بالمختصر المفيد.. يوم الوفاء لرمز الوفاء
عبدالفتاح علي البنوس
من مختلف أرجاء الوطن الغالي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، من المدن والقرى، من الأرياف والعزل ، من الأودية والصحاري، من الجبال والسهول تيمموا وجهة واحدة وهي العاصمة صنعاء وبالتحديد ميدان السبعين ميدان الصمود، ميدان الوفاء للمشاركة في يوم الوفاء لرمز الوفاء والتضحية والفداء الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، الرئيس الوفي قولا وعملا وسلوكا وممارسة، وفدوا من كل المحافظات يتوشحون السواد ويحملون في صدورهم الحزن وعلى وجوههم ترتسم ملامح الأسى والحسرة، كيف لا وهم يشهدون لحظات الوداع الأخير وإلقاء النظرة الأخيرة على الجثمان الطاهر لرئيسهم الشاب المتوقد حماسا والمتدفق وطنية والمتشبع وفاء وإخلاصا لله وللوطن وللشعب ، جاءوا للسبعين الذي شهدوا فيه التظاهرة الحاشدة التي أقيمت في الذكرى الثالثة للصمود والتي تحدث من خلالها الرئيس الشهيد صالح الصماد معلنا تدشين مشروع بناء الدولة اليمنية وتعزيز روح الثبات والصمود تحت شعار يد تحمي ويد تبني ، وكأن ميدان السبعين اليوم يشكو فراق الصماد ويفتقده ويسأل عنه، بعد أن ألفه واعتاد على حضوره وخطاباته وزياراته التفقدية للتحضيرات للمناسبات التي احتضنها الميدان خلال فترة قيادته للبلاد.
بدا السبعين اليوم يتيما، في غياب أبي الفضل الشهيد صالح الصماد، ولم يستوعب بعد بأن الجموع الغفيرة التي احتشدت اليوم فيه جاءت لتوديع الرئيس الصماد بعد أن ارتقى شهيدا، ولا لوم فلا يزال صدى صوت خطابه الأخير في الذكرى الثالثة للصمود يتردد في أرجاء الميدان ، ولا تزال هتافات الجماهير المؤيدة للصماد حاضرة وبقوة مباركة مشروعه الوطني التنموي المساند والملازم لمشروع الثبات والصمود والمواجهة.
تشييع مهيب يليق بمكانة ومقام الرئيس الشهيد صالح علي الصماد ، وهكذا يكون الوفاء للعظماء الكرماء ، هكذا يكون التكريم ، وهكذا يكون الاحتفاء بقائد فذ جند نفسه لخدمة وطنه وشعبه وجعل من منصبه وسيلة للدفاع عن الوطن وسيادته والانتصار للمواطن وكرامته، ولا نبالغ إن قلنا بأن كان رئيسا من أجل اليمن واليمنيين ، وكانت السلطة بالنسبة له مغرما لا مغنما ، ومسؤولية كبيرة أمام الله وأمام خلقه الكل يتسابقون على شراء صورك ليتفاخروا بك ، بعد أن ضربت أروع الأمثلة في التضحية والفداء ، لله درك أيها الخالد في القلوب كيف تمكنت من تملك هذه القلوب ؟! وكيف استطعت أن تحظى بكل هذا الإجماع على وطنيتك ونزاهتك وحنكتك وبأن رحيلك خسارة لن تعوض لليمن واليمنيين ؟!
أيها الشهيد الحبيب لك أن تنعم في جنات النعيم ولك أن ترتاح فمشروعك الوطني لن يتوقف ومشروعك ودربك الجهادي لن يتضعضع، فالكل على دربك سائرون ، وعلى مشروعك محافظون يد تحمي ويد تبني ، نعم قرير العين أيها الرفيع في مقامك ، والنبيل في أخلاقك ، والوفي في شعبك ، ها نحن نبادلك الوفاء بالوفاء، ولك منا العهد بالسير على خطاك ، واستلهام العبر من تاريخك وذكراك ، ستظل قدوة لنا في الوطنية ، ومضرب مثل لنا في التضحية والفدائية ، ورمزا لنا في الوفاء والمصداقية ، وستبقى خالدا في قلوبنا لن ننساك ما حيينا أيها الصالح الذي كنت وما تزال وستظل الصالح فينا، تبكيك القلوب قبل العيون ، تبكيك قلوبنا دما ،وتبكيك أعيننا دمعا مشبعا بالحزن والحسرة والأسى والألم والوجع ، لم نتوقع بأن تغادرنا هكذا سريعا ونحن من كنا نعد الليالي والأيام على أمل أن تنقشع من سمانا سحابة العدوان لننعم بالأمن والأمان ونعانق اليمن الجديد المستقل القرار والإرادة تحت قيادتك الحكيمة يا فخامة الرئيس الشهيد.
بالمختصر المفيد يا فخامة الرئيس الشهيد هنيئا لك وسام الشهادة، هنيئا لك هذا الفضل يا أبا الفضل، هنيئا لك هذا العطاء الرباني، هنيئا لك هذه الخاتمة المرضية، وهنيئا لك حب وتقدير واحترام ودعوات كل اليمنيين الشرفاء الذين أحزنهم رحيلك عنهم ومغادرتك لهم.
طبت وطابت روحك الطاهرة في أعلى عليين، وأنزلك منازل الأنبياء والشهداء والصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.