عبدالجليل الرفاعي
في رثاء الشهيد الرئيس القائد/صالح علي الصماد الذي اغتالته غارات العدوان في الحديدة ظهر الخميس 19 أبريل2018م الموافق 2 شعبان 1439ه, ودُفن صباح السبت 28 أبريل 2018 الموافق 11 شعبان1439.
كالأشترِ النّخعيِّ والمقدادِ
جادَ الزّمانُ بصالحِ الصّمّادِ
لِيكونَ رائدَ نهضةٍ يمنيةٍ
تجتثّ كلَّ ضلالةٍ وفسَادِ
نفثت على كلِّ البِلاد سُمُومَها
وتفنَّنت بزراعةِ الأحقَادِ
جثمت على صدرِ السعيدة حقبةً
ذاقت بها الويلات في الأصفادِ
حتَّى أتاها مِن سُلالةِ أحمدٍ
علمٌ يسيرُ بسيرةِ الأجدادِ
وبنهجِ آل البيت قادَ مسيرةً
كَمسيرةِ الكرَّار والسَّجَّادِ
وبثورةِ السِّبطِ الحسين تأثَّرَتْ
فقضت على حكامنا الأوغادِ
وأعادت اليمنَ السَّعيدَ لِدوره
في عهد يحيى بن الحسين الهادي
هتفت أبا جبريل سِر نحوَ العُلى
وانهضْ بِنَا يا صانعَ الأمجَادِ
بمسيرة القرآن ينهضُ شعبُنا
لِيُبيدَ كُلَّ دواعش البغدادي
ما للخنوعِ مكانة فِي نهجنا
إنَّا نهَجنا نهجَ آلِ الهادي
بقيادةِ العَلَمِ ابن بدرالدِّين مَن
قادَ البِلاد بحكمةٍ وسَدادِ
متمثِّلاً نهجَ النَّبيِّ وآلِه
فِي النُّصحِ والتوجيهِ والإرشادِ
يدعُو إلى عهد الوصيِّ وعدله
لا للطغاةِ وسطوةِ الجَلاّدِ
لا للخضوعِ لكلِّ طاغٍ فاسدٍ
لَسنَا ك(نجدٍ) أو كشعبِ (تشادِ)
نحنُ اليمانيينَ سَلْ إنجلتَرا
عنْ بأسِنا في الحربِ, سلْ عنْ (عادِ)
نأبى الحياةَ ذليلة فنفوسُنا
تأبى حياتَكَ مُطلقاً يا(هادي)
فلأنت أحقرُ مِن نِعال زعيمنا
بلْ مِن نِعالِ رجالِه الآسَادِ
إنَّا مَضينَا خلفَ قائدِ ثورةٍ
ما انفكَّ لِلعدوانِ بِالمِرصَادِ
هيهاتَ مِنَّا الذلُّ يا ذيلَ العِدى
لّسنا كَبعضِ التُركِ والأكرادِ
نخشى مِن اسرائيلَ أو حلفائها
إنَّا على مِنهاجِ (نجلِ الهادي)
نمضي إلى العَلياءِ فِي دربِ الهُدى
فتضلُّ عنَّا أعينُ الحُسَّادِ
هذا ابنُ بدرِ الدِّين قادَ بلادَنا
بِجَدارةٍ إنَّا على استعدادِ
أنْ نبذلَ الأرواحَ دونَ مسيرَةٍ
تأبى الخنوعَ لِطُغمَةٍ أوغَادِ
هذا شعارُ ابنِ الرَّسُولِ بِدولةٍ
تَخِذَتْ مِن القُرآن خيرَ عَتَادِ
وتسلَّحَت بِسِلاحِ آلِ محمَّدٍ
في حربِها لتحالُفِ الأحقادِ
ما هزَّهَا عدوانُ أمريكا ولا
هابت جيوشَ الشِّركِ والإلحَادِ
وهي الّتِي اتّخذت حفيدَ نبيِّها
عَلَمَاً يُضيءُ بعزمِه الوقَّّادِ
ورئيسُها الصَّمَّادُ قادَ بحنكةٍ
شَعباً يتُوقُ لِأعظمِ القُوَّادِ
مَا أنجبت أمٌّ رئيساً مِثلما
أمّ الشَّهيدِ القائدِ الصَّمَّادِ
يبني البِلادَ بهمَّةٍ وعزيمةٍ
ويعيشُ فيها عِيشَةَ الزّهّادِ
ويذودُ عن شَرقِ البِلادِ وغربِها
يحمي الذِّمَار مِنَ اللَّدودِ العَادِي
ويشيدُ سُوراً لِلكرامةِ مُحكماً
فيهِ الوفا لِدماءِ كُلِّ جَوَادِ
مَن أسَّسُوا لِلعِزِّ صرحَاً شامِخاً
بدمائِهم مُتكامِلَ الأبعَادِ
ولقد أتى الصَّمَّادُ يَستبقُ الخُطَى
لِيبُثَّ فينا نخوةَ الأجدادِ
مُتصدّياً للطامعينَ بقُوَّةٍ
كانت مَعَ الأعدا على ميعادِ
بشجاعةِ الكَرَّارِ قامَ بِدورهِ
ما ارتاعَ مِن فرعونَ ذي الأوتَادِ
لم يخشَ أمريكا ولا أدواتها
بل ظلَّ صَوتاً للجهادِ يُنادي
له في الوصيِّ الفذِّ أعظمُ أُسوةٍ
فِي الحشدِ للجبهاتِ والإعِدادِ
لمْ يخشَ إسرائيلَ أو أذنابَها
فلقدْ تأسّى بالنبيّ الهادي
وقد اقتدى بأبي تراب وصحبِه
كأبي الطُّفيل وقيس والمقدادِ
ما خافَ مِن قَصفِ التَّحالُف لحظة
حتَّى مضى فِي دربِ الاستشهادِ
بطلاً عظيماً بل شهيداً شامخاً
أكرمْ به مِن رائحٍ أو غادي
لم يمتلك قصراً ولم يترك كما
ترك الملوكُ المالَ للأولادِ
بل عاشَ كالفقراءِ عيشة زاهدٍ
مَن فِي المُلوكِ كصالحِ الصَّمَّادِ؟!
هو لم يكن مَلِكاً ليسرقَ شعبه
بل كان مثل بقيَّةِ الأفرادِ
هو طفرةُ التأريخ في يمن الإبا
هو رائدٌ مِن أنبلِ الرُّوّادِ
تالله لن ننساكَ يا أسَد الشّرى
لقد استويتَ بعرشِ كُلِّ فؤادِ
لك فِي القلوبِ محبّة ومكانةً
أنتَ الرئيسُ لها مَدَى الآبادِ
إن كان للحمديّ حبٌّ خالدٌ
فلأنت أصلُ الحُبِّ فِي الأكبَادِ
إن أضرمت نارُ الجَوى بصدورنا
وَبَكَتْ عليك حواضرٌ وبوادي
وبِعَبرةٍ حمراءَ جادت مُقلةً
مِن شاعرٍ ما انصاعَ للنقّادِ
قسماً بأن لا ينثني مِنّا امرؤٌ
عن نهجِ أفصحِ ناطقٍ بالضَّادِ
نبني ونحمي الأرضَ مِن أعدائِها
بِخُطى الشَّهيدِ القائدِ الصَّمَّادِ