انصار الله ومشروع الدولة (6)
حمير العزكي
عندما أعلن فخامة الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى عن مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة في خطابه التاريخي أمام تلك الحشود المليونية في الذكرى الثالثة للصمود والثبات اليمني الأسطوري بوجه العدوان السعودي الأمريكي الغاشم، مطلقا شعار ( يد تحمي و يد تبني) الشعار المعبر عن طبيعة المرحلة ومتطلباتها وواجباتها والمنسجم مع توجهات القيادتين الثورية و السياسية والملبي في الوقت ذاته لآمال وتطلعات الشعب اليمني العظيم الذي بذل من التضحيات ما يستوجب إكرامه وتكريمه بدولة عادلة وحياة عزيزة.
كان بيان المكتب السياسي لأنصار الله المرحب والمبارك لمشروع بناء الدولة الذي أطلقه الرئيس الصماد في اليوم التالي مباشرة لإطلاقه أول البيانات السياسية في الساحة الوطنية تفاعلا مع المشروع وأكثرها جدية في التعاطي معه وذلك من خلال الإشادة بالتوجهات الوطنية التي تضمنها والتأكيد على أهمية تضافر الجهود لتحقيق أهدافه ودعوة الجميع إلى توحيد الطاقات لإنجاحه وفي هذا البيان إثبات جديد ودليل إضافي على موقف انصار الله من مشروع الدولة.
وبرغم انتماء الرئيس الصماد لأنصار الله والذي يفخر به الصماد ولا ينكره ولا يخفيه والذي يجعل النصيب الأوفر من إنجازاته وتوجهاته لهذا الانتماء إلا أن بيان المكتب السياسي للحركة جاء ليؤكد على أن هذا المشروع ليس مجرد توجه شخصي للرئيس الصماد بل هناك توجه عام يوافقه ويدعمه ويسانده ويقف في صفه وأيضا يضمن تحقيقه وإنجاز أهدافه من خلال تسخير كل الجهود وتذليل كافة العقبات التي قد تواجه مشروع بناء الدولة اليمنية داخليا وخارجياً.
لطالما كانت حركة أنصار الله عرضة لحملات التشويه في معظم المجالات العقائدية منها والثقافية والاجتماعية وأيضا السياسية فمازالت محاولات الخصوم والأعداء مستمرة دون توقف لترسيخ توصيف الميليشيات وتعميمه على الحركة وذلك من خلال الطابع العسكري الذي ألصقته ترساناتهم الإعلامية بالحركة في إطار الحروب التي شنت عدوانا و ظلما على أنصار الله وفرضت عليهم اللجوء للمواجهة المسلحة دفاعا عن النفس بالإضافة أيضا إلى تغييب الجانب الثقافي للحركة والذي يمثل المحور الرئيس للمشروع القرآني الذي يتبناه انصار الله.
سنظل نؤكد على أن أنصار الله حركة تحررية ثورية تحمل مشروعا ثقافيا تنويريا وتتبنى بكل مصداقية ومسؤولية آمال وتطلعات الشعب اليمني العظيم في بناء دولة حديثة تقوم على أساس العدل والمساواة والحرية والكرامة والسيادة والاستقلال، معتمدين في ذلك على أدبيات ومرجعيات الحركة وعلى مواقفها الواضحة لكل منصف والتي تعبر عن توجه عام للحركة وإرادة صادقة لمسناها وسيلمسها كل المغرر بهم مستقبلا وهم يرون مشروع الدولة يترجم برامجا وآليات وخطوات تتلوها نتائج يشهدها الواقع .
وبرغم ما حدث أو قد يحدث من ممارسات فردية خارجة عن سياق هذا التوجه لطالما استغلها الخصوم والأعداء لتشويه الحركة من خلال تهويلها والترويج لها كنموذج معبر عن الحركة والتي يجب وضعها في إطارها المناسب باعتبارها نتيجة قصور في الوعي وسوء التقدير وحداثة العهد بإدارة الدولة وشحة الموارد المالية والبشرية على حد سواء كما يجب على أنصار الله عدم السكوت عن هذه الأخطاء أو غض الطرف عنها مهما كانت في نظر البعض بسيطة، فحسنات الأبرار سيئات المقربين.