جزيرة سقطرى.. ممارسات إحتلالية إماراتية .. ومجلس أمن دولي شريك ومشرعن
صلاح القرشي
التصرفات الإماراتية الاحتلالية بجزيرة سقطرى اليمنية فاقت كل توقع لأنها معلنة وتعتبر تحدياً صارخاً لقواعد القانون الدولي وسيادة الدول ولا تعمل أي اعتبار أو تراعي أي ردود قد تأتي من قبل الأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي تجاه هذه التصرفات ،
وآخر هذه الممارسات الاحتلالية قيام قواتها بالسيطرة على مطار وميناء سقطرى وطرد حراسات قوات اللواء الأول بحري التابع لجيش ماتسمى برد حكومي الشرعية،، والذي زار ثكناته في الجزيرة رئيس الحكومة الشرعية بن دغر قبل يوم من احتلال القوات الإماراتية للميناء والمطار،
ألا يتطلب ما جرى إدانة من المبعوث الاممي ومجلس الأمن الدولي ووقف هذه التصرفات كونها تعتبر مخالفة لمهامها ولقرار المجلس 2216 ؟ ماذا تسمون ذلك وماذا يعني ما جرى ؟.
وهذا يعني أن مجلس الأمن الدولي شريك حقيقي في تعريض أراضي اليمن للاحتلال وشريك في ضرب سيادة ووحدة الدولة اليمنية ، وشرعنة تدمير اليمن واستباحة جزره ومضائقه وسواحله ومدنه من قبل دول التحالف، ومشارك في تنفيذ المشروع الإجرامي لهذه الدول الطامعة في اليمن.
وخاصة أن جزيرة سقطرى لم يحدث فيها أي قتال ، ولا توجد أي قوات فيها للانقلابين الحوثيين كما يسمونهم ، وان قوات حكومة الشرعية هي التي تنتشر في الجزيرة ، هذه الشرعية التي من اجل مساعدتها في بسط سيادتها وسلطتها على الدولة اليمنية تدخلت دولة الإمارات وبقية دول التحالف ، وبموجب دعم وشرعنة هذا التدخل من قبل مجلس الأمن حدث ما حدث في سقطرى ولم نسمع أي ردة فعل من قبل مجلس الأمن الدولي أو مبعوثها الاممي لليمن، وحتى لم يستحوا أو يقلقوا، كيف سيبررون للرأي العام المحلي والدولي هذه التصرفات المخالفة للقانون الدولي؟
لكننا نعرف جيدا نوايا هذه الدول وأننا نتوقع كيف سيكون رد هذا المبعوث البريطاني ومندوبي الدول الاستعمارية في مجلس الأمن الدولي إذا ما وجه إليهم أي صحفي السؤال عن سبب سكوتهم وصمتهم تجاه ما يجري من تصرفات إماراتية إحتلالية في ج. سقطرى في أي مؤتمر صحفي لهم ؟
من المؤكد أنهم سيقولون وبكل خبث أنهم لم يستلموا أي شكوى ضد الإمارات أو السعودية من قبل الرئيس هادي وحكومته الشرعية الذين يعترفون بهما بما جرى ويجري في جزيرة سقطرى وبقية الجزر اليمنية أو في أي ارض يمنية أخرى ، ومن هذه الردود الدبلوماسية التي لا تغير من الواقع شيئاً سيكون هذا ردهم بالرغم من علمهم علم اليقين أن الرئيس هادي موجود أو محتجز في العاصمة السعودية وانه لا يملك قراره المستقل ، وان السعودية هي من تملك قراره وتملي عليه كل ما يقول أو يقرر ، ولا يستطيع أن يقف في مواجهة السعودية أو يخرج عن إرادتها والإمارات إذا لم ترد السعودية ذلك.، كونه محتجزاً في الرياض.
أمريكا وبريطانيا وفرنسا وبقية دول مجلس الأمن الدولي تعلم من دوائرها الاستخباراتية وبقية دول مجلس الأمن الدولي، تعلم كيف أصبح الوضع الحقيقي للرئيس هادي ، ومدى انعدام خياراته في مواجهة ذلك ، وعدم استطاعته أو مقدرته رفع شكوى بكل التصرفات الاحتلالية الإماراتية أو أي انحرافات سعودية عن مهامهم في اليمن ، يعلمون هذا جيدا لكنهم مستمرون في الصمت وعدم إبداء أي ردة فعل تجاه هذه التصرفات الاحتلالية ، لانهم انفسهم هم أصحاب مشروع تدمير اليمن وفكفكته وإضعافه واحتلال مناطقه الاستراتيجية ونهب ثرواته ووضعه تحت وصايتهم ، وما السعودية والإمارات إلا سماسرة وأدوات تنفذ ما رسموا وخططوا ، وهما تعملان لصالح هذه الدول الاستعمارية وتستلمان الأوامر منها.
وكلنا تابعنا كيف أن هذه الدول بقيادة أمريكا لم تعر أي اهتمام آخر تقرير للجنة الخبراء الخاصة باليمن التي كشفت في تقريرها عن انحراف دول التحالف عن مهامها الموكلة لها بمساعدة الشرعية خلال الثلاث السنوات السابقة وانها تعمدت تدمير البنى التحتية للدولة اليمنية وتدمير اقتصادها ، فلم تجر محاسبتها أو وقف ما تقوم به من ( انحراف) ضد الشعب اليمني ودولته وكل ذلك لكي يسهل تحقيق اطماعها وفرض مشروعها الاحتلالي ضد الشعب اليمني ودولته ، وفرض التسوية التي تريدها بما يبقيها متسلطة على مصير شعبنا ، وجعله في حالة من المشاكل والحروب المستمرة والفقر الدائم ، وبعد أن كونت ودعمت بصورة مباشرة أو غير مباشرة قوى مسلحة في مختلف المحافظات اليمنية متناقضة ومتخاصمة ، وبالتالي يصعب وصول الشعب اليمني إلى مرحلة السلام والتوحد وبناء دولة قوية موحدة ومستقلة في قرارها وإرادتها.