثيلها وخطورتها قط , فهي حرب من زوايا ومواقع وأفكار ودخائل لايمكن أن تكون ممن يدعي كمال إيمانه وانتمائه لدين الله الإسلام كما هي عليه اليوم السعودية والإمارات وغيرها من دول الإسلام وهي تحارب أبنائه , ولذا هل كل هذه المؤامرات (على المسيرة) والمراوغات والتلاعبات والتفنن في سياسة الإقصاء والتحقير للآخر بدعوى إيران والروافض “ونستغفر الله” , هل لأنها خنعت وذلت أمتها مثل سابقاتها أم جاءت مناهضة ومواجهة لكل من يتغرض من دين الله وتعمد تشويهه عبر خنوع وذل وتبعية مقيتة لا يرضى بمثله حال من أي فرد يقول ” لا إله إلا الله محمد رسول الله ” .
ولذا فالمسيرة القرآنية جاءت وبحق حاملة معها مشروع أمة مسلمة لاتعرف الذل والهوان والتبعية العمياء والتقليد الغربي والشرقي , بما جعلها كل يوم وهي تسير بخطى ثابتة أكبر من ذي قبل على العكس تماما من سابقاتها , التي جاءت كي تجعل من دين الله كشماعة بها تنال من مقدرات وخيرات الشعوب , عبر الصدو على المناصب والكراسي الحكومية التي تخول لهم اللعب بمصالح ومقدرات الناس وباسم الدين والشريعة الإسلامية السمحة , غير أن مسيرة القرآن التي قادها لنا الشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي هي اليوم وبكل فخر صارت ظاهرة وجلية بحيث أنها هدي من هدي الله وكتابه الذي لايشكك فيه المرجفون ولا يغالط فيه المغرضون , فأحيت فينا روح الجهاد والإستشهاد الذي لطالما أمعن أعداء الله من أجل تهميش هذا الجانب في مسائل الدين , ومن هنا فالمسيرة نهج من نور الله وكلامه القرآن , كونها لاتدعي بالدين كي تنال من أبنائه ومقدرات بلدانهم , ولذا فهي تسير خالصة بها لوجه الله وإقامة شرائعه الربانية وفق كتاب الله القرآن الذي نطق به سيد الأنام محمد عليه وآله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى السلام , ومن يقول بغير هذا الكلام فقد أغواه الشيطان ونسأل الله له الهداية.
أقول هذا الكلام وذلك لما رأيته من غباءٍ فاحش في أوساط أناس يوجهون الناس ويرعبونهم ويخوفونهم بأن هناك جماعة كذا وتتغرض بكذا وستؤدي إلى كذا , وكلها قد يتم القضاء عليها بواسطة العيون الساهرة من رجال الله في الأمن القومي والسياسي ورجال السيد , ولاحاجة لنا لإقلاق السكينة العامة وإرباك الصفوف بما يساعد العدو في بث الشائعات المغرضة التي لو فعلاً تؤثر أو ستؤثر فهناك قوى وطنية خفية تعمل على فك شفراتها وفضحها على الملأ بعد القضاء عليها , وكذا سياسة العويل والنواح والتباكي التي لاتنم إلا عن قصور في الرؤية وسببها عدم الثقة بما يقوم به ذلك المتباكي , ولأن المسيرة كما شرحت لكم في مقدمة المقال ليست بحاجة إلى الشكاء والبكاء والعويل لأنها مسيرة قرآنية تسير بثبات وشموخ وعزة منذ ست عشرة سنة من جبال مران , وكان حينها تسعون في المئة من الناس آنذاك تغفل عن هكذا مشروع لمسيرة قرآنية , ومع الوقت وهداية الله و الحمد لله ظهر الحق وظهر أمر الله ولو كره الكافرون , رغم ما روج لها من صور مسيئة ومغرضة قد لاتقل شأنا عن ما نحن فيه اليوم مثلما ذكرت لكم آنفا , لأننا لو ظلينا نتوجس وننظر إلى عقول بشرية غير واعية لنهج المسيرة , فلا شك سنظل نقبع داخل المكان لا نبارحهه أي بلا تقدم يذكر , ولذا فعلى الجميع التحلي بمنطق “بشروا ولا تنفروا ” والخير وصال بفضل من يملك الفضل”الله سبحانه” , لأننا قد نعاني اليوم , ولكن ليس أعظم مما عانته أمة الإسلام لقرون مضت وهي ممتهنة ورخيصة ومبتذلة رغم دينها العظيم الذي جاء به سيد الأنبياء والمرسلين محمد عليه وآله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم , ولذا على الجميع التمسك بحبل الله المتين والتحلي بالصبر والدعاء والإستعداد للتضحية من أجل دين الله الذي سيعلو شأنه إن شاء الله في ظل مسيرة القرآن التي توالي أولياء الله وتعادي أولياء الشيطان ونعوذ بالله من الشيطان..هذا رأيي والله أعلم .. ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
..ولله عاقبة الأمور..