لا ينتهي الحق ولا ينكسر
همـــام إبراهيم
لا تقولوا لي اني انتهيت !!
والله ما انتهى إلا من مات ضميره وانحرفت قيمه وقتل مبادئه وفقد إنسانيته وأخلاقه ومروءته وغيرته ونخوته
من انتهى هو الذي قتل الطفل والمرأة ظلما وبغيا وعدوانا
وأهدر الدماء واستباح المحرمات وانتهك واستعمر مدناً بأسرها..
من انتهى هو ذلك الذي اختار موقف الحياد والجمود وعدم الاكتراث وهو يسمع ويرى استغاثات تلك النساء ودموعهن المثقلة بالجراح والقهر الممزوج بنكهة الخذلان والأسى والحرمان وأولئك الأطفال الذي تتوسد بقية أشلائهم تراباً وقع في حيرة مما يتوسده.!!
من انتهى هو ذاك الذي يحرص على صلاته في المسجد وهو يقرأ قول الله “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون” ، ولم يخجل ويعي هذا التذكير القرآني وأخذ يغطي عينيه ويكمم أذنيه عن سماع تلك الاستغاثات والاستنجاد وقصف تلك المنازل بساكنيها طيلة ثلاثة أعوام ..
من انتهى هو من يظل يظلم عقله الذي كرمه الله به على سائر المخلوقات ويظل يطعن في تلك الدماء التي نثرت له طريق العزة والكرامة ولم تتوان أرواح في سبيل نصرة أصوات تجعل الإنسان .. الإنسان يحترق في داخله وعيناه تفيضان من الدمع، من العجز إن لم يمتلك القدرة على الرد “لبيك” يا نساء بلدي، يا أطفال امتي، يا أبناء ديني، يا كتاب ربي، ها قد اجبت وشلت هذه الايادي الشلاء والارجل الهلكى فقد خذلتني عن نصرتكم يا امتي ويا دموع امي وانين أطفالي ..!!
من انتهى هو من تقلد العار في صمته والسقوط في وحل الانحطاط وتفاهة الشخصية وانهيار الانتماء وطمس هويته وقبل الارتزاق ليكون بصقة من كل دم مظلوم سفك ترتطم في وجهه، تفضحه وتزيد من دناءته وخبث في نفسيته ..!!
من انتهى هو كل من تخاذل يوم نادى المنادي انفروا في سبيل الله خفافا وثقالا ولم يجب داعي الله في يوم العسرة والرجولة وصدق التوكل والايمان بالله والاستعداد للبذل وتثبيت المواقف الشامخة الصادقة ، فخان وتراجع ونكس رأسه جمودا فزاده الله تثبيطا لينتهي حقيقة يوم ينادي المنادي، ألا لعنة الله على الظالمين ..
لن تنتهي انت أيها الدم
يا من تحملنا إلى المجد ، وتحمل جرائمهم إلى العار تلو العار ، ولن تخذليني ايتها الرصاصة فكم زينتي جبهات الوطن يا أسطورة الشموخ، اكتبي إن رجال بلدي صاروا جبالاً ..
لن أنتهي، فمشاعري انتفضت وأبت ان تقبل كل هذا الاجرام والظلم والطغيان وانما ازددت غذاء بالله إيمانا وثقة وتوكلا به اطمأنت نفسي وارتقت به روحي لتلقى الله عزيزة شامخة في اليوم الموعود “لتجزى كل نفس ما قدمت ولا يظلم ربك أحدا ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز”
فما ظنكم بوعد الله لكم أيها اليمانيون المؤمنون..؟