ابتسام المتوكل
يمنُ الصمودِ، ورمزُهُ الصمّادُ
منْ طِينِهِ تتخلّقُ الأمجادُ
ويعودُ للفعلِ النَّبيلِ حضُورُهُ
وإلى الرئيسِ شهادةٌ تنقادُ
يمنٌ على خلقِ الأباة مُعوَّدُ
فدعوا اليمانيّينَ كيف اعتادوا
وأروا الغُزاة حتوفَهم، وتيقَّنوا
في أرضِنا لنْ ينعمَ الأوغادُ
قتلوكَ؛ كي تفنى البلادُ، وما دروا
ستهبُّ من حُزنِ البلادِ بلادُ
تمضي لثأرِكَ قائدا، ومعلما
ممنْ تقودُ قرارَهُ الأحقادُ
قتلوكَ يا نبلَ البلادِ وما وعوا
أنَّ البلادَ جميعَها صمّادُ
وبأنَّ روحَكَ قدْ سرتْ في نبضِنا
تبني البلادَ فيورقَ الميعادُ
تحمي البلادَ بكلّ عزمٍ، حيثُما
حطّتْ رحالُكَ، تسقطِ الأصفادُ
يا صالحا، يا ابنَ الصمودِ وقلبَهُ
إنّا على دربِ الفدا نزدادُ
إنّا، ومن دمِكَ المضيءِ دماؤنا
نُردي الغزاةَ، فتهدأ الأكبادُ
ونراكَ في دمِكَ النّقيّ محبةً
ونراكَ سيفا ما لهُ إغمادُ
منْ لمْ يرَ الحمديَّ، أو آياتِهِ
فعليهِ أنْ يلقاكَ يا صمَّادُ
وعليهِ أنْ يلقى البلادَ مُعاهدًا
إمّا بنصرتِها، أو استشهادُ
أو لا، فلا أصلٌ لهُ في تُربةٍ
كمْ قد سقاها بالدّمِ الأجدادُ
ولكمْ تغنَّوا في النقوشِ بِحُبَها
حتّى تماهتْ تربةٌ وفؤادُ
مازال -يا صمّادُ- نهجُكَ مُورقًا
وغدًا ستأتينا بكَ الأعيادُ
وغدًا سيبتهجُ اليقينُ بنصرِنا
وغدًا سينشدُ صوتك الأولادُ
وغدًا ستشهدُ منْ عُلاكَ وفاءنا
وغدًا سيقرأ درسكَ الأحفادُ
درس التواضعِ والتسامحِ والفدا
كمْ مِنْ دروسٍ ما لهُنَّ نَفَادُ
وغدًا ستعلنُ أرضُنا يا سيّدي:
أنَّ الحفاةَ على البريَّةِ سادوا
أنَّ الحقيقة لا تغيبُ شموسُها
مهما تمادى النّفطُ والجلاّدُ.